ثورة الآباء والأمهات فى أمريكا ضــد المثلية الجنسية

الآباء والأمهات فى أمريكا
الآباء والأمهات فى أمريكا

دينا‭ ‬جلال

  يمتلك كل طفل أو مراهق هاتفًا ذكيًا ينفتح به على العالم بأكمله، يحمل محتواه عالمًا ورديًا يُصدر له مفاهيم وافكار مغلوطة تحت مسمى الحرية وتقبل الآخر وحماية حقوق الآخرين، بين السطور تحمل تلك المحتويات افكارًا شاذة غير اخلاقية، تتعارض مع طبيعة البشر وتخالف كافة الاديان السماوية، تكرار المحتوى يلح على المٌتلقي ليعتقد أنها امورًا معتادة تتوافق مع المجتمعات الغربية دون أن تكشف عن الصورة الحقيقية التي تعكس مدى معاناة الآباء والامهات في الخارج من مأساة الافكار الشاذة التي تخترق عقول ابنائهم منذ طفولتهم وتدفعهم إلى الطريق الخطأ تحت مسمى حرية الاختيار، وتكتمل المأساة بريموت التلفاز الذي يحمله الطفل متنقلًا بين قنوات الكارتون التي صارت وسيلة خطيرة بالإضافة إلى روايات الاطفال التي تتعمد نقل تلك المفاهيم المغلوطة التي تسعى لتغيير افكارهم معتقدين أن هناك حرية مختلفة ينعم به العالم الغربى.

هكذا يُصدر الغرب تلك الصورة المثالية المغلوطة التي تدعى تقبل اصحاب الافكار والميول الشاذة غير الاخلاقية والترويج لها، ولكن ما يتجاهله الجميع هو ثورة الغضب لدى الآباء والامهات ممن يؤكدون أن ابناءهم ضحايا افكار تخالف الطبيعة وتخترق براءتهم طوال الوقت عن عمد، وتشير الإحصائيات والدراسات إلى أن الشعب الامريكي يختلف تمامًا عن تلك السياسات التي تفرضها عليه إدارات الولايات المختلفة؛ لتمرير الافكار الشاذة بكافة الطرق عبر المناهج والحصص الدراسية والكارتونات والكتب وحتى المدن الترفيهية مؤكدين أن تلك السياسات تقود ابناءهم في النهاية إلى الخلل العقلي أو الانتحار والاكتئاب وغيرها، ومن هنا تشهد المحاكم مئات القضايا التي يتم رفعها ضد مروجي تلك الافكار؛ لتكشف تسييس المدارس وتورطها بشكل غريب في قضايا غير اخلاقية وصارت طرفًا في تلك المعركة وأداة خطيرة لاختراق عقول الاطفال، وتتجلى المأساة في المدارس التي تخضع للحكم الديمقراطي ومع ذلك يرفض ويدافع اغلب الآباء الديمقراطيين بشراسة عن براءة اطفالهم؛ لتتحول مجالس الآباء في المدارس إلى صراع وشجار دائم لتحدي المناهج والافكار الدخيلة عليها حيث تتعارض صراحة مع المحتوى الديني والتعليمي لأطفالهم عبر مناهج تم تطويرها سرا اثناء جائحة كورونا.

في السطور التالية نتجول بين عناوين وتفاصيل الاخبار المختلفة التي تعكس حالة الغضب التي يتملكها الآباء ضد سياسات المدارس المتجاوزة ليلجأوا الى المحاكم مقررين الاكتفاء بالتعليم المنزلي أو نقل ابنائهم إلى مدارس دينية خاصة تتوافق مع عقيدتهم بعيدًا عن مدارس الولايات العامة وصار المشهد المعتاد في أى اجتماع أو مجلس آباء ثورة من الغضب تتحول سريعًا إلى شجار عنيف يتبعه اجراءات تتخذها الولاية عبر ساحات المحاكم.

وقف تسعة عشر مدعي عام جمهوري إلى جانب اولياء الامور في ولاية ماساتشوستس عند تقدمهم بدعوى قضائية ضد سياسات المدارس العامة التي تشجع التلاميذ على انتقالهم بين الجنسين وتحولهم سرا تبعًا لرغباتهم بعيدا عن آبائهم، وتشير الدراسات إلى ارتفاع معدلات الانتحار بزيادة تصل إلى 8 مرات للأطفال المتحولين جنسيًا عن الاطفال الطبيعيين، وبدأ الامر بقيام الوالدين ستيفن فوت وماريسا سيلفستري برفع الدعوى التي اشارت إلى قيام المدرسة بدعوة اطفالهما للتعبير عن رغبتهما صراحة حول ما إذا كانوا يريدون الاشارة لهم بذكر أو انثى وهو الامر الذي اجرته إدارة المدرسة لجميع طلابها حتى صارت هناك اجتماعات ولقاءات دائمة سرية للتلاميذ تدعوهم إلى تلك الافكار وتطلب منهم إرسال طلباتهم ورغباتهم إلى ادارة المدرسة بضمان سرية الامر بعيدا عن والديهم وهو الامر الذي اكتشفه عدد من الآباء ليثوروا ضد هذه الإجراءات.

أكد الوالدان؛ أن المدرسة تشير إلى اطفالهما بأسماء وضمائر جديدة مخالفة لهويتهم فإذا رغب الطفل في التحول إلى فتاة سرعان ما يتم الموافقة على رغبته وتتعامل معه المدرسة تبعًا لرغبته دون علم والديه والعكس، وتوفر المدارس مرافق مخصصة لهؤلاء الاطفال، ويشير الوالدان إلى اأن المدرسة تجاهلت تماما حقهما الدستوري للمشاركة في تلك الجلسات التي تتعارض مع قيمهم تمامًا مؤكدين ان المناطق التعليمية في جميع أنحاء البلاد يتم دعمها بقوة من قبل جماعات الدعوة ذات التوجه الأيديولوجي المخالف للطبيعة لتدهس الحقوق الأساسية للآباء وخاصة الاطفال من رياض الاطفال وحتى المرحلة الثانوية.

