بدون تردد

العلم.. وتغير المناخ

محمد بركات
محمد بركات

من الحكمة وحسن الفطن إدراكنا جميعا، علماء وحكومة ومسئولين وعامة الناس وخاصتهم، بأننا أصبحنا بالفعل فى قلب دائرة التغير المناخى القاسى والحاد، الذى أصاب كل العالم بدون استثناء، من أقاصى الأرض إلى ما وراء القارات والمحيطات والمتجمدين الشمالى والجنوبى.

ومن المهم أن ندرك أيضا أن التغير المناخى أصبح الآن بالفعل واقعا مؤلما نعيش فيه ونعانى منه، بعد أن كان منذ عدة سنوات مجرد توقعات علمية أو تنبؤات مناخية، خلصت إليها مجموعات متعددة من العلماء والباحثين المتخصصين فى علوم البيئة والمناخ والطقس فى بلاد كثيرة.

وأى عاقل يدرك أن المتغيرات المناخية المحسوسة والظاهرة التى طرأت على طبيعة الطقس والمناخ فى بلدنا ومنطقتنا، خلال السنوات القليلة الماضية، والتى بلغت ذروتها حاليا، قد أنهت تماما ما كنا متوافقين عليه من قبل، بأن المناخ والطقس فى مصر والمنطقة، له طبيعة شبه ثابتة، صيفا وشتاء وربيعا وخريفا،...، وهى الاعتدال والبعد عن التطرف والحدة.

ولعلى لا أتجاوز الواقع إذا ما قلت إننا لم نعد نستطيع التأكيد أو حتى الإدعاء بأن الطقس فى بلدنا والمنطقة مازال حارا جافا صيفا أو باردا ممطرا شتاء،...، حيث إن ما نراه ماثلا أمام أعيننا وما نكابده الآن يخالف ذلك تماما.

وفى هذا الإطار أحسب أن الضرورة تقتضى أن نتعامل بكل الجدية مع هذه المتغيرات التى حطت علينا وأحاطت بنا،...، والجدية التى أقصدها هى أن نتعامل بالمنهج العلمي، الذى يتماشى مع عصرنا الحالي، وهو عصر العلم بكل تأكيد.

وهذا يعنى الإعلاء من قدر وقيمة المؤسسات والهيئات العلمية المتخصصة فى رصد ومتابعة المناخ والطقس والمتغيرات اللاحقة بهما، وتحديد آثارها وانعكاساتها على المناطق والمحافظات المختلفة، ابتداء من الارتفاع والانخفاض فى درجات الحرارة، وتحديد أو توقع كميات وحجم الأمطار المختلفة ومناطق هطولها، وكذلك أخطار السيول ومساراتها، وأيضا مناطق الجفاف والتصحر المحتملة.

ومن المهم فى هذا السياق التنبه والإلتفات إلى ضرورة تدريس هذه المعلومات الأساسية لأبنائنا فى المدارس والجامعات، بالإضافة إلى العلوم الأساسية فى البيئة والمتغيرات المناخية  وآثارها على الزراعة والأنشطة الحيوية الأخرى فى الاقتصاد والتجارة والغذاء.