أخطر رجال المافيا الإيطالية .. هزمه السرطان فوقع فى قبضة الشرطة

القبض علي رئيس المافيا الإيطالية
القبض علي رئيس المافيا الإيطالية

  بعد تعرضه لوعكة صحية إثر إصابته بمرض السرطان، خرج «ماتيو ميسينا دينارو» رئيس مافيا «كوزا نوسترا» من المستشفى صباح الأربعاء الموافق 28 يونيو، وعودته لسجن بريتورو تحت حراسة مشددة حيث قد تم اعتقاله في مدينة باليرمو بعد نجاحه في الهروب لمدة 30 عامًا.

بعد مرور أعوام من الهروب  نجحت الشرطة في القبض على عدة أعضاء المافيا وأعوان ماتيو دينارو، كما قامت بمصادرة عدد كبير من ممتلكاتهم تتعدى قيمتهم نصف مليار يورو. وصولًا لشهر مارس عام 2010، فقد ألقت الشرطة القبض على «سالف اتور دينارو» شقيق «ماتيو دينارو» رفقة 18 آخرين بتهمة تنظيم مراسلات ماتيو السرية ومساعدته على الهرب.

بعد وصول معلومات للشرطة من قبل جهاز المخابرات تفيد بمكان ماتيو، حاصرت الشرطة مزرعة تبعد عشر دقائق من مسقط رأسه ولكن محاولة اعتقال «ماتيو دينارو» باءت بالفشل.                                 

وفي عام 2012 كان ماتيو ضمن خمسة أشخاص حكم عليهم بالسجن مدى الحياة لدورهم في قتل الطفل «جوزيبي دي ماتيو» عام 1993. وبعد ست سنوات صدر ضده الحكم الثالث بالسجن مدى الحياة ولكن هذه المرة لدوره في تفجيرات 1992عام  التي هدفت لاغتيال القاضيين «فالكوني» و»بورسيلينو».

بعد معاناة الشرطة لسنوات في البحث عن ماتيو وبعد عدة بلاغات – كان بعضها كاذبًا – أفادت بمكان تواجده، نجحت الشرطة هذا العام في القبض على «ماتيو ميسينا دينارو» الذي يبلغ من العمر الآن 61 عامًا في أحد العيادات ولكنه حينها لم يقاوم مما جعل رجال الأمن يتسائلون ما إذا كان هذا الرجل هو زعيم المافيا الذي أرهقهم في البحث عنه لثلاثة عقود.

أخطر رجل

«كوزا نوسترا-Cosa Nostra» هي عبارة إيطالية تعني «الشيء الخاص بنا»، ويعود تاريخ تأسيسها إلى منتصف القرن التاسع عشر وتحديدًا في مدينة باليرمو بجزيرة صقلية. يُطلق عليها لقب «الأخطبوط» لتوسع شبكتها على مستوى العالم فبالإضافةً إلى نشأتها في إيطاليا؛ هي عصابة ناشطة في عدة دول أجنبية أبرزها الولايات المتحدة وكندا وفنزويلا والأرجنتين وفرنسا وإسبانيا؛ كما تُعد العصابة الأم التي تفرعت منها باقي عصابات المافيا لتسيرعلى خطاها.

تعد تجارة الهيروين هي العمود الفقري للعصابة نظرًا لكثرة ربحها، ذلك بالإضافة إلى غسيل الأموال والمقامرة والدعارة والربا.

ولد «ماتيو دينارو» عام 1962 في كاسيلڨيترانو بمقاطعة تراباني–صقلية، والده زعيم مافيا أيضًا لـ» كاسيلڨيترانو»وهو «فرانشيسكو ميسينا دينارو» الشهير بـ»دون شيتشو». بدأ ماتيو حياته الإجرامية  في عمر الرابعة عشر حينما تعلم استخدام المسدس وكان يتفاخر بقتل العديد وملء مقبرة بالموتى بمفرده، كما أشتهر بقتله للرئيس المنافس من مدينة الكامو «ڤينتشنزو ميلاتسو».

عام 1998 خلف منصب والده في رئاسة المنطقة المذكورة بالإضافة إلى المدن المجاورة، كما تولى قيادة المافيا في مقاطعة تريباني عام 2001 بعد إلقاء القبض على رئيسها «ڨينتشنزو فيرجا». أعاد تنظيم 20 عائلة مافيا تحت قيادة واحدة في تراباني، لتكون مافيا تراباني هي الأرض الصلبة لـ»كوزا نوسترا».

اعتمد في كسب المال على طرق غير مشروعة؛ حيث كان يبتز الشركات للحصول على مال الحماية، كما كان نشطًا في تجارة المخدرات الدولية– فلديه إتصالات مع عصابات تهريب المخدرات الكولومبية وتمتد شبكاته غير المشروعة إلى بلجيكا وألمانيا– الأمر الذي جذب انتباه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI). إضافةً إلى كسب المال من خلال الأعمال التجارية المشروعة فلديه حصص في سلسلة سوبرماركت بصقلية، كما يمتلك بساتين زيتون شاسعة وسبق وتورط في إنتاج زيت زيتون في شركة فاسدة.

قام باغتيال القاضيين «جيوفاني فالكوني» و»باولو بورسيلينو» عام 1992 وذلك ضمن سلسلة عمليات تفجير امتدت إلى فلورنسا وميلانو وروما تسببت أيضًا أدت إلى وفاة 10 أشخاص وإصابة أكثر من 90 فردًا بجروح خطيرة، إضافةً لذلك فقد قام بخطف ابن أحد المرتدين عن المافيا الطفل «جوزيبي دي ماتيو» وتعذيبه لمدة عامان حتى انتهى الأمر بوفاته، وكان ذلك نتيجة لموافقة والده على الشهادة ضد المافيا. بدأ ماتيو قصة هروبه عام 1993 بعدما وجد مخبأً مناسبًا، ووفقًا للمحققين فإنه قد تم رصده بين عامي 1994 و1996 مع حبيبته ماريا ميسي التي ذهب معها في إجازة إلى اليونان تحت اسم مستعار – والتي فيما بعد امسكت بها الشرطة وحكمت عليها بالسجن ثلاث سنوات بتهمة بتهمة المساعدة والتحريض – بينما في عام 1995 ذهب للعيش مع والدته، وكان قد أنجب ابنته من علاقة مع فرانشيسكا ألانيا، وفيما بعد اكتشف المحققون عن طريق رسالة أرسلها إلى أحد الأصدقاء أنه لم يلتق قط بابنته. ونتيجة لثبوت إدانته  في سلسلة تفجيرات1993 فقد صدر ضده حكمًا غيابيًا في مايو 2002 بالسجن مدى الحياة.

اقرأ أيضًا : قضت ليلتها الأخيرة مع رئيس المافيا.. أسرار  وكواليس حول مارلين مونرو


 

;