أول مشروع قانون يكافح السحر والشعوذة والدجالين

السحر والشعوذة
السحر والشعوذة

خيرى  عاطف

يوماً ما اعتقد البشر ان سبب الرياح والعواصف يعود الى غضب الاله «نبتون»، واعتقد اخرون ان البرق والرعد يعود الى غضب الاله «جوبييتر، وآمن الكثيرون ان سبب المد والجزر هو تبدل مزاج اله البحر «بوسيدون»، كما ان تغير الفصول الاربعة يعود الى غضب الكوكب على اختطاف «بيرسيفونى» الى العالم السفلى.

كما سادت معتقدات غريبة ومرعبة، مثل ان دماء المحاربين لها صفات خاصة وخارقة للعادة، ولذا كان يتم علاج المصابين بالصرع بها، وكان لابد من قطع «الكرنب» قبل طهيه لانه يحتوى على ارواح شريرة، وان الأمراض التى تداهم جسد الانسان يعود ورائها ايضاً الارواح الشريرة، وحتى يتم العلاج كن لابد وان ينام المتضرر بجانب جمجمة بشرية لمدة اسبوع، وللحصول على أكبر قدر من العلاج يقوم المريض بتقبيل الجمجمة قبل نومه.

وفى هذه الأزمنة السحيقة الغابرة، كان يتم تقديم الحيوانات الى المحاكمات بمساعدة المحامين والقضاة، ولك ان تتخيل ان يتم الحكم على حشرة بالسجن فى واحدة من اكبر المدن السويسرية لإنها متهمه بأكل نباتات الحداث، وان يتم محاكمة قطة لأنها تمارس طقوس الشيطان.

والمدهش ان هناك ملوكاً مثل «تشارلز الثانى» امنوا بمثل هذه الخرافات، ولذا عندما مرض استدعى من زعموا بأنهم اطباء، فقاموا بشق وريد يده، واعطوه مواد كميائية شديدة السمية، واطعموه حطوه من معدة ماعز، واخضعوه للكثير من الحقن الشرجية، ولم يكن من الغريب بعدها ان يلقى مصرعه فى الحال.

الغريب والمرعب، وبعد التقدم العلمى المذهل، يشهد زماننا هذا سيناريوهات تعيدنا الى تلك العصور السحيقة الغابرة، بأن يؤمن البعض بتلك الخرافات التى تستعبد البشر تحت مسمى السحر والشعوذة.

فى هذا التقرير نلقى الضوء على مشاهير وقعوا تحت سطوة هذه الخرافات، ونكشف الضوء على اول مشروع قانون مصرى يكافح اعمال السحر والشعوذة ويزج بممارسيها ومروجيها الى السجن..

حسب اخر الإحصائيات الرسمية، فإن العرب ينفقون قرابة الخمسة مليارات دولار سنوياً فى مجال الدجل والشعوذة، وعن الاسباب تشير الدراسات الى ان هناك العديد من الأسباب وراء وقوع الكثيرين فى مستنقع الدجل والشعوذة، منها غياب الوازع الدينى والوعى، بالإضافة الى وجود الكثير من المشكلات التى لا يجد المتخصصين لها حلاً، مثل الأمراض او تأخر الزواج والإنجاب.

ولم تكن مصر بمنأى عن تلك الأزمة، فحسب ما يشير المركز القومى للبحوث الإجتماعية والجنائية فإنه تم رصد قرابة 300 ألف شخص يعملون في مجال الدجل والشعوذة منذ أكثر من خمس سنوات، ما يعني ارتفاع العدد حاليا، كما ان هناك 274 خرافة تتحكم فى احوال المصريين او بالأدق من وقعوا فى اسر تلك الخرافات، ولم يكن من المستبعد ان يقع مشاهير ضحايا لتلك الخرافات التى يروجها الدجالين والمشعوذين.

