ممتاز القط يكتب : «كلام يبقى»

ممتاز القط
ممتاز القط

حقيقة لست أدرى من هو المسئول عن انخفاض مستوى العمالة الفنية والتى لم تعد مقصورة على مهن معينة ولكنها امتدت لتشمل كل شىء؟. فتحت شعارات حقوق الإنسان وحقوق الطفولة اختفى «الواد بلية» الذى كان أحد أساسيات أى مهنة وكان وسيلة لتدريب أجيال جديدة من الفنيين المهرة الذين يملكون الخبرة والتى كان يصقلها فى بعض الأحيان «الضرب» الذى تحول إلى ذكرى فى عقول «الأسطوات» الكبار وهم يتذكرون الزمن الجميل الذى تنعشه «أول علقة» فى حياة كل واحد منهم.

لاشك أن التوسيع فى التعليم وخاصة الجامعى ووجود الكثير من الخريجين بدون عمل ساهم فى تدهور المستوى الفنى للعمالة لأن عدداً كبيراً منهم لجأ إلى مهن دون أى تدريب يذكر. أصبح من العادى جداً أن تفاجأ بأن الأسطى السباك يحمل مؤهلا عاليا ولجأ لهذه المهنة لأنه لا يجد عملاً مناسباً لشهادته وذلك باستثناء فئة قليلة جداً لجأوا للعمل الحر كنوع من توريث المهن للأبناء والأشقاء وعادة فإنهم يمثلون نوعاً نادراً من العمالة المحترفة.

فى حياة كل واحد منكم عشرات ومئات القصص المأساوية والتجارب المريرة التى كان أبطالها العمالة «الأونطة» والتى تنتهى عادة بدفعك مبالغ كبيرة لخدمة سيئة. اختفاء بلية جريمة نتحملها جميعاً وندفع ثمناً باهظاً لها ولك أن تتخيل حجم الخسارة التى تدفعها نتيجة استغناء الكثير من الدول عن العمالة المصرية لقلة خبرتها ولم تعد خانة المهنة فى البطاقة الشخصية وسيلة للمرور والحصول على عقد عمل بالخارج كما كان يحدث فى الماضى.

ما الحل؟.. سؤال أتمنى أن يبادر كبار المسئولين بالإجابة عليه وأعتقد أنه يكمن فى رد الاعتبار للمدارس الفنية وإيجاد برامج لتدريب العمالة فنياً بغض النظر عن الحصول على الدبلوم أو أى شهادة أخرى. لماذا لا توجد مثلاً مدارس ابتدائية فنية يمولها وينفق عليها رجال الأعمال؟!

لماذا لا يتم ربط الترخيص بمزاولة مهنة معينة بقضاء دورات تدريبية فى نفس المهنة قبل منح الترخيص ولنا أن نعرف أن «بلية هذه الأيام» سرعان ما يقوم بفتح ورشة لمجرد أنه قضى عاماً أو عامين عند الأسطى المعلم. صدقونى أنت وأنا ومصر كلها تدفع ثمناً باهظاً نتيجة انخفاض مستوى العمالة. سوف تجد الآلاف ممن يعملون كفنيين ولكنك نادراً ما ستجد بينهم أكفاء قد لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة وربما فى أحسن الأحوال أصابع اليدين!!