«أنَّات امرأة مكلومة».. قصة قصيرة للكاتبة إلهام قربوص

 إلهام قربوص
إلهام قربوص

على تل متراكم من الأوجاع.. بدأت ترتب دولاب وحدتها! كيف أن القدر يحرك سكونه، ويبعثر سعادتها فتحملها رياح الرحيل بعيدا. بعيدا.

مهدت فرش الأحزان لتنام على وسادة آلامها، تساءلت: وهى تهدهد النوم ليرضى عنها ويمنحها إغفاءة من كل الهواجس التي تعتريها، وتجعل من الفرش الناعمة أشواكا.

هل سيعود؟ أم أنه قطع تذكرة الهجران إلى بلاد اللارجعة. كيف لي أن أحيا بدونه. وأنا التي مطعمي من حنانه ومشربي من عطفه، وابتسامته كانت المداد لحياتي.

مازالت يده الحانية تبعث الدفء بأوصال، كيف بفرحة نبتت في صحراء وحدتي ولهفتي تهزها عواصف الرحيل لتخلع عنى رداء السعادة؟

أيأبى القدر ألا يمر إلا على أوجاعي، والأمي؟ لا يروق له منى سعادة أبدا! وجع البعاد قتلني، مجرى الدموع الذى فتح منبعه ليحفر قنوات على وجهى أوهن قوتي وعزيمتي، حتى ستائر النسيان لن تقدر كاهلي المثقلتين بالهموم على حملها..

أيها الزمن. ألا تبسط يدك لأطلب مصالحة معك؟ والله لأوقع علي وثيقة المصالحة بالباقي من عمري لتعود الفرحة ترشرش السعادة في جنبات نفسى وبيتي، وتهتف الصغار بفرحة العودة اليومية.

لكن.. هل بالصلح يعود الراحل؟ أم أنه أخذ الحياة معه وتركني جسدا بلا روح.