نيرة‭ ‬ناصر

(تزوير في أوراق عاطفية) عنوان واحد من الأعمال المسرحية الخالدة في تاريخ الفن المصرى، كما يمكن استخدامه لوصف مشوار الفنان القدير محمد أبو داوود، الذي استطاع طوال السنوات الماضية أن يبني تاريخًا فنيًا لا يستهان به، لا سيما أنه يرى أن الفن سر الحياة، بدونه لا يستطيع البقاء، حيث أصر على البقاء، متسلحا بموهبته، ليمتع جمهوره ويقدم لهم الفن الجيد والأدوار البناءة بعيدًا عن الابتذال والإسفاف، كانت له مشاركة مميزة في أعمال مسرحية ودرامية حققت نجاحًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، وعن حكايات سنوات البداية وتفاصيل تكريمه في مهرجان القومي للمسرح المصري وأمور أخرى، كان الحوار التالى.

 • حدثنا عن شعورك بعد تكريمك فى مهرجان القومى للمسرح خاصة أن الدورة تحمل اسم الزعيم عادل إمام الذى شاركته عدد كبير من أعماله ؟

حصلت على العديد من التكريمات داخل وخارج مصر، إلا إن تكريمي في المهرجان القومي للمسرح المصري كان له طابع خاص، فأنا من أبناء هذا المسرح الذي قضيت فيه عمري كاملا وأخراجت أكثر من ٢٠ مسرحية، وشاركت مع كبار نجوم التمثيل والإخراج في المسرح وكنت مساعد أول لاكثر من ٦٠ عرض مسرحي كبير، وعملت مع مجموعة من المخرجين العظماء، منهم عبد الرحيم الزرقاني، السيد راضي، كمال ياسين وكرم مطاوع، ومن هنا اكتسبت الكثير من الخبرات التي فرقت كثيرا في مشواري الفني، أيضًا أنا على دراية كاملة بمتابعه المهرجان منذ دوراته الأولي، وساهمت في العديد من الندوات ولجان التحكيم بعد أكثر من ٥٠ عام في المسرح، لهذا أفتخر بتكريمي في هذا المهرجان.

• هل ترى أن تكريمك تأخر نوعا ما ؟  

مشواري الفني كان طويلا وقدمت الكثير من الدراسات والأعمال، وعلى أية حال أنا سعيد بتكريمي وأنا لازالت على قيد الحياة.

 • ماذا يمثل لك المسرح؟ وما الأقرب إليك أن تكون ممثل أم مخرج مسرحي؟

المسرح هو بيتي وعشقي الأول الذي تربيت فيه منذ كان عمري 9 سنوات، وفي البداية كان عملي مع والدي الفنان حسن داوود، لكن تركت العمل معه وألتحقت بمسرح القطاع العام للدولة، وكان بأجر أقل كثيرًا، لذلك عملت في جميع الوظائف، ملقن، كومبارس، مساعد إدارة خشبة مسرح، وصولا إلى مساعد مخرج أول حتى وصلت إلى مخرج، لكن بعيدا عن المسرح كنت أعمل في الإذاعة ببرنامج “النادي الثقافي”، وكانت من مراحل بداياتي، وشاركت في الكثير من المسرحيات باللغة العربية للمخرج الراحل إبراهيم الدسوقي، كما عملت مع كبار الفنانين في المسرح، ومنهم حمدي غيث، أحمد عابدين، يوسف وهبي، كما أنني كنت مؤلفا، وهذه أحد علامات النجاح التي تشرفني في مشواري الفني، كما عملت مع العظيم فؤاد المهندس الذي تشرفت بوجودي معه، وكانت أحد أمنياتي التي حققتها، كما أخرجت لعديد من كبار النجوم المسرح ومنهم محمد عوض، محمد رضا، ليلى طاهر، سعيد صالح، يونس شلبي، بجانب النجوم الشباب الذين كانوا في بدايتهم وقمت بإخراج أعمالهم، ومنهم عبلة كامل، علاء ولي الدين، محمد هنيدي وممدوح وافي، كما شاركت مع النجم عادل إمام في مسرحية “بودي جارد” التي أستمر عرضها 10 سنوات.

 • ما الدور الذي تحلم بتقديمه على خشبة المسرح؟

طول الوقت كنت أحلم بتقديم دور “الملك لير”، لكن بعدما قدمه النجم الكبير د. يحيى الفخراني، فأنني أتراجع أمام أدائه الرائع للدور، فأنني لن أقدم جديد في هذا الدور، لكن هذه النوعية من المسرحيات والأدوار التي أفضلها، فأنا أحب الأعمال التي تركز على الجانب الإنساني.

• بعد فترة تراجع عاشها المسرح المصري.. هل ترى أنه عاد بشكل يليق بكونه “أبو الفنون”؟ وما الصعوبات التي يواجهها المسرح حاليا؟

المسرح المصري تعرض لإنتكاسة كبيرة عام 2011، ولم يستعيد جزءاً من عافيته إلا بعد 3 سنوات من هذا التاريخ، ومنذ هذه اللحظة بدأ في الصعود التدريجي، ومؤخرا كان هناك عروض مميزة للغاية، منها “تشارلي” الذي شاهدته وأثار إعجابي، كما هناك نجوم عادوا لتقديم عروضهم، وعلى رأسهم النجم الكبير  محمد صبحي الذي مستمر في تقديم عروضه رغم كل المصاعب.

• هل سنراك قريبا كمخرج لعمل مسرحي كبير؟

عرض علي الكثير من الأعمال المسرحية، لكن الخوف لازال يسيطر علي، لأن آخر عرض مسرحي لي هو “مولد سيدي المرعب”، الذي حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه عام 2010، لذلك أي عمل مسرحي جديد سأقدمه يجب أن يكون مختلف.

• لو هناك ترشيحات لأسماء من الفنانين يكرموا في الدورات المقبلة.. من سترشح؟

نظرا لما قدمته الدورات السابقة من إنجازات عظمية، خاصة في مجال التكريمات، إلا أنني أتمنى تكريم كل الأسماء التي على قيد الحياة ومنحت عمرها للمسرح، بل وأحلم بأن تحمل كل دورة اسم أثنان من نجوم المسرح بدلا من واحد.

• بعيدا عن المسرح.. ماذا عن أعمالك المقبلة؟

شاركت في فيلم “تاج” الذي يعرض حاليا ويقوم ببطولته تامر حسني، والذي حقق نجاح كبير مصريا وعربيا، وتامر مطرب قوي وممثل مجتهد، ويحاول دائما تقديم أفكار جديدة.. أيضا أنتهيت من تصوير مسلسل “وش الريح” الذي يضم نخبة من نجوم مصر والعالم العربي، على رأسهم التونسية هند صبري والأردني إياد نصار والسورية جومانا مراد وماجد المصري وإخراج أحمد خالد موسى.

اقرأ أيضًا : محمد أبو داوود: سعيد صالح كان أجره أعلى من عادل إمام في «مدرسة المشاغبين»