تلفزيون لبنان.. قصة احتجاب بعد مسيرة 64 عامًا من الصمود

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

سوّد تلفزيون لبنان شاشاته وحجب بثه أمام الشعب اللبناني لأول مرة منذ 64 عامًا، في خطوة مفاجئة وصادمة في آن واحدٍ للشعب اللبناني، الذي يعيش أوضاع اقتصادية متأزمة.

توقف بث تلفزيون لبنان الرسمي جاء بسبب الإضراب الشامل الذي ينفذه موظفو تلفزيون لبنان، اعتراضًا على تردي أوضاعهم ورواتبهم منذ أشهر، وذلك ضمن سلسلة إضرابات يعيشها لبنان من قبل موظفي الإدارة العامة المختلفة خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقال موظفون مشاركون في الإضراب إنهم لن يتراجعوا عن قرارهم وستبقى الشاشة عبارة عن أعمدة من الألوان بانتظار قرار ينصفهم ويمكنهم من تحمل أعباء الحياة.

وفي الأثناء، أكد وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري أن التلفزيون الرسمي للبلاد لم يتم إغلاقه، مشيرًا في الوقت ذاته إلى العكل على معالجة المشاكل الخاصة بموظفي تلفزيون لبنان.

وقال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، "تلفزيون لبنان لم يُقفل ولا نية لديّ بذلك وكلّ ما نُشر كذب ونحن نُحاول معالجة المشاكل وغالبية مطالب الموظّفين حُقّقت"ن وذلك نقلًا عن الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.

وأضاف المكاري أن: " تلفزيون لبنان سيعاود البث ونعمل مع جزء من الموظفين".

قصة تأسيس تلفزيون لبنان

وتأسس تلفزيون لبنان في 28 مايو عام 1959، قبل 64 عامًا من الآن، في العاصمة اللبنانية بيروت. 

وأسس وسام عز الدين، شركة التلفزيون اللبنانية بالشراكة مع شركة "طومسون" الفرنسية المنتجة للتلفزيونات، وبمساعدة دوري شمعون، نجل الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون، وحصلوا على رخصة لبث تلفزيون لبنان عام 1957.

وبسبب حرب لبنان في عام 1958، تأخر تنفيذ إنشاء تلفزيون لبنان إلى عام 1959، حيث أنشئ وسام عز الدين بمعاونة دوري شمعون وشركة "طومسون" المبنى في تلة الخياط، وهي أعلى تلة رملية في بيروت.

وكان التلفزيون اللبناني يُبث بلغتين: اللغة العربية وكانت القناة السابعة باللغة العربية والتاسعة باللغة الفرنسية، بمشاركة شركة أوأر تي أف الفرنسية.

وتم تشيد مبنى شركة تلفزيون لبنان والمشرق عام 1961 في منطقة الحازمية من ضواحي بيروت. وكانت تعرف بـ«القناة 11» وتبث باللغة العربية وكان معظم مساهميها من الفرنسيين.

محطات في تاريخ تلفزيون لبنان

وفي عام 1977م، تم دمج الشركتين المؤسستين للتلفزيون اللبناني نهائيًا وسميت الشركة الجديدة "تلفزيون لبنان"، وجاء ذلك نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان بسبب الحرب الأهلية ببلاد الأرز، والتي بدأت في عام 1975 وظلت قائمة حتى عام 1990.

ومع تأسيس شركة "تلفزيون لبنان" اشترت الدولة اللبنانية 51% من أسهمها وأعطته حقًا حصريًا باستغلال الأقنية التلفزيونية في لبنان حتى عام 2012.

وخلال سنوات الحرب الأهلية، التي دامت لـ15 سنة، انقسم تلفزيون لبنان على نفسه، فأصبحت القناتان السابعة والتاسعة، الناطقتان بالفرنسية، لسان حال المناطق الغربية المسلمة، فيما صارت القناتان الخامسة والحادية عشرة ناطقتين باسم قوى المنطقة الشرقية المسيحية.

وفي عام 1991، وبعد عودة الاستقرار إلى لبنان وانتهاء الحرب الأهلية بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1989 برعاية سعودية، وحدت الحكومة اللبنانية المحطتين وألغت القناة الفرنسية وأصبح تلفزيون لبنان محطة التلفزة الرسمية في لبنان.