بسبب صورة شاب.. قتلت صديقة العمر

المجنى عليها
المجنى عليها

 »فرح».. لم تفرح فى حياتها ابدًا..

فمنذ نعومة اظافرها وهى تعيش فى ازمات بين ابوين ينتهزان الفرص للاشتباك، حتى وصلت هذه الأزمات إلى ذروتها فحدث الانفصال، والغريب أن الأب «فص ملح وداب»، اختفى تمامًا من حياة الأسرة، بينما تراكمت الديون على الأم، ليزج بها «الديانة» إلى السجن، ويصدر ضدها حكم بالحبس 5 سنوات.

فرح لم تجد إلا صديقتها الوحيدة هبه لتلجأ اليها، عاشت معها اكثر ما تعيش مع اقاربها، حتى تزوجت لتبعد عن صديقتها قليلاً قبل أن تنفصل عن زوجها بسبب سلوكه غير السوي، وتعود اليها مجددًا.

قبل ايام قليلة كادت الفرحة تدق الباب على «فرح» عندما تقدم شاب آخر لخطبتها، وهو ما أشعل النار فى قلب صديقتها هبة، بعد أن رأت صورة هذا الشاب على هاتف فرح؛ لتقرر بعدها ذبح صديقتها «فرح»، وتقطيع جثتها ثم إشعال النار فيها وإلقائها فى المصرف.

جريمة مرعبة شهدتها مدينة طنطا قبل أيام، نكشف عن كواليسها وتفاصيلها الآن..

أن تتجرد فتاة من أدنى مشاعر الإنسانية وتقطع جثة صديقتها إربًا إربًا، ثم تحملها في جوال وتلقيها في المصرف وتعود لمنزلها وكأن شيئًا لم يكن، بالتأكيد لم نجد أبشع من ذلك ولم نسمع عن مثل هذه الجريمة البشعة حتى في سياق الدراما، لا سيما وأن المتهمة فتاة في عقدها الثالث، والمجني عليها لم تكمل الـ 18 عامًا.

اسرة مفككة

«فرح» فتاة صغيرة، شاءت الأقدار أن تولد وتخرج للحياة وسط أسرة مفككة، فقد انفصل أباها وأمها بسبب كثرة الخلافات بينهما، واختفى والدها تماما بينما تولت أمها رعايتها وتربيتها حتى كبرت، لكن تدهورت الأحوال إلى الأسوأ فاستدانت الأم حتى تستطيع مواصلة قدرتها على تربية ابنتها، ولكي تكمل دراستها حتى وصلت الفتاة إلى المرحلة الثانوية، والتحقت بعدها بأحد معاهد التعليم الفني.

فى الناحية الأخرى لم يصبر أصحاب الديون على والدتها؛ فوجدت نفسها في السجن بعد صدور حكم بحبسها 5 سنوات بسبب توقيعها على إيصالات أمانة لم تف بسدادها بسبب ظروفها المادية السيئة، فاضطرت فرح أن تنقل معيشتها مع جدها لوالدها والذي رحب بها كثيرًا وظلت مستقرة عنده ومن حين لآخر تتردد على منزل خالها وأسرة والدتها.

صديقة العمر

لم يكن لفرح سوى صديقة واحدة وهي هبة التي تكبرها بنحو 5 سنوات، لكنها كانت تعتبرها صديقتها المقربة، وكانت دائمًا تذهب إليها في شقتها وتجلس معها بل وتقوم بالمبيت لديها، خاصة أنها تعيش بمفردها ودائمًا تحكي لها أسرارها وكل تفاصيل حياتها، حتى عندما فكرت في الارتباط بأحد الشباب أخذت رأيها دون تردد فهي الناصح الأمين كما تعتقد، وبالفعل تزوجت منه على أمل أن ينتشلها من هذه العيشة وحالة الفقر التي تعيشها، إلى أن اكتشفت أنه شخص غير سوي ودائم التعدي عليها فانفصلت عنه وعادت إلى جدها، وبدأت تبحث عن عمل في كل مكان لكي تصرف على نفسها، اشترت هاتف محمول لها وبعض الاحتياجات الشخصية، وبدأت معاملة صديقتها تتغير من ناحيتها خاصة بعد أن شعرت أنها سوف ترتبط بشاب هي كانت على علاقة عاطفية به فبدأت الغيرة تشتعل من ناحية صديقتها تجاهها.

