بدون تردد

العالم فى أزمة

محمد بركات
محمد بركات

العالم كله بامتداد دوله وشعوبه يعيش أجواء وظلال أزمة مستحكمة، ذات أوجه متعددة على المستويات السياسية والاقتصادية والبيئية، فرضتها الحرب المشتعلة على الأراضى الأوكرانية، وتطوراتها المختلفة والمتصاعدة وتداعياتها الفادحة وآثارها السلبية الممتدة والواصلة لكل الدول والشعوب فى مشارق الأرض ومغاربها.


هذه الأزمة بسطت ظلالها على العالم كله، وفرضت المعاناة على الجميع كنتيجة مباشرة وغير مباشرة للإجراءات العقابية غير المسبوقة، التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة الدول الغربية على روسيا الاتحادية، والتى هى فى حقيقتها تمثل حرباً مالية واقتصادية شاملة.


وهذه الحرب لم تقتصر فى آثارها القاسية والفادحة على روسيا وأوكرانيا فقط، بوصفها الأطراف المباشرة فى الحرب والمعارك والدمار، بل امتدت لتشمل كل أوروبا، بما فيها الدول التى فرضت العقوبات على روسيا، ثم تجاوزت آثارها السلبية وتداعياتها الحادة ذلك النطاق لتمتد إلى كل الدول والشعوب فى العالم دون استثناء لأحد، سواء فى أوروبا أو آسيا أو أفريقيا، أو غيرها.


وفى ظل ذلك أصبح العالم يواجه موجة قاسية من الأزمات الاقتصادية والسياسية شديدة الوطأة، منها على سبيل المثال وليس الحصر اختلال منظومة الأمن الغذائى فى العالم، وهو ما هدد ويهدد دولاً وشعوباً كثيرة بنقص شديد فى السلع الغذائية.


وفى ذات الوقت هناك مخاوف حقيقية وواقعية لدى خبراء الاقتصاد فى العالم والأمم المتحدة وبقية المؤسسات الدولية، من الآثار الخطيرة الناجمة عن استمرار الأزمة الاقتصادية الحالية، وانعكاساتها على الدول الفقيرة، خاصة فى القارة الأفريقية،...، وكذا التأثيرات المتصاعدة للموجة التضخمية التى اكتسحت العالم حاليًا.
كان الله فى عون العالم وأفريقيا بالذات فى مواجهة هذه الأزمة الخانقة وغير المسبوقة.