يوميات الاخبار

كنوز مغتصبة !!

أحمد غراب
أحمد غراب

يتوافد عليه الغلابة من مختلف بلاد العالم؛ بعدما تفوق على أقسام الأمراض الجلدية بقصر العينى وكليات الطب بالجامعات الأخرى

 البجاحة بعينها أن تسطو على أثر تاريخى ليس من حقك وتضعه وتعرضه فى متحف عالمى باسمك!!
هذا بالضبط ما حدث مع الحوض المرصود بحى السيدة زينب رضى الله عنها؛ فهو تابوت فرعونى من الجرانيت الأسود، استخدمه أمراء المماليك سبيلا لسقيا الماء بعدما وضعوه أمام مسجد سنجر الجاولى بنفس الحى؛ لكنه لم يصنف ضمن الأسبلة الإسلامية حفاظا على هويته الفرعونية.
وعندما جاءت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت أعجب به الفرنسيون، وأطلقوا عليه (ينبوع العشق) لأنه من وجهة نظرهم يخفف من لوع العشق والفراق عند من يشرب ماءه، وأخذوه عند تركهم للبلاد كما استولوا على حجر رشيد، لكن الأغرب أنه حاليا فى المتحف البريطانى بلندن بعد انتصار الانجليز على نابليون وجنوده فى موقعة أبو قير البحرية، ونتمنى عودته عن طريق اليونسكو فى ظل الحملة المصرية لاستعادة الآثار المغتصبة، حتى لا يكون الحوض المرصود (أى المسحور) فى ذاكرة أولادنا مجرد مستشفى للأمراض الجلدية، يتوافد عليه الغلابة من مختلف بلاد العالم؛ بعدما تفوق على أقسام الأمراض الجلدية بقصر العينى وكليات الطب بالجامعات الأخرى فى الفترة الأخيرة.
أما الواقعة الثانية فهى تخص الفقيه الأديب والأمير المملوكى جلال الدين بن يوسف بن تغربردى صاحب كتاب (حوادث الدهور فى الأيام والشهور) المسجل بمكتبة المتحف البريطانى مخطوطة حاليا تحت رقم 23294، وابن تغربردى هو مؤلف كتاب (النجوم الزاهرة فى محاسن أهل مصر والقاهرة) الذى يمكن لوزارات الثقافة والسياحة والآثار والإعلام إعادة نشره فى طبعات شعبية زهيدة لتوعية الشباب وتنشيط السياحة.
الثقافة الأثرية والوعى التاريخى بحاجة ملحة لقدر أكبر من الاهتمام من مختلف الوزارات.
بديع السماوات والأرض !!
فى إحدى شرفات كورنيش الإسكندرية بميامى صليت ركعتين قبل الشروق، وتعمدت متابعة شروق الشمس ((والشمس تجرى لمستقر لها، ذلك تقدير العزيز العليم))
بزوغ الشمس وشروقها أشبه بعملية ولادة بطيئة، فتبدو ضعيفة بلونها الأرجوانى الباهت، ثم يتضح أكثر؛ حتى يصبح ذهبيا أصفر.
حركة التحول والتطور كلها تميل للسرعة؛ حتى الأمواج، والسفن والمراكب على أعماق سحيقة قد تكون أقرب إلى موانئ دول أخرى ((ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام))
هو مشهد من الإبداع الربانى يتكرر يوميا يعجز عن وصفه بريشته أبرع الفنانين التشكيليين:
((لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار، وكل فى فلك يسبحون، وآية لهم أنا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون))
حقا هى لوحة إبداعية من بديع السماوات والأرض كما جاء بسورة الأنعام بالقرآن المنزل ((بديع السموات والأرض، أنى يكون له ولد، ولم تكن له صاحبة، وخلق كل شىء وهو بكل شىء عليم)).
ماشى ولا بيده !!
فى وقت متأخر من الليل فوجئت به يلتقت أنفاسه بصعوبة وهو يتحدث، فقلت: ما بك؟ قال هاجمنى كلب مسعور وأنا عائد من فرح صديقى بشارع رئيسى متفرع من كورنيش النيل بإمبابة، والصيدلى قال لابد من حقن بالمستشفى المركزى، وعندما رأيت آثار الهجوم لم أجدها إلا بالبنطلون، وقلت: البنطلون هو الأحق بالحقن.
 وعندما سألته قبل الهجوم هل كان الكلب بمفرده أم يسير مع مجموعة من أقرانه؟ قال هى تفرق؟! قلت: طبعا؛ لأن الكلب المسعور لا يسير معه أقرانه ويقاطعونه.
وأمام إلحاحه وتوتره ذهبنا للمستشفى فأكدوا ما قلته أن الأمر لا يستدعى أى حقنة، وفى حالة الشعور بألم يمكن أخذ مسكن، وعدت الليلة، ودخلنا فى يوم جديد بالشارع.
كثير من الدول الأوربية تقوم بعملية تعقيم للكلاب حتى لا تتكاثر بغزارة كما هو الحال عندنا، وأظن أن التعقيم لا يضر إخواننا أنصار الرفق بالحيوانات فى شيء.
وتؤكد الدكتورة شيرين على وكيل نقابة الأطباء البيطريين أن الكلب المصاب بالسعار يمكن أن يهاجم قرينه فيعديه؛ فيزيد الكارثة بالشارع وندخل فى نفق مظلم ليس له نهاية؛ خاصة أن الكلب تنمو لديه غريزة المطاردة.
وأسأل فقهاءنا هل تدخل الإنسان لتنظيم تناسل الكلاب والحيوانات بصفة عامة به أية مآخذ شرعية؟
وأقترح على شركات الأمن الخاصة تدريب الكلاب واستخدامها فى الحراسة تحت إشراف وزارة الداخلية؛ وليكن لذلك إدارة متخصصة.
الخصم الأعظم !!
لم تعرف البشرية خصما شريفا كسيدنا محمد عليه وعلى أحبابه أفضل الصلاة والسلام، حيث طلب من سيدنا على النوم مكانه ليلة الهجرة وأعطاه أمانات القرشيين وأمره بإعادتها لهم فى اليوم التالى!!
كيف لا وهو الصادق الأمين القائل: (أد الأمانة لمن ائتمنك، ولا تخن من خانك) وهو المنزل عليه قول المولى سبحانه وتعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى)؟!!
فلم يستخدم الأمانات ورقة ضغط عليهم، ومساومتهم بالأمانات بلغة السياسيين.
ما أجمل أن يكون الإنسان خصما شريفا، لا يبخس الناس أشياءهم، حتى ألد خصومه الذين آذوه وأخرجوه هو وأصحابه من ديارهم وسلبوا أموالهم وأمتعتهم، واعتدوا على أهلهم وذويهم!! هذه هى أخلاق محمد والكواكب الدرية التى اتبعته، هم نجوم الهجرة التى أنارت المدينة؛ فأصبحت بحق المدينة المنورة.
آفة الحياة الاجتماعية والسياسية اليوم هى ندرة الخصومة الشريفة التى استباح الكل فيها الأعراض والدماء.
نعى راهب
قال الأوزاعى: شهدت جنازة عمر بن عبد العزيز، ثم خرجت أريد مدينة قنسرين، فممررت على راهب، فقال: يا هذا أحسبك شهدت وفاة هذا الرجل؟ فقلت له: نعم، فأرخى عينيه فبكى سجاما، فقلت: ما يبكيك ولست من أهل دينه؟! فقال: إنى لست أبكى عليه، ولكن أبكى على نور كان فى الأرض فطفئ.
بعيدا عن الهلس !!
اشهد يا زمان مسرحية بنكهة الروح المصرية المثابرة الدءوبة التى تواجه المستحيل.
عاب المسرحية ضعف السيناريو وجنوح الأبطال إلى اللغة الخطابية الزاعقة، وخفف منها أشعار الأديب مصطفى الضمرانى الرقيقة، وأشعار الأديب أمل دنقل فى وصف مصر.
قدم المسرحية قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية بمسرح البالون، برئاسة الفنان أحمد الشافعى، وهى تتناول هموم ومشكلات الصحافة والإعلام والفنون، أى القوة الناعمة لمصر، ومحاولة إعادتها لما كانت عليه فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى فترة الريادة المصرية فى هذه المجالات وزمن الفن الجميل الذى يدرك تحديات الوطن وهمومه بعيدا عن الهلس والابتذال والإسفاف.
أجاد الفنان طارق الدسوقى إلقاء أشعار أمل دنقل، وتخلصت الفنانة حنان شوقى من اللغة الخطابية، وأحسن عزت أبو سنة فى دور صحفى المطبخ والتغذية وموضوعات وصفات الرجيم وأعشاب الدجل والتخسيس، وهو مشروع فنان كوميدى واعد فى زمن شحت فيه الكوميديا الحقيقية.


