في موسم الثانوية العامة.. سقوط مزوري الشهادات الجامعية في قبضة الأمن

تزوير الشهادات الجامعية
تزوير الشهادات الجامعية

محمد‭ ‬طلعت

 فشلا في الدراسة، فشلا في الحياة الأسرية، حتى عندما قررا اللجوء للإجرام فشلا فشلًا ذريعًا، وكأن الفشل مكتوب عليهما في كل شيء وبالتأكيد يستحقانه إلى أن كانت نهايتهما خلف الأسوار، وفي السطور التالية نحكي عن افشل شخصين حاولا استغلال موسم التقديم للجامعة لتحقيق مكاسب طائلة بطرق غير مشروعة لكن اسقطهما غباؤهما، وإلى التفاصيل المثيرة.

احمد وايمن صديقان منذ نعومة اظافرهما، كانا يفعلان كل شيء معا حتى في السقوط الدراسي لم يترك أحدهما الآخر، وكأنما تعاهدا على ذلك، فإذا رسب أحدهما بدون نقاش تجد الآخر أيضا رسب، وطوال سنوات الدراسة كانا لا يفترقان حتى في امتحانات الثانوية العامة رسب الاثنان في نفس المواد أكثر من مرة حتى ضاقت اسرتيهما بهما وفقدتا الامل في أن ينجح أحدهما ويستقيم حاله، حاولوا التفريق بينهما لكن كل المحاولات باءت بالفشل فارتباط الصداقة بين الاثنين كأنه ارتباط ابدي لكن في الفشل.

بعد فشلهما في الحصول على الثانوية العامة والمرور للجامعة اشتغل الصديقان في عدة أعمال لكن دون أن يحققا أي نتيجة إلا الفشل، فأي وظيفة لم يستمرا فيها أكثر من شهرين ثم يفتعل أحدهما مشكلة فيتركان العمل معا، لذلك لم يعد أحد يعتمد عليهما في أي عمل، حتى من كان يساعدهما في الحصول على عمل لم يعد يساعدهما بعد أن رأى أنهما لا يستحقان ذلك، في النهاية أصبح الاثنان عاطلين عن العمل رسميًا يعتمدان على ما يتحصلا عليه من أموال اسرتيهما لكن حتى ذلك لم يعد متوفرا بعد أن يأس أفراد أسرتيهما في أن ينصلح حالهما، خاصة بعد أن رحلت أسرة أحمد من مكان إقامتهم في الجيزة وذهبوا للإقامة في محافظة أخرى وهى كفر الشيخ حتى تكون بعيدة كل البعد عن مصدر الفشل كما كانوا يقولون وهو ايمن لكن حتى هذه المحاولة لم تفرق الصديقين فاستمر تواصلهما رغم بعد المسافة.

فكرة شريرة

في تلك الفترة بدأ ايمن التفكير في وسيلة يتحصل من خلالها على أموال تساعده في الحياة أيا كانت الوسيلة حتى ولو جاءت بطريقة غير مشروعة فهذا أصبح لا يهم بالنسبة له خاصة مع وقوعه في حب إحدى الفتيات ورغبته في الزواج منها، وعن طريق الصدفة شاهد أحد معارفه وهو يبحث عن وسيلة تساعده على إنهاء ورقة معينة كان يحتاجها لكي يقدم في الجامعة لكن دون جدوى، في تلك اللحظة خطرت على بال ايمن فكرة توفير تلك الأوراق عن طريق تزويرها، وبعد تفكير وجدها فكرة شريرة يستطيع من خلالها أن يتحصل على أموال طائلة في وقت سريع خاصة مع اقتراب موسم التقديم للجامعات.

ولأنه لا يفعل شيئا بدون صديقه في الفشل؛ سافر له في كفر الشيخ وأخبر احمد بما ينتوي فعله وعلى الفور وافقه دون لحظة واحدة من التردد؛ ليبدأ الاثنان البحث عن الوسائل والأدوات التي تساعدهما فيما سيفعلان، وبالفعل بعد بحث وتدريب نجحا في تزوير أول ورقة رسمية ومن بعدها بدأت رحلتهما في التزوير والنصب على المواطنين فكل الأوراق أصبحت متاحة لديهما، فمن يريد أن يحصل على مؤهل جامعي مزور من اي أكاديمية أو جامعة يلجأ إليهما على الفور، فانتعشت تجارتهما الآثمة بصورة كبيرة في تلك الفترة وحصلا على أموال ضخمة في فترة وجيزة نتيجة الإقبال الكبير من الزبائن على تزوير اوراق رسمية لهم.

الاموال التي تحصلا عليها اغرتهما على الاستمرار لكن بعد فترة، معارفهم الذين يحتاجون لتلك الاوراق تناقصوا ولم يعد أحد يطلب منهما شيئا، فبارت تجارتهما الآثمة وتناقصت الأموال وعادا لما كانا عليه من قبل، ولأن من حصل على الأموال بتلك الطريقة السهلة لا يستطيع أن يستغنى عنها لأنها أصبحت مثل الماء والهواء بالنسبة لهم، لذلك بحثا عن وسيلة جديدة لكي يجذبا زبائن جدد، فلم يجدا إلا وسائل التواصل الاجتماعي فهى وسيلة سريعة منتشرة يستطيعان من خلالها عرض بضاعتهما على زبائن كُثُر فخصصوا صفحة تم إنشاؤها لهذا الغرض أكدا خلالها قدرتهما على تزوير أي ورقة رسمية مهما تكن صعبة لأنهم يستخدمون أحدث الأجهزة التكنولوجية.

عاد الزبائن يتدفقون مرة أخرى فهذا يريد أن يحصل على شهادة تخرج جامعية ليستخدمها في التقديم لعمل ما وذاك يريد أن يقدم في جامعة أو معهد ومجموعه لا يسمح بذلك فيطلب منهما الحصول على درجات أعلى وتزوير الشهادة الرسمية وهما يفعلان ذلك ويوفران تلك الشهادات والدرجات العلمية لدرجة أنهم زورا درجات علمية وشهادات كثيرة أعطتهما الشعور الزائف بالتفوق لأول مرة في حياتهما ووصلت بهما الثقة بأن كانا يروجان تلك الجريمة بصورة علنية في الفترة الأخيرة وبدون اي خوف أو قلق، لكن دوام الحال من المحال وكما قال الإمام الشافعي؛ ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع؛ فجأة سقط الصديقان في قبضة الشرطة لكن كيف حدث ذلك؟!

السقوط

كانت بداية سقوطهما رصد من ضباط الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة؛ بقيامهما بترويج شهادات دراسية منسوب صدورها لأكاديميات غير مرخصة وجامعات ومعاهد مصرية وترويجها عبر موقع فيس بوك والزعم بتوفيرها لراغبى الحصول عليها ممن لديهم موانع قانونية فى الحصول عليها بالطرق المشروعة مقابل مبالغ مالية، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما وبحوزتهما كمية من الشهادات والإستمارات والكارنيهات المزورة بأسماء أشخاص مختلفة منسوبة لعدة جهات بالإضافة لصور مستندات خاصة ببعض المجنى عليهم وجهاز كمبيوتر و4 هواتف محمولة وبفحصهم تبين احتوائهم على دلائل تؤكد نشاطهما الإجرامى في التزوير والنصب على المواطنين وبمواجهتهما أقرا بنشاطهما الإجرامى ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية وبالعرض على النيابة أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق لتنتهي بذلك رحلة الصديقين.

اقرأ أيضًا : ضبط طبيب استولى على 5 ملايين جنيه من 9 أشخاص بسوهاج

;