«ابوس رجله»

قبل ايام قليلة، ظهرت الفنانة فيفى عبدة فى حالة يرثى ليها، فى تسجيل صوتى عبر احدى الوكالات العربية، تشير الى انها خضعت لعملية جراحية مؤخراً، وبعدها اصبحت طريحة الفراش بدون اى سبب، الإ انها علمت مؤخراً انها اصبحت ضحية ساحر «عمل لها عمل» حتى تصبح حبيسة الفراش.

المثير ان الفنانة فيفى عبدة، وجهت رسالة الى هذا الساحر قائله: «مستعدة ابوس رجله علشان ارجع زى الأول»، أما الأكثر اثارة هى تلك التصريحات التى خرج بها احمد الزواوى، المنتج الشهير، الذى اقسم عبر ظهوره فى برناج مباشر بإنه السبب فى حال الفنانة فيفى عبده، مشيراً الى انها قامت بإذائه بأن استولت منه على نصف مليون جنية «تحويشه عمره» حسب وصفه، مضيفاً بإنها وراء تدمير مستقبله.

ويضيف الزوازى حديثه عبر البرنامج التلفزيونى بإنه اذى الفنانة فيفى عبدة كما اذته، وانه يتعامل بالقانون الالهى وهو الجزاء من جنس العمل.

وتستمر المهزله عندما يظهر شخص يدعى احمد فى مداخله هاتفيه عبر البرنامج، موجها الشكر بالمنتج الزواوى خاصة وان السبب قد تم كشفه، وتعهد هذا الشخص بعلاج الفنانة فيفى عبده، ليرد الزواوى بإنه يتمنى لها العلاج، وان ما فعله ليس له علاقة بالسحر والشعودة، وانما هو علم من علوم الفلك.

مشاهير اخرون

 ولم تكن الفنانة فيفى عبدة هى الأولى ان تعانى من تلك المزاعم، فسبق وان فاجىء الفنان احمد فلوكس متابعيه عبر حسابه الرسمى لعى مواقع التواصل الإجتماعى بإنه تعرض لأزمة فى حساته بسبب السحر والأعمال السلفية، والتى كادت تدمره حسب تعبيره، قائلاً، «عرفت معنى ان يبقى مش شايف، مش قادر يقوم، مش بنى آدم، مغيب تايه، شىء قذر، ‏وملعون، نفسى يطلعوا قانون إعدام لمن يفعل مثل هذه الأفعال، شىء مدمر، اللى بيعمل عمل ويسحر ‏لحد بيدمره، حسبى الله و نعم الوكيل فى كل حد بيعمل كده‎».

ايضاً الفنانة سوزان نجم الدين التى خرجت بتصريح صادم قبل عدة سنوات مشيرة الى ان زميله لها فى الوسط الفنى مارست ضدها اعمال السحر، وانها لم تتخلص من معاناتها الا عندما لجأت لأحد الشيوخ، لتعود الى طبيعتها مجدداً.

الفناة شهيرة ايضاً تخرج فى تصريحات مشابهه مشيرة الى انها اعتزلت الفن بسبب فنانة مارست ضدها اعمال السحر، وانها عامت فى تلك الفترة لدرجة انها كانت لا تستطيع وضع مكياج لعى وجهها، حتى ساعدتها احدى صديقاتها التى ذهبت بها الى احد الشيوخ الذى استطاع علاجها.

ايضاً تبادلت الفنانتين احلام وشمس الاتهامات بأن واحدة منهما قامت بالجوء الى ساحر قوى لإيذاء الاخرى، كما اتهم الفنان سعد الصغير الراقصة شمس بإنها اذته عن طريق الأعمال وهو ما جعله يسافر الى المغرب 18 مرة لفك تلك الاعمال.

الفنانة نجلاء بدر، عبر احد البرامج تشير ايضاً الى تعرضها للسحر لاكثر من 15 عاماً، كانت تعيش فى حجيم حسب وصفها، كما كان يلازمها الكوابيس كلما خضعت للنوم، حتى لجأت الى احد الشيوخ الذى جاء الى منزلها وعالجها بالقران.