العمل رغم المآخذ عليه به محاولات جادة لإصلاح مسار القوى الناعمة إعطاء المخلصين المجتهدين حقهم فى مختلف المجالات.
مسك الختام !!


(للقدس سلاما) احتفالية بنقابة الصحفيين تحدث فيها نخبة من الأدباء والمفكرين منهم المؤرخ الدكتور جمال شقرة والدكتورة نهلة الصعيدى مستشار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور جمال شيحة أستاذ أمراض الكبد بجامعة المنصورة.


إن القضية الفلسطينية لم تغب أبدا عن أنشطة وفعاليات النقابة؛ ولاحظ الحاضرون أن صورة الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة تتصدر مبنى نقابة الصحفيين المصريين بحجم كبير منذ استشهادها فى تغطية عمليات الإجرام الإسرائيلية فى حق أشقائنا الفلسطينيين.
وفى نهاية الاحتفالية كان الختام مسكا بأغانى الأوبرالى أحمد البطل وفرقة الكورال الفلسطينية عن القدس والمسجد الأقصى.
الدور المصرى فى تبنى القضية الفلسطينية والعمل على إنهائها يشيد به الفلسطينيون أنفسهم وآخرهم رياض المالك وزير خارجية فلسطين الذى أكد أنه دور محورى ومفصلى.