مشوار

على شفير محرقة نووية

خالد رزق
خالد رزق

يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية التى اقتربت من إتمام عامها الثانى فى طريقها إلى تطور سريع تدخل معه أوروبا وربما يدخل العالم كله منحنى شديد الخطورة تقود نهايته إلى حرب عالمية شاملة من شأن اندلاعها أن يأتى على الأخضر واليابس فى هذا الكوكب العدائى البائس بحكوماته وأنظمته الشرهة للدماء و الدمار.


الأسبوع الماضى فجر وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو مفاجأة كبرى بإعلانه أن حلف (الناتو) الذى تقوده الولايات المتحدة حشد 360 ألف جندى فى أكثر من بلد من بلاده الأعضاء المحيطة بالحدود الروسية والبيلاروسية وأن بولندا وفنلدا عضوته الأحدث صارتا على خط المواجهة مما تصفه روسيا حتى اليوم بالعملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا وهوما يعنى أن البلدين باتا يشكلان رؤوس حراب الناتو المهددة لأمن الأراضى الروسية سيما وقد اختصر انضمام فنلندا إلى الناتو زمن وصول صواريخ الحلف إلى أراضى الاتحاد الروسى الببيلاروسى لأقل من 7 دقائق.


تصريحات شويجو فتحت الباب على تحليلات بشأن مجريات الحرب فى مرحلتها التالية التى صار دخولها وفق الخبراء العسكريين وشيكاً، (قبل نهاية العام) وهى مرحلة تختلف كليًا فى معطياتها عما شاهده وتابعه العالم منذ بدأ الجيش الروسى عمليته فى أوكرانيا، فالروس الذين واجهوا القوات الأوكرانية المدعومة أمريكيًا وغربيًا بسلاح تقليدى يصنف بالمتوسط و القديم، سيلجأون إلى أحدث وأفتك ما فى ترسانتهم العسكرية من عتاد حربى لتحييد الخطر الداهم الذى تشكله قوات الناتو وصواريخه على الداخل الروسى، والأكيد أن لجوءهم لهذه النوعية من الأسلحة تقليدية وغيرها (نووية) سيكون استباقيًا إذ لا يقبل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ومؤسسات القوة فى بلاده بتلقى الضربة الأولى ثم الرد.. الخطير فى الموقف الحالى أن الناتو الذى لجأ لنشر صواريخه بمحيط الحدود الروسية والبيلاروسية لم يترك لروسيا الفرصة للتحقق من طبيعة رؤوس الصواريخ أرض أرض و لا أرض جو المحمولة على طائراته المقاتلة التى دخلت المعركة مؤخرًا وهو ما يعنى أنه ليس أمام الروس غير التعامل مع أى تهديد صاروخى بأنه تهديد نووى، يحتم الرد بالمثل، العالم على شفير محرقة نووية.