فى تأكيد لتصميمه على تمرير قوانين الهيمنة على السلطة القضائية، قال نتنياهو إنه سيبذل جهده لحضور الجلسة الحاسمة لتمرير أول هذه القوانين اليوم، رغم الإعلان عن اجرائه عملية زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب بعد أن تبين أن دخوله المستشفى الاسبوع الماضى كان بسبب متاعب فى القلب أدت إلى فقدانه للوعي!
مرض نتنياهو زاد الموقف المشتعل داخل إسرائيل تعقيدا، لكنه أراد أن يطمئن أنصاره فى مواجهة حشود المعارضة التى زحفت من مدن إسرائيل لترابط حول مقر الحكومة والبرلمان «الكنيست»، عند اجتماعه لتمرير أول قوانين لتقييد اختصاصات السلطة القضائية ومنعها من إلغاء أى قرارات للحكومة أو البرلمان.
والموقف يزداد خطورة. وإذا سارت الأمور كما يخطط لها نتنياهو ورفاقه فى حكومة عصابات اليمين المتطرف فإن البرلمان سيجتمع فى ظل مشهد غير مسبوق. فهو محاصر من مئات الألوف من المعارضين. وفى نفس الوقت يحتشد أنصار اليمين المتطرف فى مظاهرة حاشدة تضم غلاة المستوطنين وأتباع الإرهابيين بن غفير وتسيموتريتش الذين تعودوا على استخدام العنف. ولا أحد يستطيع استبعاد امكانيات الصدام بين الفريقين، وما يمكن أن يؤدى إليه!!
ويبقى الأهم هو ما يتعلق بالجيش، بعد أن ارتفع عدد ضباط وجنود الاحتياط الذين أعلنوا أنهم لن يواصلوا الخدمة العسكرية إذا تم تمرير القوانين الخاصة بالقضاء إلى أكثر من عشرة آلاف، وبعد تحذير رئيس الأركان من أن الأوضاع قد تنفلت خلال ٤٨ ساعة من تمرير أول هذه القوانين اليوم كما يصمم ائتلاف نتنياهو وبن غفير وتسيموتريتش وباقى زعماء عصابات التطرف!
هل يمضى نتنياهو فى مخططاته معتمدا على رفاقه فى ائتلاف عصابات اليمين المتطرف، وهو يعرف أن المعارضة له لا تقتصر على الأحزاب المناوئة بل تشمل قيادات الأجهزة الرئيسية كالشرطة والجيش والمخابرات بالإضافة إلى السلطة القضائية بالطبع؟! قد يفعل، وقد يمرر القانون بالأغلبية التى يمتلكها فى «الكنيست».. لكن الثمن سيكون فادحا، والسقوط سيكون مدويا!!
