انتباه

بين الشاشات والكافيهات!

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

يا قلبى احزن، يا عقلى اغضب، مادام هذا حال شبابنا، يراوح بين شاشة وأخرى، ومقهى وكافيه وكافيتريا!.

قتل الوقت، يعنى إهدار العُمر، رغم بداهة الأمر، فإن غياب المنطق السديد، يجعل الأبناء يضربون عرض الحائط بأبسط البدهيات!.

خلال الدراسة تسرق الشاشات الإنتباه بعيداً عن المقررات الدراسية، والمذاكرة، والاستيعاب، والبحث فقط عن البديل السهل فى السناتر، والدروس الخصوصية، ثم لا شيء غير تسليط الأبصار، واستلاب العقول، والاستسلام للسوشيال ميديا، واستهلاك الزمن، وهم أقرب إلى المخدرين تحت سطوة الفيسبوك، أو اليوتيوب، أو الواتس أو... أو...

ومع بدء الإجازة الصيفية ونهاية العام الدراسى، تنافس الكافيهات وأخواتها، الشاشات المتعددة، لتصبح الرحلة بينهما مقدسة، وقد يكون الشاب حريصاً على الجمع بينهما، فيجلس مع «الشلة» وكل يحمل ما تيسر له مما وفرته له أسرته؛ من شاشات بحسب مقدرتها وتقديرها.

بين العالم الوهمى الذى تتفنن السوشيال ميديا بتجلياتها المتعددة، وعالم التفاهة والتطفل والتسكع والتلصص التى تتبعها كافيهات على قارعة الطرق، انتشرت كالسرطان، تنجح كلتاهما فى اختراق العقول، والحط من شأن القيم الأخلاقية، ومن ثم إفساح السُّبُل للخصم بشدة من وعى الأجيال الشابة، وبالتالى إلقاء ظلال سلبية على صياغة مستقبلهم وإسهامهم فى نهضة مجتمعهم!.

لا أميل للتعميم، فإلى جانب أسرى الشاشات والكافيهات، هناك شباب يستثمر وقته بصورة إيجابية، ويحرص على توظيف الوقت لترقية قدراته وخبراته، بل وشحن طاقاته على جميع الأصعدة، والعيش فى الواقع والتفاعل العملى مع مقدراته.

بالطبع من حق الشاب، خاصة بعد عام دراسى مشحون، أن يُروِّح عن قلبه وعقله، ولكن عليه أن يعى تماماً ضرورة التوازن، بين استثمار جيد للوقت، والترفيه عن النفس، والوصول إلى معادلة ذكية، فلا ينبذ تماماً الشاشات، ولكن عليه أن يدقق فيما يتعرض له منها، ولا بأس من التردد على نادٍ أو مركز للشباب، أو مكتبة عامة، عندئذ يكسر حاجز اللامبالاة الذى يرتفع أمام أسرى الشاشة والكافيه.