صورة

ذات يوم ذهبت فرح إلى صديقتها كالمعتاد وجلست تتحاور معها وفي يدها هاتفها المحمول فأخذته هبة منها لتتفحصه وتكتشف بعض الصور للشاب الذي تحبه، ما جعلها تستشيط غضبًا وغلاً بداخلها، لكنها حاولت أن تخفي تعبيرات وجهها بداخلها حتى لا تشعر صديقتها بشيء.

 لكنها ظلت تفكر في حيلة تنهي بها هذه العلاقة، فاستغلت وجودها معها وطلبت منها المبيت ورحبت صديقتها فرح، لكن نظراتها غير مريحة، طلبت منها هبة أن تأخذ الهاتف المحمول معها وتخرج به ففوجئت برفض صديقتها فرح والتي بررت ذلك لكونه شخصي ولا تستطيع الاستغناء عنه.

هنا بدأت الحيل الشيطانية تراود هبة مستغلة تواجد صديقتها بمفردها، فقررت التخلص منها، بعدما حدثت مشادة بينهما، قامت على إثرها هبة بالاعتداء على فرح وطعنها بسكين المطبخ حتى تأكدت من موتها، ثم أمسكت بالسكين الملطخة بالدماء وتنظر إلى صديقتها غير مصدقة ما فعلته، وكأنها قد فاقت من غفلتها، لكنها لم تستطع الصراخ خشية أن يفتضح أمرها.

سيناريو مرعب

نهضت هبة مسرعة لكي تطمس وتخفي أركان الجريمة، نظفت مكان الدماء وتركت الجثة ملقاة على الأرض وفرت مسرعة من الشقة وكأن شبح المجني عليها يطاردها، وظلت عند أسرتها تفكر في كيفية إخفاء الجثة دون ان يشعر بها أحد، وقبل أن تنبعث رائحتها حكت لأحد أصدقائها ما حدث لكي تستشيره فنصحها بأن تتخلص من الجثة بسكب بنزين عليها وحرقها، وعلى الفور أحضرت كمية من البنزين وتوجهت إلى الشقة وحاولت الإسراع في مهمتها حتى لا ينكشف أمرها، خاصة مع انتشار الرائحة داخل الشقة، سكبت البنزين على الجثة وأشعلت النيران فيها لكنها شعرت بالاختناق فأطفأت النيران حتى لا تتصاعد وتنبعث الرائحة خارج الشقة، فكرت في حيلة أخرى أن تضع الجثة في جوال، لكن بالطبع سينكشف أمرها لذا لم يكن أمامها سوى أن تقطعها إرباً إرباً، فأحضرت نفس السكين الذي نفذت به الجريمة وقامت بدم بارد بتقطيع يدها وأرجلها وجسدها قطعًا صغيرة، حتى تتمكن من وضعها في الجوال وتتخلص منه بعيدًا عن المكان، ثم حملته ونزلت من الشقة، واستقلت «توك توك»وتوجهت ناحية أحد المصارف البعيدة وأوهمت سائق التوك توك أن الجوال به بعض مخلفات اللحوم الفاسدة حتى لا يشك في الأمر، وتخلصت منه في المصرف، ثم عادت للمنزل لتنظف المكان وظنت بذلك أن سرها لن ينكشف نهائيًا.

فك لغز الاختفاء

بينما كان يتجول أحد النباشين عند المصرف بحثًا عن بقايا مواد بلاستيكية أو ما شابه ذلك، وجد جوالاً كبيرًا فشرع في فتحه لكي يفرغ ما فيه ويأخذ ما يحتاجه، إلا أنه أصيب بصدمة وذهول حينما وجد أشلاء جثة، فظل يصرخ مستغيثًا بالمارة الذين تجمعوا، وأبلغوا النجدة التي جاءت على الفور.

