سليم النفار يكتب : حوار فى المرآة

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

فى صفحةِ المرأه يحتدمُ الحوارُ
فى كلِّ شاردةٍ؛
نُجادلُها، نُلاطفُها،نشاكسُها، إذا جُنَّتْ على أهدابنا:
زمرٌ يُدافعها الغبارُ
فى صفحةِ المرآةِ لمْ نُدركْ معالمنا
كما شاءتْ بنا الأحوالُ
على قلقٍ نقلقلُها،
فلا فاضتْ معانيها؛
ولا نبتَ السؤالُ
فى هذهِ الغبراءْ
ما كانَ يدفعنا الخصام
لكنَّهُ: غبشٌ على غبشٍ،
يُدارى جهلنا،
والعقلُ مشلوحٌ، على أهوائهِ السَّكرى ينامُ
ما بيننا:
 لغةٌ يُداعبها الهوى حيناً،
وأحياناً تُقاذفها خيولٌ، سيفها بتَّارُ
فتُميتُ أحلاماً بها سكنتْ،
على عجلٍ تُعاجلها هنا الأقدارُ
لو كانَ عارفها على خيلٍ،
لمالَ القصدُ، فى أيامنا
وتفتحتْ أسوارُ
لكنَّها:
تركتْ معاولها،
وتناغمتْ غيَّاً مع السمسار،
وما فرضَ التَّتارُ
فى صفحةِ المرآةِ أنظرُها،
وتنظرنى على خجلٍ،
كأنَّ الوقتَ يفضحنا،
ويكشفنا الدّوارُ
فى صفحةِ المرآةِ يشتعلُ الكلامُ
لا خافتاً يُفضى إلى أحوالهِ
لا صاخباً يُعلى بيارقهُ
إذا طفحَ القتامُ
فى صفحةِ المرآةِ تقتتلُ المعانىْ
وينوبُ معناهمْ،
بلا معنى يُلاقحهُ الغمامُ
هى هكذا تبدو، فلا تُعطى جواباً
لو نابَ عنها ظلُّها 
أو راجتِ الأخبارُ
لا تكتفى بالنقل عن حدثٍ،
هنا... أوما روتْ أسفارُ
بلْ حولها ما جمَّعتْ دنيا،
تفاصيلَ الغُزاةِ،
وما روى التجار
قلبى على وجعٍ يُحاورها،
يُحاولها هدوءً علَّها وقتاً جميلاً،
لا يُزاحمهُ انفجارُ
لكنَّها:
صخبٌ يحاولُ ركنهُ
عبثاً يفوزُ، ولا ترى
فجراً يُدافعهُ النَّهار.