تجديد «الأعتاب الطاهرة»

النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

تشهد مساجد وأضرحة آل البيت، رضى الله عنهم، منذ عام 2021 حتى الآن، أعمال تطوير وتجديد شاملة، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد إعلان الرئيس عن ضرورة الاهتمام بمساجد آل البيت والأضرحة الأثرية، التى عانت من الإهمال لفترات طويلة.

لكنها استعادت رونقها الحضارى وفق التوجيهات الرئاسية المستمرة، وبإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ضمن مخطط تطوير منطقة القاهرة التاريخية «مدينة الألف مئذنة»، والمُدرجة على قائمة التراث العالمى لمنظمة «اليونسكو» الدولية، بما تحمله من قيمة دينية وتاريخية وأثرية كبيرة.

وبدأت أعمال التطوير فى يوليو من العام الماضى، حيث وجّه الرئيس السيسى فى مبادرة رئاسية غير مسبوقة منذ أكثر من ألف عام، بترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت.

وذلك بمشاركة وزارة الأوقاف برئاسة الوزير الدكتور محمد مختار جمعة، ومؤسسة «مساجد»، ومؤسسة «مودة» التى يرأسها الدكتور على جمعة، وبدعم من السيد مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة.

وتشمل المرحلة الأولى من أعمال التطوير تجديد 50 مسجدًا ومقامًا من مساجد آل البيت، وبدأت هذه المرحلة فى مارس من العام الماضى بمسجد الإمام الحسين، رضى الله عنه، الذى تكلف نحو 150 مليون جنيه، واستغرق تطويره وتجديده 21 يومًا، وشارك فيه 300 مرمم.

وجاء مشروع تطوير مساجد آل البيت كعلامة مضيئة وسط مشروعات تطوير مساجد القاهرة، مدينة الألف مئذنة، حيث تم أيضًا افتتاح مسجد السيدة فاطمة النبوية بحى الدرب الأحمر فى أغسطس 2022 بتكلفة 6 ملايين جنيه، ومسجد السيدة رقية بحى الخليفة بالقاهرة فى نوفمبر 2022 بتكلفة 6 ملايين جنيه.
ولم تقتصر أعمال التطوير على الأضرحة والمساجد الكبرى فى القاهرة فقط، بل شملت مساجد السيدة فاطمة النبوية، والسيدة رقية، والسيدة سُكَينة، والسيدة حورية فى بنى سويف، وسيدنا على زين العابدين، والسيد أحمد البدوى فى طنطا.

ونفذت وزارة الإسكان، خطة لعمل مسار للزيارات الخاصة بمساجد آل البيت فى أحياء المنطقة الجنوبية للقاهرة، والذى يبدأ من مسجد السيدة زينب، وينتهى عند مسجد السيدة عائشة.

وتجرى عملية تطوير مسار مساجد آل البيت، على قدم وساق، من خلال تقديم صورة «طبق الأصل» كمحاكاة لعصر القاهرة الفاطمية بكافة تفاصيله، مع استحضار الصورة الذهنية لجميع عناصره.

وذلك تماشيًا مع الطابع التاريخى الأثرى لهذا العصر، وبمواصفات عالمية وأنظمة حديثة، والتعريف بقيمة مساجد آل البيت وتاريخها، والسيرة الذاتية لأصحاب هذه المقامات الرفيعة.

والهدف من هذا المشروع، هو فتح الساحات الرابطة بين مساجد آل البيت، لتسهيل المرور على أشهر الأضرحة التى تشهد إقبالًا كبيرًا من المواطنين، خاصة زوار مدينة القاهرة من الأشقاء العرب والمسلمين كافة.

وكذلك رصف الأرضيات بالبازلت، وتطوير ورفع كفاءة الإنارة وترميم ودهان واجهات العقارات، ورفع كفاءة وتطوير الشوارع الرئيسة، ومد خطوط الصرف الصحى، بتكلفة تتجاوز 2 مليار جنيه.

ولا جدال أن تطوير مساجد آل البيت والأضرحة ليس مجرد مشروع معمارى، يحظى بتقدير واسع فى العالم الإسلامى، بل إنها يعد كذلك ضربة قوية للمتطرفين الذين اعتادوا تحريم زيارتها أو الاقتراب منها، وكثيرًا ما استهدفوا الصوفيين، وحاولوا السيطرة على المساجد التابعة لهم عبر فتاواهم المتشددة.