حكايات| «الحبرة والتوب».. عادات وتقاليد سيدات الأقصر

سيدة ترتدي الحبرة والتوب
سيدة ترتدي الحبرة والتوب

كتب - أحمد زنط

لاتزال الحبرة والتوب من أساسيات جهاز العروسة في جنوب الأقصر، ومهما اختلفت درجة البنت العلمية لا يزال لبس الحبرة لا غنى عنه، فهي عادة تعارف عليها الناس منذ قرون من الزمان.

لبس الحبرة والتوب ضرورة، وله أهمية كبير ففي عادات الأهالي لو حلمت العزباء في المنام أنها ترتدي حبرة وتوب يبقى فيه عريس هيتقدملها.

وكلما نظرت بعناية وتمعن فى رداء السيدات بمدينة ومركز إسنا ومحافظة الأقصر في الصعيد الجواني ظهرت لك عادات وتقاليد متوارثه يختص بها  أهالي الصعيد بها عن غيرهم، وقد ينفرد بها بعضهم عن بعض ويمتازوا بها عن العالم أجمع.

 ورصدت عدسة بوابة  أخبار اليوم  زي الصعيد الجواني المتوارث "الحبرة والتوب" لسيدات وفتيات إسنا جنوب محافظة الأقصر عن الصعيد، إذ تقول كريمة مختار صقر، الرائدة بقصر ثقافة إسنا، إن الحبرة والتوب هما الزي الرسمي المتوارث عبر الأجيال الذي ترتديه سيدات إسنا وفتياتها خاصة عقب الزواج، فى بلدنا وبعض القرى حيث أن العروسة لابد وأن تشترى الحبرة التي تستر جسدها والثوب الواسع الذي لا يُظهر شيء منها أثناء سيرها فى الشارع عقب زواجها، الذى تشتريه فى جهازها قبل الزواج.

وأشارت إلى أن السيدات كبار السن لهن ألوان خاصة بالحبرة والفتيات الصغار والشباب أيضا لهم ألوان مختلفة، فالمسنة ترتدي حبرة سوداء ليست بها أى ألوان، والفتاة والعرائس يرتدين حبرة سوداء مختلطة باللون الموف أو المنويش.

وأضافت: "البنت مهما وصلت لدرجة علمية حتى لو كانت دكتورة لازم فى قريتها ترتدي الحبرة والثوب، الذي هو عبارة عن رداء واسع أسود يشبه جلباب الرجل، وفوقه الحبرة الطويلة العريضة التي تكسي جميع جسد المرأة، فهما شيئان أساسيان عندنا لابد وأن يكونا متواجدان داخل دولاب العروسة".

وأوضحت أن هذه العادة المتوارثة منذ القدم مقتصرة على مركز إسنا وبعض قراها وبعض قرى ومراكز محافظة الأقصر وجنوب الصعيد الصعيد الجوانى وليست جميع المدن القرى موجودة عندها هذه العادة ونحن  فخورين بلبسنا للحبرة والتوب لإنها بتميزنا عن العالم كله وهي من التراث الصعيدى القديم.

 وأوضحت "كريمة" أن النساء يرتدون الحبرة على عدة أشكال فمنهن من تدرتديها ولا تظهر من شكلها سوى عينيها، ومنهن من تغطي بيها سائر جسدها وعينيها وتسير فى الشارع وهي تنظر للطريق من خلف الحبرة، ومنهن من تضع جزء من الحبرة على نصف وجهها، ومنهن من تظهر وجهها فقط وتحمل طرف الحبرة على يدها وبعضها على رأسها وآخراها على سائر جسدها.

أحلام الحبرة وتفسيرها

وأضافت زينب حيدر، باحثة من أبناء مدينة إسنا: "البنت لو شافت الحبرة فى النوم يبقى هيجيلها عريس فى معتقدات بعضهم إذا رأت السيدة المتزوجة فى منامها أنها ترتدي حبرة وتوب فإذا قد تنجب ولدا، وإذا حلمت الفتاة العزباء بالحبرة والثوب فإذن سوف يتقدم عريس لخطبتها، لإن الحبرة اساسا أنها ترمز للستر، والزواج دائما يقال بأنه سترة البنت".