«نشاز» إحسان أضاع على موسيقار الأجيال 7 جنيهات!

إحسان يشكو لوالدته من محمد عبد الوهاب
إحسان يشكو لوالدته من محمد عبد الوهاب

عمل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مدرساً للأناشيد والموسيقى بمدرسة السلحدار الابتدائية فى بداياته بعد أن قام بدراسة الموسيقى بنادي الموسيقى الشرقي على يد الموسيقار محمد القصبجي الذى مكنه من آلة العود وفن الموشحات والأناشيد، وتذكر د. رتيبة الحفنى فى كتابها «محمد عبد الوهاب.. حياته وفنه» أن الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس كان ضمن تلاميذ الموسيقار محمد عبد الوهاب بالمدرسة، وقام الموسيقار باختبار أصوات تلاميذه لتكوين فريق للأناشيد وتوقف باشمئزازٍ عندما استمع لنشاز صوت التلميذ إحسان عبد القدوس، ورفض أن يضمه إلى فريق الأناشيد، بل وطلب منه أن يبحث لنفسه عن الانضمام إلى نشاطٍ آخر بالمدرسة بعيداً عن الغناء، وقال له: «صوتك نشاز.. صوتك وحش يا إحسان»، ولم يكتفِ بإدارة دفة اتجاه التلميذ صاحب الصوت «الوحش» فى اتجاهٍ آخر يبعده عنه، بل نصحه بأن يلعب فى حوش المدرسة وقت حصة الموسيقى والأناشيد، وقال له: «إذا وجدتك فى الحصة سوف أطلب منك مغادرة الفصل.. فلا تحضر من نفسك»!!.

■ محمد عبد الوهاب

استشعر التلميذ إحسان الحرج أمام زملائه بالفصل وعزت عليه نفسه فذهب يشكو لوالدته الفنانة فاطمة اليوسف التى كان لها صالونا ثقافيا قبل تأسيس جريدتها التى حملت اسم «روزاليوسف»، وكان صالونها يتردد عليه أعلام الكتابة والشعر والصحافة والفن، فدعت محمد أفندى عبد الوهاب لحضور صالونها عن طريق الصديق المشترك الصحفى الكبير محمد التابعي، وطلبت منه ألا يقول له إنها والدة تلميذه إحسان، وعندما وصل محمد عبد الوهاب للبيت رأى أمامه تلميذه المغضوب عليه إحسان فسأله عن سر تواجده فى هذا المنزل، فظهرت فاطمة اليوسف ضاحكة وهى تقول له: «ده ابنى يا محمد أفندي»، فقال عبد الوهاب: «ابنك يا هانم صوته نشاز ولا يصلح للغناء وأرجو منك ألا تشجعيه على ذلك لكى لا يفكر فى الغناء مرة أخرى»!.

◄ اقرأ أيضًا | الأوبرا تحتفي بذكرى ميلاد الموسيقار محمد عبد الوهاب.. اليوم

هذا ما روته د. رتيبة الحفنى فى كتابها، لكن محمد عبد الوهاب روى القصة فى البرنامج التليفزيوني «النهر الخالد» الذى حاوره فيه الكاتب الكبير سعد الدين وهبة،  بصيغة أخرى تتميز بخفة دم عبد الوهاب وأسلوبه الرشيق فى السرد والحكى المنمق، فقال: عندما سأله عن الروائى إحسان عبد القدوس عندما كان تلميذاً لديه: «آه.. إحسان ده كان له معايا قصة غريبة ومؤلمة أيضاً، فقد أضاع عليّ مكافأة قيمتها 7 جنيهات مرة واحدة». 

واستطرد الموسيقار قائلاً: «إحسان كان تلميذاً عندى، وكان فى الموسيقى والأناشيد بالذات «علتى» الوحيدة فى هذه المدرسة، لدرجة أنه بوظ لى علاوة كانت هاتجيني، وكان وزير المعارف هايجى عشان يحضر حفلة فى المدرسة، وإحسان فى الواقع صوته « نشاز «، يعنى شيء لم يحصل فى تاريخ «النشاز» كله بالرغم من أنه طلع أديب كبير، ويبدو أن الميزة اتته فى الكتابة والأدب وحرمته من حكاية الصوت، فأخذته فى فريق الأناشيد رغماً عنى عشان خاطر والدته روزاليوسف اللى طلبت منى أن أضمه لفريق الأناشيد لأنها شايفة إنه فنان وإنى قسيت عليه لما نصحته يشوف له نشاطاً آخر غير الغناء، وقبل الحفلة قلت له: «بص يا إحسان انت ها تقف مع زمايلك، بس يا إحسان يا حبيبى انت مش ها تغني، ها تفتح بقك من غير ما يطلع صوتك، خلاص يا حبيبى، عشان خاطرى وخاطر الست الوالدة، فقال لى: «حاضر»، وجاء الوزير وابتدينا الحفلة وفجأة لقيت إحسان فاتح صوته ولعلع و بوظ الحكاية لما طلع النشاز كله، وراحت السبعة جنيه اللى كانت هاتجينى مكافأة، ورحت للست والدته وقلت لها كده ابنك يعمل كده فىّ».
من برنامج «النهر الخالد»