نوبة صحيان

مصر فى المنارة

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

رأيت مصر كلها.. بتسامحها ومحبتها رأى العين، عندما شاهدت هذا الحضور الكثيف من كبار الشخصيات الرسمية والعامة والرموز، فى الاحتفالية الكبرى التى أقامها المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، بمركز المنارة الفاخر مساء أول أمس الخميس، بمناسبة الاحتفال بمرور قرن من الزمان على ميلاد شخصية مصرية عريقة، بوزن وحجم وقيمة وقامة قداسة البابا الراحل شنودة الثالث.

شارك فى شلال الحب هذا.. عشرات بل مئات من عشاق هذا البابا الاستثنائى فى تاريخ كنيستنا الوطنية من مصريين بكل تنوعاتهم وثقافاتهم ممن عرفوا البابا الراحل شخصيا، أو كتبوا عنه، أو تأثروا به.

والمثير أن ذلك لم يأت فى صورة كلمات خطابية، تستعيد الشجن والذكريات.. بل جاءت بشكل جهد علمى منظم بمؤتمر مرموق استمر لمدة يومين..  مؤتمر يليق بالبابا الذى كان مسئولا عن التعليم فى الكنيسة عندما كان أسقفا.

أثمر المؤتمر عن نحو ٣٠ ورقة عمل وبحث بغاية الجودة والاتقان والثراء المعرفى، كما أكدت اللجان العلمية التى تلقت الأوراق والبحوث، فتناولت جوانب مختلفة ومنجزات من حياة البابا الأكثر حضورا فى تاريخ كنيستنا المصرية، لباحثين فى مصر والخارج.

واختتمت الاحتفالية بالحفل الراقى الذى أقيم بمركز المنارة، تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثانى الحبر الوطنى الذى يقود كنيستنا حاليا بكل حكمة واعتزاز بتاريخ مؤسستنا العريقة الممتدة جذورها لنحو ألفى عام.

أفُتتح الحفل بالسلام الوطنى، وتم خلاله تكريم عدد من الرموز، وتم عرض فيلم تسجيلى رائع بعنوان «الذهبى» تضمن شهادات مهمة من شخصيات كبيرة عرفت البابا الراحل عن قرب، سيناريو وإخراج وتقديم الإعلامية هايدى جبران.

وكان مسك الختام.. أوبريت وترانيم وأغان وطنية من كورال «أم النور» الذى يضم مواهب نادرة، بأصوات عذبة غاية فى الجمال شاركت فى شلال من الحب الحقيقى، لأن مصر كلها كانت فى المنارة.