ثم انتقل ضباط المباحث للمعاينة، وسؤال النباش، وفحص كاميرات المراقبة في المنطقة للوصول لخيط يكشف غموض الواقعة، وتمكن رجال المباحث من الوصول إلى سائق «التوك توك» الذي قام بتوصيل المتهمة للمصرف ثم ألقت الجوال به، وأرشد سائق التوك توك عن مكان توصيل المتهمة، وتبين أنها صديقة المجني عليها، وتم القبض عليها وإحالتها للنيابة لتنهار وتعترف بجريمتها الشنعاء وبعرضها على جهة الاختصاص قررت حبسها 4 أيام على ذمة التحقيق، وتم تجديدهم 45 يومًا اخرى.

المكالمة الأخيرة

«أخبار الحوادث» انتقلت إلى أسرة المجني عليها فرح للكشف عن تفاصيل تلك الجريمة، قال خالها محمود السيد: إنها كانت تعيش مع عمها منذ صغرها نظرًا لانفصال والدها عن والدتها التي تم حبسها على ذمة قضية «شيك بدون رصيد»، مشيرًا أن أمها لم تعلم حتى الآن ما حدث لها لأنها لو علمت من الممكن أن تموت حزنًا على فقدان ابنتها، مطالبًا بالقصاص من المتهمة.

وأضاف خال المجني عليها فرح؛ أنه تم استدعاؤه للتعرف على الجثة، فذهب هو وخالتها إلى المشرحة للتعرف عليها، فلم يتمكن من معرفتها بسبب اختفاء ملامحها، مشيرًا إلى أن النيابة لم تصرح بدفنها حتى تأخذ عينة حمض من والدتها، للتأكد من أنها هي جثة المجني عليها.

وقال إن آخر مكالمة كانت بين المجني عليها معه قبل الواقعة بيوم وقالت له؛ «أنا نجحت يا خالي وهجيلك»، لكنها اختفت بعد هذه المكالمة، لافتًا إلى أنهم حاولوا الاتصال بها حتى تخبرها خالتها أن والدتها تريد رؤيتها، لكن لم نستطع الوصول إليها، ولم نحرر محضرا لأننا نعلم أنها تسكن مع صديقتها في إحدى الشقق السكنية في منطقة «سبرباي» بمدينة طنطا، مطالباً بالقصاص من المتهمة.

غزو ثقافى

ولكي نبحث عن تفسير لهذه الجريمة توجهنا بهذا السؤال إلى الأستاذة الدكتورة رانيا الكيلاني، أستاذ علم الاجتماع الثقافي بكلية الآداب جامعة طنطا، والتي عبرت عن استيائها من مثل هذه الجرائم غير المعهودة على المجتمع المصري مشيرة أن هذه الحالة ترتبط بشكل أساسي بالعديد من العوامل البيئية والثقافية للأفراد، حيث نجد أن من أهم أسباب انتشار العنف لدى بعض الأفراد يرجع إلى التنشئة الاجتماعية الخاطئة، وعلى الرغم من وجود اختلاف بين أفراد الأسرة في السلوك الاجتماعي الخاص بكل فرد، لاختلاف أنماط الشخصية واختلاف ردود الأفعال الخاصة بكل نمط من هذه الأنماط.

وتضيف الدكتورة رانيا الكيلانى؛ لذلك نجد أن تنمية وعي القائمين على عملية التنشئة الاجتماعية في الأسرة أو المؤسسات التعليمية والدينية المختلفة، يعد من أهم مقومات التصدي لأشكال العنف المختلفة، إلى جانب تدريبهم بشكل مستمر على الطرق والوسائل المناسبة للتصدي للغزو الثقافي الذي يهدد قيم وأخلاق المجتمعات العربية بصفة عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة.

اقرأ أيضًا : حبس المتهمين بقتل خفير وإصابة شقيقه بالسلام


 

;