العالم بين أيديك،،

موسكو والغرب يتبادلان الاتهامات!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: أمال المغربي - مروى حسن حسين - سميحة شتا

فى الأسبوع الماضى قال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكين فى اجتماع مجلس الأمن الدولى بشأن انعدام الأمن الغذائى الناجم عن الصراع فى أوكرانيا إن الولايات المتحدة ستواصل القيام «بكل ما هو ضروري» لضمان قدرة روسيا على تصدير الغذاء بحرية إذا كان هناك إحياء لاتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية فى البحر الأسود.

انسحبت روسيا الشهر الماضى من الاتفاق الذى تم إبرامه فى يوليو 2022 والذى توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا بهدف تخفيف أزمة الغذاء العالمية بعد الغزو الروسى لأوكرانيا وقالت موسكو إنه تم تجاهل شروط روسيا للتمديد، انسحبت الأسبوع الماضى من الاتفاق الذى سمح لأوكرانيا قبل عام بتصدير الحبوب من موانئها على البحر الأسود، على الرغم من الحرب، للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية.

أدى انهيار الصفقة، وقصف روسيا لموانئ نهر الدانوب التى استخدمتها أوكرانيا كطريق تصدير ملتو إلى ارتفاع أسعار القمح العالمية بنحو 10٪ فى الأيام العشرة الماضية.

حيث تلجأ أوكرانيا حاليا إلى تصدير الحبوب من خلال مايسمى «ممرات التضامن» بحراً عبر نهر الدانوب ومضيق البلطيق، وبراً عبر السكك الحديدية إلى دول الاتحاد الأوروبي، لكن هناك عقبات عديدة تواجه تلك الممرات،
ورغم أن الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة لا تخضع للعقوبات الغربية المفروضة بعد الغزو الروسى لأوكرانيا فى فبراير 2022، إلا أن موسكو تقول إن القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين أعاقت الشحنات.

خلال اجتماع مجلس الأمن الأسبوع الماضى، اتهم نائب السفير الروسى لدى الأمم المتحدة دميترى بوليانسكى الدول الغربية بـ «عدم الاستعداد المتغطرس» للمساعدة فى تنفيذ اتفاق الأمم المتحدة مع موسكو.

اثناء القمة الافريقية الروسية التى عقدت أواخر الشهر الماضى فى بطرسبرج أخبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين القادة الأفارقة أن روسيا مستعدة لاستبدال صادرات الحبوب الأوكرانية إلى إفريقيا على أساس تجارى ومساعدات للوفاء بما وصفه بالدور الحاسم لموسكو فى الأمن الغذائى العالمي.

وأخبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين القادة الأفارقة أن روسيا مستعدة لاستبدال صادرات الحبوب الأوكرانية إلى إفريقيا على أساس تجارى ومساعدات للوفاء بما وصفه بالدور الحاسم لموسكو فى الأمن الغذائى العالمي. وقال بوتين للقمة إن أكثر من 70٪ من الحبوب الأوكرانية المصدرة بموجب الاتفاق ذهبت إلى دول ذات دخل فوق المتوسط. وإن أفقر الدول، مثل السودان، «تعرضت للانهيار» واستقبلت أقل من 3٪ من الشحنات.

وقال بوتين إن العقوبات الغربية التى فُرضت ردا على الحرب الروسية فى أوكرانيا، والتى تسميها موسكو «عملية عسكرية خاصة»، منعت روسيا حتى من توفير الأسمدة المجانية للدول الفقيرة. وأكد بوتين للقمة «سنكون مستعدين لتزويد بوركينا فاسو وزيمبابوى ومالى والصومال وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا بما يتراوح بين 25 و 50 ألف طن من الحبوب المجانية لكل منها فى الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة».

وفى الأسبوع الماضى حذر الاتحاد الأوروبى الدول النامية من أن روسيا تعرض حبوبًا رخيصة الثمن لخلق تبعية جديدة من خلال تفاقم الضعف الاقتصادى وانعدام الأمن الغذائى العالمي.. تتنافس روسيا والغرب بشكل متزايد على النفوذ فى إفريقيا. على الرغم من أن موسكو لم تستثمر حتى الآن إلا القليل جدًا هناك، وفقًا لبيانات من الأمم المتحدة، إلا أن روسيا كانت تبذل جهودًا دبلوماسية لكسب دعم القارة.

خلال تصويت الأمم المتحدة فى مارس 2022 لإدانة الغزو الروسى لأوكرانيا، صوتت 28 دولة إفريقية لصالح القرار، لكن 25 دولة إما صوتت لصالح الامتناع عن التصويت أو لم تصوت على الإطلاق.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش للصحفيين «عند إخراج ملايين وملايين الأطنان من الحبوب من السوق، من الواضح أن ذلك سيؤدى إلى ارتفاع الأسعار.»