صباح الفن

« ليه لأ 3»   

انتصار دردير
انتصار دردير

تستوعب حلقات «ليه لأ» التى تقدمها المؤلفة مريم نعوم عبر ورشة «سرد» مزيدا من القصص والحكايات التى تطرح أزمات المرأة وتشكل جانبًا مهمًا من أزمات مجتمعنا، وتستلزم إعادة نظر فى موقفنا منها، والتى ناقشت بعضها من خلال الأجزاء الثلاثة التى عرضت، وجعلت من كل منها مسلسلًا مستقلًا، العنصر الثابت به هو المؤلفة وورشتها الإبداعية التى تدفع فيها بمواهب جديدة فى الكتابة الدرامية.

فى الجزء الثالث الذى عرضته مؤخرًا منصة «شاهد»، طرحت نعوم أزمة حقيقية تعانى منها المرأة المطلقة فى مجتمعنا، وخاصة إذا ما فكرت فى الزواج مجددًا، فتواجه برفض الأبناء واستنكار المجتمع وإدانة الجميع، وكأنها تقدم على تصرف مجنون، بينما يتزوج الأب ويترك أبناءه وقد يتخلى عن واجبه فى الإنفاق عليهم، ويعيش حياته كما يحلو له، يحدث ذلك بمباركة الجميع، فى هذا الجزء من «ليه لأ 3» تواجه نيللى كريم غضب ابنها المراهق زواجها ورفض شقيقتها، لكنها تجد مساندة قوية من والدها»الفنان صلاح عبد الله» الذى يبارك فكرة زواجها، لاسيما بعدما قامت بتربية ابنها وابنتها، وصارا فى طريقهما لإنهاء دراستهما.

هذه الحكاية التى تصدت لها المخرجة الشابة نادين خان لتحيلها إلى صورة نابضة بالحياة، عبر خروجها بالكاميرا إلى شوارع مصر الجديدة  مستعرضة أبنيتها وطرزها المعمارية وشوارعها الهادئة، مثلما اختارت أبطالها بذكاء يبعد تمامًا عن النمطية، مثل فريدة رجب التى جسدت دور ابنة نيللى كريم، وهى ممثلة تتمتع بحضور لافت، كما اختارت بطل الحلقات «أحمد طارق» الذى لم يسبق له التمثيل سوى فى مسلسل «البحث عن علا» لكنه أثبت  حضوره بأداء صادق لم يعتمد على وسامته، وقدمت الفنانة عايدة رياض واحدًا من أجمل أدوارها، وبرزت أدوار معتز هشام، ونادين فاروق وأمير صلاح.

أما بطلته الرائعة نيللى كريم فقد باتت عنوانًا للمصداقية مع كل دور تؤديه، ومع كل قضية تخص المرأة تتصدى لها، فتعيد بعضًا من حقوقها المسلوبة،  وقد عبّرت بسلاسة وعذوبة عن معاناة البطلة وانقسامها النفسى بين أولادها وحب تسلل إلى حياتها فأضاء ظلام روحها،

مسلسل «ليه لأ 3» عمل يجسد أزمة المرأة بعيون امرأة، ولاتزال هناك حكايات كثيرة تستحق أن تروى عنها.