الفنانة رانيا يوسف تفاجىء جمهورها ايضاً عبر احد ابلرامج مشيرة الى انها كانت ضحية اعمال السحر، وان حياتها المستقرة انقلب رأساً على عقب، لدرجة انها كانت ترى اشياءاً غريبة فى بيتها، وان هذا العمل كان لهدف انفصالها عن زوجها.

مشروع القانون

والان.. هل هناك عقوبات مباشرة على ممارسين اعمال السحر والشعوذة سواء كانت حقيقة او وهم؟,

تشير النائبة دعاء عريبى، فى تصريحات صحفية بإنه لا توجد عقوبة مباشرة ضد جرائم السحر والشعودة، وان المشرع لم يتطرق اليها من قريب او بعد، ولكن يتم عقاب هؤلاء الدحالين طبقاً لجرائم النصب عبر المادة 336، وتشير الى انه لا بد من التفريق بين امرين، وهما من يقومون بالرقية الشرعية بدون الحصول على مقابل مادى، وبين ما يقوم به السحرة والدجاليم والمشعوذين من ايذاء الناس والمساس بسلامتهم وسلامة اسرهم، مؤكده ان رجال الدين اتفقوا ان تعلم وتعليم السحر ممارسته حرام ضرعاً وهو ما يعنى وجود تلك الاعمال، وهو ما يتطلب ايضاً مجابهتها عبر قانون يردع مثل هؤلاء.

وتضيف النائبة دعاء عريبى بإنها تقدمت بمشروع قانون او بالأدق مادى جديدة رقم 336 مكرر/ 1، إلي القانون رقم ٥٨ لسنه ١٩٣٧ لمدابهة تلك الاعمال، مشيرة الى نصوصها، «يعاقب بالحبس والغرامة التى لا تقل عن عشرون ألف جنيها  كل من ارتكب أعمال السحر والشعوذه سواء كان ذلك حقيقة أو عن طريق الخداع بمقابل مادى أو بدون مقابل».

وتضيف المادة، يعد من أعمال السحر القول أو الفعل إذا قصد به التأثير فى بدن الغيرأو قلبه أوعقله أو إرادته بطريقة مباشرة أوغير مباشرة سواء حقيقه أو تخيلاً، يعد من أعمال الشعوذة السيطرة على الناس أوأفئدتهم بأى وسيلة لحملهم على رؤية الشيئ على خلاف الحقيقة بقصد استغلالهم أوالتأثير على عقولهم. ويعد أيضا من أعمال الشعوذة ادعاء علم الغيب أومعرفة الأسرار أو إلأخبار عما فى الضمير بأى وسيلة كانت قصد استغلال الناس، فى جميع الأحوال يتضمن الحكم مصادرة الأشياء المضبوطة.

وتضيف النائبة دعاء عريبى، نص مشروع القانون على أنه تضاف إلى القانون رقم ٥٨ لسنه ١٩٣٧ المعدل ماده جديده ٣٣٦مكرر/٢ نصها الآتي، يعاقب بالحبس والغرامه التى لا تقل عن عشرون ألف جنيه، كل من استعان بساحر بقصد التأثير فى بدن الغير أو قلبه أو ارادته، كل من جلب أو أدخل إلى الدوله أو حاز أو أحرز أو تصرف بأى نوع من أنواع التصرف فى كتب أو طلاسم أو مواد أو أدوات مخصصة للسحر أو الشعوذة، كل من روج بأى وسيلة من الوسائل ومنها أيضا وسائل التواصل الاجتماعى لأى عمل من أعمال السحر أو الشعوذة.

والسؤال الان، هل ينهى هذا القانون او المشروع تلك السيناريوهات الغريبة التى تدعى السحر والدجل والشعوذة والخرفات بشكل عام؟، هل تتوقف تلك الاعمال ويختفى الدجالين وضحاياهم؟، ربما الأيام وحدها هى القادرة على الإجابة على هذا السؤال.

اقرأ أيضًا : ذهب للعمل في مطروح فغرق فى بحرها


 

;