«وحين تموت» قصيدة للشاعر إيهاب فاروق

الشاعر إيهاب فاروق
الشاعر إيهاب فاروق

 

في رثاء الشاعر عبدُ اللهِ الشوربجي

( و حِينَ تموتُ )

.. لا عِشقٌ و لا عُشاقْ

و لا لُغةٌ

- بِطٌولِ قُرَيش - ذاتُ نِطاقْ

 

( و حِينَ تموتٌ )

يأتي الصُّبحُ من أقصى

حُدودِ الدِّمعِ مَحمولاً على الأعناقْ

 

و تَسقُطُ دَهشَةٌ حُبلَى على كتفي

و تَنبُتٌ دَهشَةٌ أخرى من الأعماقْ

 

تَلُمُّ التِّينَ عن جَفنيْ بِلادِ اللهِ

تزرَعُهُ على السِّكينِ و الأحداقْ

 

فيَا وَجهَ الذي وَلَّى لشطرِ التِّينِ

أنجٌمَهُ وشطرِ بلادِهِ الإفاق

 

و سَبعُ قُدُومِهِ الفُصحَى وسَبعُ وَدَاعِهِ

الفُصحَى . وسَبعُ رُوَائِهنَّ طِباق

 

طَوافُ الحورِ و الولدانِ و المَسعى

برُكنِ الجِنِّ مُشتاقاً ورا مُشتاق

 

حَواريِوكَ حين غدوتَ تُطعِمُهم

قُطوفَ الشَّمسِ فاحتَرقوا على

الأوراق

 

مَجَازاتٍ بِلا .. سَعفاً على طُرُقاتِِك

البِِلُّورِ بين تَرَادُفٍ و طِبَاق

 

كأنَّ لمِصر أن تنعَى لِ ( يُونٌسَ ) هَا

ضياعَ البَحرِ بين غَمَامَةٍ و مَحَاق

 

وتَعلَقَ بين نِصفَ التِّيهِ نِصفَ الموتِ

تَجرعُ أقربَ الأجلينِ نصفَ طلاق

 

تَشُقُّ عليكَ - من أطرافها - الدنيا

وتغسل فيكَ - مِن عُشَّاقِها - العُشَّاق

 

( و حِينَ تَموتُ )

تَسقُطُ خُصلةٌ للشَّمسِ

في وَطَنٍ يُفَارِقُنا .. ولاتَ فِرَاق

 

أتَذكرُ يومَ كان العِيدُ يعلِفُنا ؟!!

وكيف ذَبَحتَ جَفنَ الأرضِ ذاتَ عِرَاق

 

بِلادَ الذٌّلِّ !!؟ حِينَ ضبَطتَ اصبَعَها

بِصَحنِ القُدسِ فوقَ مَوائِدِ الإخلاق

 

و رغم براءةِ الزيتونِ تطبُخُنا

و تَخفِقُ بَيْضةً المأمونِ في الأسواق

 

نَمُوتٌ الآن !! و الأحلامُ تمضُغُنا

نُرِيقُ الشَّرقَ نرجُمُهُ و ليس يُرَاق

 

و وحدُك أنتَ كنتَ الحُلمَ تبعثُهُ

إلى المَلكوتِ - مٌبتَلاً - بغيرِ بُرَاق

 

سَلامُ اللهِ ( عبدَ اللهِ ) و المَوتَى

هُنا في شَرِّ سَافِلَةٍ و ألفِ شِقاق

 

و ( عُمرٌ واحدٌ يكفي لتبقى خالداً

أبداً ) على الدنيا. مَسِيحَاً باق