حكاية «هبة» أول فتاة تعمل دليفري في الصعيد 

هبة
هبة

كتب: حمد الترهوني 

من رحم المعاناة يولد الأمل، هذا ما ينطبق على الفتاة الشابة «هبة» ابنة احدى قرى المنيا بعد  اقتحامها عمل الرجال، واستطعت أن تحقق نجاحات حتى تحولت إلى رمز يُحتذى في كل مكان، فهي تسير بثبات في الشوارع  المختلفة لساعات طويلة دون رهبة وسط عشرات الرجال والشباب.. اختارت لنفسها مهنة شاقة، لا تتناسب مع طبيعة النساء، دفعها إليها حبها الشديد لأسرتها من أجل مساعدتهم في أعباء الحياة المعيشية. 

«هبة أشرف» أول سيدة من صعيد مصر تعمل بمهنة «الدليفري»، وبداية الفكرة تعود لشقيق زوجها الذي يعمل بذات المهنة هو من شجعها على هذا العمل كونها بنت وتفرض عليها عادات وتقاليد الصعيد. 


تقول هبة وهي تبتسم لـ «بوابة أخبار اليوم» «أخو زوجي هو من اقترح عليا الشغل في مهنة دليفري، عشان هو شغال في نفس المهنة وبدات  اشتغل معاه، واتعلمت السواقة، وعشان العادات والتقاليد كان صعب سيدة تركب مكنة وتشتغل دليفري، وكانت مفاجأة بالنسبة لهم».

بدأت «هبة» عملها في مهنة دليفري من خلال شقيق زوجها، حيث طلبت منه مساعدتها في الحصول على عمل لمعاونة زوجها المريض وتربية ابن شقيقتها المتوفاة.

تقول هبه: «اقترح عليا أعمل في نفس مهنته اللي هي توصيل الطلبات، وبالإصرار والعزيمة تعلمت، وأخذت قرض لشراء موتوسيكل عشان أشتغل عليه، وهو علمني السواقة في 3 أيام، والناس في الشارع رحبوا بيا، ودا ساعدني في حب الشغل أكثر».

واستكملت حديثها«هبة» أن ظروفها المعيشية الصعبة التي واجهتها جعلتها تعمل في تلك المهنة، كون زوجها مريضا ولا يقدر على العمل، بالإضافة لقيامها بتربية ابن شقيقتها المتوفاة، «قررت اشتغل بدل ما أمد إيدي لحد، وبالرغم من إنها شغلانه صعبة للرجال فقط، والعادات والتقاليد في المجتمع الصعيدي ترفض الموضوع دا، إلا أن الظروف كانت أكبر، وكان لازم أشتغل لتوفير احتياجاتنا المعيشية، وفي البداية كنت بواجه انتقادات من الشباب والمجتمع، بس تخطيت المرحلة دي، وكل الناس بتشجعني حاليا».


أما عند توصيل الطلبات تقول ابنة الصعيد، «أقوم بتوصيل الطلبات برفقة ابن شقيقتي للعملاء في الأماكن المختلفة»، مؤكدة أنها أصبحت تحمل رسالة وتعمل على إيصالها للمجتمع، مفادها أن «الشغل للبنات مش عيب، والأفضل العمل لتوفير التزاماتنا ومصاريفنا اليومية أحسن من مد اليد للآخرين»، مؤكدة أنها أصبحت تشجع السيدات على العمل أيضا، «من كام يوم قابلتني واحدة ست معاها موتوسيكل ومحتاجة تشتغل في الدليفري وأنا شجعتها على العمل».

وانهت حديثها: اتمني استخراج رخصة قيادة من أجل توفير احتياجات ابن شقيقتي الذي أقوم بتربيته، وتعليمه جيدا حتى يتخرج من الجامعة ليصبح له شأن كبير وينسيني تعب السنين وأشعر أن جهدي «مرحش هدر».