« القلوب الطيبة » .. تعيد الحياة للصم والبكم

الفنان إسماعيل فرغلى
الفنان إسماعيل فرغلى

سارة الفارسي

يعانى الكثير من “ الصم والبكم “ من عدم القدرة على التعامل مع الآخرين وهو ما يجعلهم ينعزلون خوفاً من الألم النفسي الذى يلاحقهم، وهناك فئة كبيرة منهم تعاني من الفقر والأمية وعدم الشعور بالإستقرار، ومن هنا جاء الفنان إسماعيل فرغلى بفكرة قد تكون سببا فى حل أزماتهم في التعامل المباشر مع أفراد المجتمع، وهى إنشاء قناة عبر منصة يوتيوب بعنوان “القلوب الطيبة” التى سوف تضم المحتوى المناسب للصم والبكم في كافة المجالات، وكذلك إنشاء جمعية خيرية خدمية لهم تعمل على تسيير مصالحهم بشكل أسهل.

تحدثنا مع الفنان إسماعيل فرغلى على تفاصيل هذا المشروع الخيري، فقال : جاءتني الفكرة بعد دعوة صديق لحضور عرض مسرحية “العطر” للصم والبكم، ولمعرفته أنني أحب الخير والأمور الإنسانية جداً، طلب مني الصعود إلى خشبة المسرح لتحيتهم لحبهم الشديد لي، وتفاجأت بالكم الهائل من الحب الذي شاهدته وشعرت به في هذا الوقت، فتحرك قلبي تجاههم، وراودتني الكثير من الأسئلة، من هم ؟، وكيف يعيشون في مجتمعنا ؟، وما هي المشكلات التى يواجههونها ؟، فأدركت أن عددهم حوالي 8 مليون نسمة، ويوجد منهم نسبة كبيرة تعانى من الأمية والفقر.

واستكمل فرغلى : قررت العمل على إسعاد هذه الفئة من المجتمع ومساعدتهم على التعامل وسط مجتمع لا يعلم كيف يتعامل معهم بسبب لغتهم الخاصة التى لا يعرفها سوى القليل، فبدأت تعلم لغة الإشارة لمشاركتهم الأمور الحياتية، وتساءلت “كيف يؤدون صلاة الجمعة، وكيف لهم أن يستمعون للخطبة؟”، ولذا  قررت أن أنشر لهم الخطبة عبر القناة كل جمعة من كل أسبوع بلغة الإشارة، و سوف أقدمها بنفسي، وهى مختلفة عن الخطبة الرسمية لوزارة الأوقاف لأنني لست بخطيب ولكن سوف تكون خطبة مختلفة، وفيما يخص المحتوى الذي سوف أقدمه لهم عبر قناة “القلوب الطيبة “ سيضم كل ما يحتاج إليه الصم والبكم في حياتهم، من تعليم أمور الدنيا والدين سواء إن كان دين إسلامي أو دين مسيحي، وجروبات مع مشجعين الأندية وبالفعل تواصلت مع ناديى الأهلى والزمالك ورحبوا بالفكرة، وأيضاً تواصلت مع الكثير من الأطباء للتعاون في هذه المبادرة والاتفاق على كيفية التعامل مع المرضى من الصم والبكم بحيث يجرى الكشف على المريض وهو على تواصل مع مترجم  للغة الإشارة عبر الهاتف video call online حتى يستطيع المريض وصف المشكلة بالتفصيل وتكون مهمة المترجم هو التحدث مع الطبيب والمريض وتوفيق الوضع بينهما، فبالتالي كان لابد من تكوين مكتب يعمل من خلاله مترجمين للغة الإشارة لخدمتهم في أي وقت، وأيضاً إقامة مؤسسة خيرية تعمل على جمع التبرعات التى سوف تساعدنا على تكملة المسيرة لأن المترجمين يحتاجون إلى مرتبات، وأيضا المونتاج لأننا سوف نعرض لهم عبر القناة مسلسلات وأفلام بلغة الإشارة وتواصلت مع الكثير من المنتجين ونالت الفكرة إعجابهم ونحن مستمرين في أكثر من اتجاه للوصول لإنجاح هذه الفكرة.

كما أكد فرغلي على أنه يعمل على هذا المشروع لوجه الله ولا يسعى لربح مادي أو شكر من الآخرين، ولكنه يسعى لوصول هذه الفكرة لأكبر عدد من اللذين يستطيعون المساعدة بكافة أشكالها سواء مادية أو معنوية أو مجهود شخصي لتحقيق أكبر نسبة نجاح ويستطيع الصم والبكم التعايش مع المجتمع بسهولة وهذا أبسط حقوقهم على الجميع.

اقرأ أيضًا : محمد هنيدي: سعيد حامد من أهم مخرجي السينما المصرية


 

 

 

;