رغم التهديدات البيئية.. استهلاك الفحم يصل لمستويات قياسية

الأدخنة المنبعثة من حرق الفحم في المصانع - أرشيفية
الأدخنة المنبعثة من حرق الفحم في المصانع - أرشيفية

يتزايد الاهتمام بالطاقات المتجددة في العالم، لكن الفحم يظل ملك المشهد، وهذا ما أشارت إليه وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير حول استهلاك الفحم في العالم.

فعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحويل مصادر الطاقة إلى طاقات نظيفة ومستدامة، يبدو أن العالم لا يزال يعتمد بشكل كبير على الفحم في إنتاج الطاقة والصناعة.

وبينما تسجل معظم دول العالم تراجعًا في استهلاك الفحم، إلا أن الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا يبدو أنها مستمرة في زيادة استخدامها للفحم، ما يشكل تحديًا كبيرًا على الصعيد المناخي.

فالفحم يعتبر واحدًا من أكثر المصادر الضارة بالبيئة، حيث يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرقه في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.

بلغ استهلاك العالم من الفحم "ارتفاعًا تاريخيًا" في عام 2022، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، ومن المتوقع أن يعود مرة أخرى هذا العام لتسجيل "مستويات قياسية"، إذ يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز المسؤول عن الاحتباس الحراري، في الغلاف الجوي بكميات كبيرة عند استخدام الفحم في الصناعة أو حرقه لإنتاج الطاقة.

وبالتالي فإن بلوغ استخدام الفحم مستويات قياسية يشكل خبراً سيئاً على الصعيد المناخي في حين رجح كل من الأمم المتحدة ومرصد المناخ التابع للاتحاد الأوروبي كوبرنيكوس أن يكون يوليو الجاري أكثر الشهور المسجّلة سخونة على الإطلاق.

ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الاستهلاك العالمي للفحم "ارتفع بنسبة 3.3 % ليصل إلى 8.3 مليار طن العام الماضي".

ووفقًا للوكالة، فإن الأسعار المنخفضة التي وصلت إلى مستوياتها من عام 2021 في النصف الأول من عام 2023 ستدعم زيادة الطلب العالمي على الفحم بنحو 1.5 % ليصل 4.7 مليارات طن.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة أنه "في عامي 2023 و 2024، تم تعويض التراجع الطفيف في استخدام الفحم لتشغيل محطات توليد الكهرباء حول العالم من خلال زيادة استخدامه في الصناعة" ، مشيرة إلى وجود تباينات جغرافية كبيرة.

من المتوقع أن يتم استهلاك حوالي ثلاثة أرباع الفحم المنتج في العالم هذا العام في الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا.

قبل ثلاثين عامًا، كانت بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية تستهلك 40٪ من فحم العالم، إلا ان اليوم، يمثلون 10٪ فقط من الطلب العالمي.

وفي أوروبا، من المتوقع أن يتواصل التراجع الحاد في الطلب على الفحم في محطات الطاقة هذا العام مع التطور في مجال الطاقات المتجددة، التي تطلق كميات قليلة جدًا من غازات الاحتباس الحراري، ومع استئناف العمل بالطاقة النووية والطاقة الكهرومائية، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

ومنذ بداية العام، تقدر الوكالة أن الطلب على الفحم تراجع بنسبة 16 % في أوروبا و24 % في الولايات المتحدة، مدعوماً بانخفاض أسعار الغاز الطبيعي.

لكن في الصين والهند زاد الاستهلاك بنسبة تتجاوز 5 % خلال ستة أشهر، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وعلى المستوى الصناعي، يستخدم صانعو الصلب، الفحم بشكل خاص لتصنيع الفولاذ.

وأصدرت شركة أرسيلور ميتال، ثاني أكبر شركة لتصنيع الصلب في العالم، نتائجها نصف السنوية الخميس متوقعةً زيادة استهلاك الصلب في الهند بنسبة تراوح بين 6 و8 % هذا العام، بينما توقعت ركوداً في استهلاك الصلب في الصين.