عَرَفَ المُرِيدُ مَقَامَهُ فَتَوَقَّفَا
قَدْ كَانَ لَوْ سَمَحَ المُرَادُ عَلَى شَفَا
هِيَ لَحْظَةُ الإشْرَاقِ تَكْفِي مَرَّةً
لَكِنَّ مَنْ ذَاقَ الحَقِيقَةَ مَا اكْتَفَى
وَلَكَمْ أتَى بَابَ المُرَادِ فَشَدَّهُ
نُورٌ بَدَا وَالنُّورُ يَكْشِفُ مَا اخْتَفَى
أغْلَقْتُ أبْوَابَ المَذَّلَّةِ كُلَّهَا
وَوَقَفْتُ فِي أدَبٍ بِبَابِ المُصْطَفَى
سَلَّمْتُ وَ(الحُجْرَاتُ) بَيْنَ جَوَانِحِي
وَالقَلْبُ هَزْهَزَهُ الغَرَامُ وَقَدْ هَفَا
القَلْبُ يَحْمِلُهُ جَنَاحَا طَائِرٍ
وَبُحُبِّ أحْمَدَ نَحْوَ أحْمَدَ رَفْرَفَا
لَمَّا رَأيْتُ الكَرْمَ يَحْنُو بَاسِمًا
كَادَ الفُؤَادُ لِبُرْهَةٍ أنْ يَقْطُفَا
وَتَذَوَّقَتْ نَفْسِي حَلَاوَةَ قُرْبِهِ
وَغَسَلْتُ بِالنُّورِ الظَّلَامَ فَمَا انْطَفَا
هَذَا رَسُولُ اللهِ رَحْمَةُ خَالِقِي
اثْبُتْ -هَدَاكَ اللهُ- مَا لَكَ مُرْجَفَا
فَرَحُ الحُضُورِ يُزِيلُ كُلّ مَخَاوِفي
وَيُهِيلُ جُدْرَانَ المَخَافَةِ وَالجَفَا
مَا دُمْتَ فِي بَيْتِ الكَرِيمِ فَلَا تَخَفْ
وَإذَا دَخَلْتَ عَلَى الكَرِيمِ فَقَدْ عَفَا
كَفْكِفْ دُمُوعَ العَيْنِ إلَّا فَرْحَةً
أمَّا لِدَمْعِ الخَائِفِينَ فَقُلْ كَفَى