صباح الفن

إنتصار دردير تكتب: أفلام عن الأفلام

إنتصار دردير
إنتصار دردير

فكرة جميلة تستحق الإشادة والاهتمام وحضورا مكثفا من الجمهور وصانعى الأفلام، أعلنتها سينما «زاوية» - وسط البلد بالقاهرة، ونوهت عبر صفحتها على الفيسبوك، عن برنامج شهر أغسطس المقبل، والذى يحمل عنوان «أفلام عن الأفلام»، وهو باختصار رحلة تحتفى بالأفلام ومخرجيها وصناعها، من خلال مجموعة أعمال تلتقط جمال وتعقيدات صنع الأفلام حتى تصلنا إلى الشاشة الكبيرة.

ورغم أن تفاصيل البرنامج والأفلام التى ستعرض سيتحدد فى الأيام المقبلة، لكنها ألمحت إلى أن الاختيارات ستتركز، حول صانعى أفلام يمرون بأزمات إبداعية، ومنتجين يتعارضون مع رؤية المخرج الفنية، وحكايات تجمع بين صداقات أدت إلى حب السينما، وروايات تأملية فى ذكريات الطفولة والحياة المهنية.

لاشك أن تاريخ السينما يحتوى على العديد من هذه النوعية، وبالتأكيد سيفاجأ المشاهد بانتقاءات مدهشة، تحمل فى داخلها التوثيق لسحر السينما، وتسلط الأضواء على من تجرأ وكشف أسراره عبر الشاشة.

بعضهم فعلها بنفسه وصنع علامات من هذه الأعمال فى تاريخه السينمائى، أشهرهم المخرج الإيطالى فيدريكو فيللينى فى فيلمه «ثمانية ونصف» (1963)، والمخرج المصرى يوسف شاهين فى رباعيته: «إسكندرية ليه؟» (1979)، «حدوتة مصرية» (1982)، «إسكندرية كمان وكمان» (1990)، «إسكندرية -  نيويورك» (2004)، والعام الماضي، قدم الأمريكى ستيفن سبيلبرج فيلمه «ذا فابلمانز» الذى يسرد فيه سيرته، صغيراً ثم شاباً، وذكرياته الحانية تجاه تلك الفترة التى شغف فيها بالسينما وقرر أن يصبح مخرجاً.

القائمة تطول، ويمكننا رصد العديد منها، مثل «دى فور نايت، أو ليلة أمريكية» (1973)، للمخرج الفرنسى فرانسوا تروفو، والذى يتناول رحلة كاملة لصناعة الفيلم والصعوبات التى تواجه المخرج فى سعيه لخروج عمله إلى النور.

ولا يمكننا تجاهل «سينما باراديسو» (1988)، للمخرج الإيطالى جيوزبى تورنتوري، الذى اختار أن يصور قصة طفل شغوف ومحب للسينما، وهناك رائعة المخرج ديفيد لينش «طريق مولهولاند» (2001)، ويتعرض إلى تأثير رجال المال على اختيار الممثلات، وفيلم «هيوجو» (2011)، للمبدع مارتن سكورسيزي، والذى يتناول مغامرة تؤدى إلى التعرف على اﻷب الروحى للسينما (جورج ميليه).

وحتى لا نجهد أنفسنا فى سرد الكثير من تلك النوعية، أدعو كل عشاق السينما إلى متابعة هذا البرنامج وأفلامه التى صُنعت من أجل التغزل بالسينما، وتبيان دورها فى تشكيل عقل وروح وذاكرة الإنسان.