إيذاء مباشر

تقرير آخر لفوكس نيوز يشير الى حالة غضب أولياء الأمور في ولاية نورث داكوتا بسبب مجالس إدارة المدرسة لتحديهم القانون المتعلق بالهويات الجنسية للأطفال ليصيح الآباء متسائلين «من هؤلاء الأطفال؟ مؤكدين أن قوانين الولاية تتسبب في أذى مباشر للاطفال، وتواجه المدارس غضب وانتقاد اولياء الامور بسبب مناقشة الاطفال ولفت انتباههم طوال الوقت حول قضايا العنصرية والمثلية وتغيير الهوية الجنسية المخالف للطبيعة بالرغم من توقيع حاكم الولاية دوج بورجوم مشروع قانون يحظر هذه الممارسات المشبوهة إلا أن مدير مجمع المدارس ويدعى روباك غاندي يتحدى تلك القوانين قائلا «لن نستبعد حرية أي طالب بسبب قانون واحد إذا علمنا أن ذلك سيلحق ضررًا بذلك الطفل» زاعمًا أن هناك تضاربًا بين قانون الولاية والقانون الفيدرالي مدعيًا ان المنطقة يجب أن تستمر في الدفاع عن الطلاب المتحولين، ودفعت تلك الكلمات الآباء الى الغضب بسبب قرار المدرسة بإخفاء هوية الاطفال لحمايتهم من آبائهم وهو ما يظهر الآباء كأعداء طوال الوقت.

ننتقل إلى نيوجيرسي؛ حيث تشتعل مجالس الآباء بالغضب ويتم مقاضاة المدارس بسبب سياسة الهوية الجنسية لتلاميذ المدرسة التي يدعمها المدعي العام الديمقراطي للولاية مات بلاتكين، حيث اتهم سياسات المدرسة التي تطلب من الموظفين إبلاغ أولياء الأمور بقرار الطفل بتغيير هويته بالسياسة التمييزية مؤكدًا أن إخطار الاهل برغبات أبنائهم يعرض التلاميذ إلى الخطر داخل المنزل، وتشهد الولاية عددًا كبيرًا من الدعاوى القضائية ضد ثلاث مناطق تعليمية اعتمدت سياسات جديدة تتعلق بالطلاب ممن يطلبون تغيير هويتهم الجنسية، واكد الآباء أن هؤلاء الطلاب يتعرضون لمخاطر جسيمة تؤثر على الصحة العقلية ويتسبب في الاذي النفسي والجسدي لهم بما في ذلك زيادة خطر الانتحار.

تعليم منزلي

في فيرجينيا دفعت معارك الآباء مع المدارس اللجوء إلى المحكمة العليا دون جدوى ويتهم اولياء امور مدارس فيرجينيا الولاية بتسييس المدارس واعتبروها هجومًا على الاسرة والكنيسة، حيث يطلق اليساريون مصطلح القومي المسيحي على الاسر الامريكية المتدينة في تصنيف واهانة واضحة لمعتقدات دينية راسخة، ورفع الآباء شعار «الإبقاء على الاطفال في المنزل وتعليمهم بعيدا عن المدرسة» وهو الامر الذي دعت اليه جمعية الآباء في شمال هوليود بكاليفورنيا؛ ليشير الآباء الغاضبون إلى أن المواد التي يتم تعليمها للاطفال غير مناسبة على الاطلاق حيث تصر المدارس على تبني خطط دعم تغيير الهوية الجنسية للاطفال طوال الوقت وهو الامر الذي دفعهم لإبقاء أطفالهم في المنزل بعيدًا عن المدرسة وطالب الآباء بتنظيم احتجاجات ومظاهرات مستمرة ضد إدارات المدارس إلى تتبع تلك السياسات وقالت احدى الامهات في الدعوى: «من هؤلاء الأطفال؟ هل ينتمون إليك بصفتك مجلس إدارة مدرسة؟ أم أن الآباء في النهاية هم صناع القرار في الاسرة بشأن ما هو مسموح به وما هو آمن لذلك الطفل» وتابعت قائلة: «لا توجد طريقة يمكن لكل معلم أن يعرف كل طفل بشكل وثيق كما يعرفه والديه»، واكد الآباء في احتجاجاتهم أن التلاميذ يتعرضون إلى نماذج شاذة طوال الوقت ويتم دفعهم  إلى تغيير هويتهم عبر عرض عائلات غير سوية ومخالفة للطبيعة البشرية وهو ما تسبب في غضب الآباء ليدفعهم إلى رفع شكاوى الى كبار المسئولين في الولاية لرفع الاذى المستمر عن أبنائهم والاحتجاج في جميع أنحاء البلاد على المدارس ومجالس المدارس على المناهج الدراسية التي يعتبرونها مثيرة للجدل لتعليم أطفالهم، واكدت مجموعة الآباء في دعوتهم قائلين «نحن مجبرون على الحديث عن مواضيع تثقل كاهل أطفالنا وتقتل براءتهم طوال الوقت والامان يتمثل في ابقاء الاطفال في منازلهم فقط».

اقرأ أيضًا : تحذير إلى الآباء والأمهات.. لعبة على الموبايل تحرض على المثلية الجنسية


 

;