«الإغلاق الساخن» لمحطة زابوريجيا النووية يثير مخاوف التسرب الإشعاعي

محطة زابوريجيا النووية
محطة زابوريجيا النووية

في ظل التوترات الدولية المتصاعدة حول الأزمة الأوكرانية، تأتي تقارير مثيرة للقلق تشير إلى أن القوات الروسية المسيطرة على محطة زابوريجيا النووية، أحد أكبر محطات الطاقة النووية في أوروبا، قد أمرت بحالة "إيقاف ساخن" لأحد المفاعلات في المحطة، وهو ما يعد انتهاكاً صريحاً لبروتوكولات السلامة النووية، بحسب تصريحات المسؤولين الأوكران.

هذه الأحداث المزعجة تثير مخاوف واسعة النطاق من وقوع كارثة نووية، في حين تتبادل أوكرانيا وروسيا الاتهامات حول من هو المسؤول عن هذه الوضعية الخطيرة.

قالت شركة إنرجواتوم الأوكرانية المشغلة للطاقة النووية إن القوات الروسية المسيطرة على محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا أمرت بحالة "إيقاف ساخن" لأحد المفاعلات الستة في المحطة، وهو ما ينتهك بروتوكولات السلامة.

اقرأ أيضًا: للفحص الفني.. إغلاق وحدتين بمحطة زابوريجيا النووية

انتهاك فاضح

وقالت إنرجواتوم في بيان يوم الاثنين: "هذه الأفعال تعتبر انتهاكًا فاضحًا لمتطلبات الترخيص لتشغيل هذه المنشأة النووية، حاليا، يجب تشغيل المفاعل رقم 4 في زابوريجيا حصرياً في حالة 'إيقاف بارد'".

يبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات مراراً بالتخطيط لـ "استفزاز" في زايوريجيا، التي تعد أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا. 

وكانت المحطة تحت سيطرة الروس منذ مارس 2022، بعد فترة قصيرة من بدء الحرب الروسية الأوكرانية.

كانت هناك مخاوف واسعة النطاق من كارثة نووية محتملة في المحطة، واتهمت كل من أوكرانيا وروسيا قوات الآخر بالقصف المباشر للمحطة.

تم إيقاف خمسة من المفاعلات الستة في المحطة تماماً منذ سبتمبر 2022، ولكن تم الاحتفاظ بالمفاعل رقم 5 في حالة ساخنة، وهو ما ساعد في تزويد المحطة بالطاقة. 

وتم تحويله إلى حالة إيقاف باردة - حيث لا يولد الكهرباء - في 8 يونيو.

ما حدث «جريمة»

ووفقًا لصحيفة كييف اندبيندنت، فإن نقل المفاعل رقم 4 إلى الإيقاف الساخن يزيد من المخاطر الأمنية، وقال بيترو كوتين، رئيس إنرجواتوم، إن القرار هو "جريمة".

وأضاف في بيان: "هذا انتهاك متعمد ومقصود للقانون الأوكراني والدولي. يواصل المحتلون ارتكاب الأفعال الإجرامية. ينتهكون مرة أخرى متطلبات الترخيص الذي تمنحه الهيئة النظامية للطاقة الذرية الدولة الأوكرانية لوضع جميع وحدات المحطة في حالة الإيقاف البارد، بالإضافة إلى متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية".


جزء من التدابير لضمان السلامة

ومع ذلك، قالت الإدارة الروسية للمفاعل، إن نقل أحد المفاعلات إلى وضع الإيقاف الساخن يعني أن البخار يمكن أن ينتج كجزء من التدابير لضمان السلامة النووية، بحسب ما أفادت رويترز.

وقالت في بيان: "من أجل إجراء فحص فني مقرر لمعدات الوحدة الطاقة رقم 5، قررت إدارة محطة الطاقة النووية زابوريجيا  نقلها إلى حالة 'الإيقاف البارد'". 

وأضافت: "ومن أجل توفير البخار لاحتياجات المحطة الخاصة، تم نقل مفاعل الطاقة للوحدة رقم 4 إلى حالة 'الإيقاف الساخن'".
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوحدات الأخرى لا تزال في حالة الإيقاف البارد.

مخاوف الطاقة الذرية

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، يوم الثلاثاء، إن خبراء الوكالة رصدوا ألغامًا مضادة للأفراد في أراضي زابوريجيا خلال الفحص في 23 يوليو.

وأضاف جروسي: "وجود المتفجرات في الموقع يتعارض مع معايير السلامة الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعليمات السلامة النووية، ويخلق ضغطًا نفسيًا إضافيًا على الموظفين في المحطة - حتى إذا كانت التقديرات الأولية للوكالة، استناداً إلى ملاحظاتها الخاصة، هي أن أي تفجير لهذه الألغام لا يجب أن يؤثر على النظم النووية والإشعاعية".