فى الصميم

حروب الكبار.. ولهيب أغسطس!!

جلال عارف
جلال عارف

كل التقديرات أكدت أن يوليو الماضى كان الأشد حرارة فى العالم منذ أن بدأنا نسجل درجات الحرارة. وكل التقديرات تؤكد أن أغسطس سيكون أكثر قسوة. والأسوأ أن الخبراء يقولون إننا أمام ضربة البداية فى موجة ممتدة من الطقس السيئ بسبب التغيرات المناخية التى مازالت الدول الصناعية الكبرى تراوغ فى تنفيذ التزاماتها بشأن مكافحة ما سببته من أذى بسبب تلويث المناخ منذ الثورة الصناعية وحتى الآن!
الخسائر فادحة بشكل يفوق كل التقديرات. أمريكا كانت تتكبد خلال العامين الماضيين خسائر بمائة مليار دولار سنوياً ستزيد بالتأكيد هذا العام، وقس على ذلك خسائر الصين وأوربا. الآن يقدرون أن الخسائر الاقتصادية ستفوق الخسائر بسبب ∩كورونا∪.. فالانتاج الزراعى سيتأثر كثيراً، والانتاج الصناعى أيضا لن يعمل بنفس الكفاءة فى ظل هذه الأجواء، والفيضانات المدمرة تتنافس مع الجفاف القاتل من إلحاق الخسائر بعالم صنع بنفسه مأساة المناخ ويتجرع نتائج ما فعل!!


وكل ذلك ينعكس على حياة البشر.. أوربا التى مات فيها فى السنوات الماضية 200 ألف بسبب الحر تستعد للأسوأ. وافريقيا ستفقد جزءاً كبيراً من انتاجها الزراعى بسبب الجفاف. ومئات الملايين فى العالم سيواجهون أزمة فى الغذاء، ورغم أن أمين الأمم المتحدة جوتريتش حذر من أن العالم دخل عصر الغليان الحرارى، فإن  الجهد الدولى لمواجهة المخاطر مازال قاصراً، والجهد الفردى هو الغالب على الحكومات حتى الآن. والبعض يعمل بجدية، والبعض الآخر (وخاصة من الكبار) مازال يتهرب من مسئولياته(!!) والعديد من الدول الصناعية الكبرى تعود لاستخدام الفحم (وهو الأسوأ فى تلويث المناخ) والدول الفقيرة مازالت تنتظر الدعم الذى التزمت به الدول الغنية منذ سنوات ولم تف بالتزاماتها!


تكلفة المواجهة كبيرة الآن لإنقاذ الزراعة من الجفاف والحرائق، ولإنقاذ الصناعة من الخسائر الفادحة، ولإنقاذ العالم من الأسوأ إذا استمر تلويث المناخ وقتل الحياة على الأرض. هل يكون ذلك سبباً إضافياً لإيقاف صراعات النفوذ بين القوى الكبرى، وعودة التعاون فى قضايا المناخ والتنمية. أمريكا والصين مازالا يتسببان فى 40٪ من تلوث المناخ، والحرب فى أوكرانيا تستنزف جهود روسيا وأوربا وتوقف برامج تحسين المناخ، وما ينفق على الحرب كان قادراً على إيقاف التدهور فى مناخ العالم. ومع ذلك مازالت الفرصة قائمة، والإنقاذ ممكناً ومطلوباً!!