فى المليان

مصر تحتفل بثورة يوليو المجيدة والولايات المتحدة تهنئ «أم الدنيا»

حاتم زكريا
حاتم زكريا

قد أكون أنا أحد أبناء ثورة 23 يوليو 1952، وواحد من أشد المتأثرين بها وبمبادئها واتجاهاتها، وبما تعرضت له من مؤامرات ودسائس عبر العديد من فتراتها العصيبة، وكنت واحدا أيضا من الشباب الذين دافعوا عن بلدهم عقب نكسة يونيو 1967 بالخطابات المرتجلة والمتحمسة فى كافة المناسبات حتى لو كانت فى سرادقات العزاء أو الأفراح.

وأيضا التطوع فى كتائب الدفاع الشعبى والوطنى فى محافظة القليوبية تحسبا لتقدم القوات الإسرائيلية بعد قناة السويس.

ولعل كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 71 لثورة 23 يوليو المجيدة يوم الأحد الماضى تعبر فى كثير من فتراتها عن موقف وآمال الشعب المصرى فى كافة المجالات وتقديره لكفاح هذا الشعب وصموده أمام كافة الأزمات العالمية.

 وفى هذا السياق أكد الرئيس السيسى أن ثورة 23 يوليو أسست الجمهورية الأولى منذ سبعين عاما ومضت فى طريقها تبنى مصر الجديدة لتبقى مصر مصدر ألهاما للتحرر الوطنى فى جميع أنحاء العالم.

كما قطعت شوطا مهما لتمكين قطاعات كبيرة من أبناء الشعب من الفلاحين والعمال وإعطائهم مكانا يليق بهم طال انتظارهم واشتياقهم له، مشيرا إلى أن الثورة حققت إنجازات عظيمة فى كثير من الأحيان وتعثرت مسيرتها فى أوقات أخرى..

 وأضاف الرئيس فى كلمته فى هذه الذكرى المجيدة أنه بعد سبعين عاما على تأسيس الجمهورية ومع تغير طبيعة الزمن وتحدياته واجتياز الوطن لإحداث تاريخية كبرى خلال السنوات من 2011 إلى 2014 وفترة عصبية من الفوضى عدم الاستقرار هددت وجود الدولة ذاته ومقدرات شعب مصر، كان لزاما أن نفكر بجدية فى المستقبل وفى الجمهورية الجديدة إلى تمثل التطور التاريخى لمسيرتنا الوطنية كأمة عظيمة آن لها أن تستعيد مكانتها المستحقة بين الأمم.

 وأضاف الرئيس: أن الجمهورية الجديدة هى نتاج لمرحلة غير مسبوقة فى تاريخ مصر من التحديات والصعاب أدرك المصريون خلالها وتأكدوا بعين اليقين أن الوطن الآمن المستقر يعلو ولا يعلى عليه.

كما أن التطوير والتحديث الاجتماعى والاقتصادى أصبح ضرورة للحياة والمستقبل وليس ترفا ورفاهية، مشيرا إلى أن واقعنا الديموجرفى والاقتصادى يحتم علينا ألا نتحدث فقط عن التنمية بالمفهوم التقليدى، وإنما عن الانطلاق بمعدلات نمو مرتفعة ومتلاحقة وتنمية مستدامة متسارعة حتى تصبح الإنجازات الاستثنائية عادتنا الطبيعية.

 وتوجه الرئيس فى كلمته إلى شعب مصر العظيم بخالص التهنئة فى الذكرى الحادية والسبعين لثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة التى تأتى لتذكرنا بكفاح أجيال من شعبنا، نظرت ذات يوم إلى المستقبل فأرادته حرا كريما لمصر وأبنائها، تطلعت إلى التخلص من الاستعمار والسيطرة الأجنبية، وقدمت من أجل ذلك تضحيات هائلة حتى توجت ثورة يوليو الخالدة تلك المسيرة الممتدة التى تبلورت خلالها الوطنية المصرية واشتد عودها، لتقف على قدمين ثابتتين مطالبة الاستعمار بأن يحمل عصاه على كاهله ويرحل.

كما ردد الزعيم جمال عبد الناصر قائد الثورة الذى نتوجه إليه اليوم بتحية إجلال وتقدير ونتقدم أيضا بتحية اعتزاز للرئيس محمد نجيب الذى تصدر المسئولية فى لحظة دقيقة من عمر الوطن، وللرئيس البطل محمد أنور السادات الذى أدى الأمانة فى الحرب والسلام ودفع حياته ثمنا غاليا لكرامة مصر ومستقبلها.

 وأكد الرئيس أن أسس وقيم الجمهورية الجديدة تبنى على سابقتها ولا تهدمها، تضيف إليها ولا تنتقص منها، تقوم على أولوية الحفاظ على الوطن وحمايته، وسط واقع دولى وإقليمى يتزايد تعقيده واضطرابه على نحو غير مسبوق، ووحدة الجبهة الداخلية بالنظر إلى تغير طبيعة التهديدات التى أصبح جزء كبير منها يستهدف الداخل حصرا.

إن الجمهورية الجديدة تسعى لتوفير فرص متكافئة للعمل والحياة الكريمة لهذا الجيل والأجيال القادمة، وبناء القدرة الوطنية فى جميع المجالات لتصل مصر إلى الموضع الذى يطمح إليه شعبها.

إن تحقيق كل ما سبق والحفاظ عليه وتنميته يتطلب بالتوازى مع مسيرة البناء والتعمير تطوير الخصائص الإنسانية فى مجتمعنا، وهو ما يتطلب قدرا ضخما من العمل والكفاح فى إطار مجتمعى متكامل يقوم على التوازن الدقيق بين الحقوق والواجبات..

 وقال الرئيس موجها حديثه لشعب مصر: آن لكم أن تفخروا بما حققناه عبر تاريخنا الحديث منذ الاستقلال أن مسيرتنا الوطنية تمضى للأمام رغم الصعاب والتحديات ونتطلع للمزيد، إذ أن آمال شعبنا تلامس حواف السماء، ونعمل بجد وإخلاص وعلم على تحويل هذه الآمال إلى واقع وحقائق فى كل مكان على أرض مصر، ونعلم أن شعبنا العظيم تحمل الكثير وضرب المثل فى الصبر والصمود أمام أزمات عديدة..

ونطمئنكم أن الدولة تبذل أقصى ما فى الجهد والطاقة بلا كلل لتوفير فرص عمل جديدة متميزة وزيادة الدخل للمواطنين وإقامة مسارات جديدة لتطوير ونمو الاقتصاد بما يتواكب مع العصر ومع طموحات.

 وأكثر ما لفت نظرى فى التهانى إلى الدولة  المصرية بمناسبة عيدها القومى ما قدمته الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها أنتونى بلينكن من تهنئة إلى «أم الدنيا» بمناسبة ثورة 23 يوليو فى بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الإليكترونى..