أخر الأخبار

عصير القلم

يحيا عاشور .. يسقط عاشور

أحمد الإمام
أحمد الإمام

‭..‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أدخل‭ ‬في‭ ‬الجدل‭ ‬الدائر‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬والبرامج‭ ‬الرياضية‭ ‬حول‭ ‬انتقال‭ ‬امام‭ ‬عاشور‭ ‬لاعب‭ ‬الزمالك‭ ‬السابق‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬،‭ ‬فالقصة‭ ‬بأكملها‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬لا‭ ‬تستحق‭ ‬هذه‭ ‬الضجة‭ ‬المفتعلة‭.‬

الأهلاوية‭ ‬يرون‭ ‬انضمامه‭ ‬لفريقهم‭ ‬نصرًا‭ ‬مبينًا‭ ‬،‭ ‬والزملكاوية‭ ‬يرونه‭ ‬جاحدًا‭ ‬وناكرًا‭ ‬للجميل‭.‬

هذا‭ ‬اللاعب‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬لن‭ ‬يضيف‭ ‬للأهلي‭ ‬ولن‭ ‬يخصم‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الزمالك‭ ‬ولدينا‭ ‬عشرات‭ ‬الأمثلة‭ ‬للاعبين‭ ‬انتقلوا‭ ‬من‭ ‬الاهلي‭ ‬إلى‭ ‬الزمالك‭ ‬والعكس‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتركوا‭ ‬أي‭ ‬أثر‭ ‬يذكر‭ ‬باستثناء‭ ‬أسماء‭ ‬قليلة‭ ‬تعد‭ ‬على‭ ‬أصابع‭ ‬اليد‭ ‬الواحدة‭ ‬مثل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬والتوأم‭ ‬حسام‭ ‬وابراهيم‭ ‬حسن‭.‬

كلماتي‭ ‬هنا‭ ‬أوجهها‭ ‬الى‭ ‬جمهور‭ ‬الناديين‭ ‬بعد‭ ‬حالة‭ ‬التراشق‭ ‬والاحتراب‭ ‬التي‭ ‬شاهدتها‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭.‬

الجمهور‭ ‬هو‭ ‬العنصر‭ ‬النبيل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬الفاسدة‭ ‬،‭ ‬فالجمهور‭ ‬هو‭ ‬العنصر‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الرياضية‭ ‬بأكملها‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬من‭ ‬جيبه‭ ‬ويقتطع‭ ‬من‭ ‬وقته‭ ‬ويسافر‭ ‬خلف‭ ‬فريقه‭ ‬المفضل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬داخل‭ ‬مصر‭ ‬وخارجها‭.‬

الجمهور‭ ‬هو‭ ‬العنصر‭ ‬الوفي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينقلب‭ ‬على‭ ‬فريقه‭ ‬مهما‭ ‬ساءت‭ ‬نتائجه‭ ‬ولا‭ ‬يغير‭ ‬انتماءه‭ ‬مهما‭ ‬غابت‭ ‬عنه‭ ‬البطولات‭ ‬والانتصارات‭.‬

الكل‭ ‬يتغير‭ ‬ويتلون‭ ‬وفقا‭ ‬للمصلحة‭ ‬الشخصية‭ ‬واتجاه‭ ‬الريح‭ ‬ماعدا‭ ‬الجمهور‭ ‬الذي‭ ‬يظل‭ ‬راسخًا‭ ‬على‭ ‬مبدأه‭.‬

كل‭ ‬عناصر‭ ‬اللعبة‭ ‬من‭ ‬لاعبين‭ ‬ومدربين‭ ‬وإداريين‭ ‬وعمال‭ ‬يتقاضون‭ ‬اجورًا‭ ‬مقابل‭ ‬عملهم‭.‬

حتى‭ ‬الاعلاميين‭ ‬ومقدمي‭ ‬البرامج‭ ‬الرياضية‭ ‬ومعديها‭ ‬ومخرجيها‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬مواقعهم‭ ‬ووظائفهم‭.‬

وأيضا‭ ‬رؤساء‭ ‬الاندية‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجالس‭ ‬الادارات‭ ‬الذين‭ ‬يزعمون‭ ‬انهم‭ ‬متطوعون‭ ‬يحصدون‭ ‬مكاسب‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬مناصبهم‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مادية‭ ‬فهي‭ ‬معنوية‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬بريق‭ ‬اجتماعي‭ ‬وهالة‭ ‬إعلامية‭ ‬تلاحقهم‭.‬

الجمهور‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬يدفع‭ ‬ولا‭ ‬يأخذ‭ ‬لهذا‭ ‬أوجه‭ ‬كلماتي‭ ‬لهذا‭ ‬المشجع‭ ‬النبيل‭.‬

لا‭ ‬تحرق‭ ‬دمك‭ ‬وأعصابك‭ ‬على‭ ‬لاعب‭ ‬ذهب‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬هناك‭ ‬،‭ ‬فلاعبي‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‭ ‬لايعرفون‭ ‬إلا‭ ‬لغة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬لغة‭ ‬البنكنوت‭.‬

كل‭ ‬لاعب‭ ‬يتكلم‭ ‬ببجاحة‭ ‬لا‭ ‬يحسد‭ ‬عليها‭ ‬ويقول‭ ‬بالفم‭ ‬المليان‭ ‬‮«‬‭ ‬أنا‭ ‬هلعب‭ ‬للي‭ ‬يقدرني‭ .. ‬واللي‭ ‬عايزني‭ ‬يدفع‮»‬‭.‬

اللاعب‭ ‬الذي‭ ‬يقبل‭ ‬شعار‭ ‬ناديه‭ ‬على‭ ‬الفانلة‭ ‬اليوم‭ ‬سيقبل‭ ‬غدا‭ ‬شعار‭ ‬النادي‭ ‬المنافس‭ ‬،‭ ‬واللاعب‭ ‬الذي‭ ‬ينحني‭ ‬أمام‭ ‬جماهيره‭ ‬اليوم‭ ‬سيرقص‭ ‬غدا‭ ‬مع‭ ‬جماهير‭ ‬المنافس‭.‬

عزيزي‭ ‬المشجع‭ ‬النبيل‭ .. ‬لا‭ ‬تخسر‭ ‬صديقًا‭ ‬ولا‭ ‬تغضب‭ ‬حبيبًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لاعبين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬معنى‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭.‬

لا‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬مناقشات‭ ‬وجدل‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬سلوك‭ ‬لاعب‭ ‬منفلت‭ ‬أو‭ ‬تبرير‭ ‬قرارات‭ ‬خاطئة‭ ‬لادارة‭ ‬ناديك‭ ‬المفضل‭.‬

فكل‭ ‬نفس‭ ‬بما‭ ‬كسبت‭ ‬رهينة‭ ‬ودع‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬يدفع‭ ‬ثمن‭ ‬سلوكه‭ ‬أو‭ ‬قراره‭.‬

شجع‭ ‬ناديك‭ ‬بحرارة‭ ‬واخلاص‭ ‬كما‭ ‬اعتدت‭ ‬دائما‭ ‬وكن‭ ‬خلف‭ ‬لاعبيك‭ ‬الذين‭ ‬يرتدون‭ ‬فانلة‭ ‬ناديك‭ ‬ويدافعون‭ ‬عن‭ ‬شعاره‭ ‬وألوانه‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬تلتفت‭ ‬الى‭ ‬الخيول‭ ‬الشاردة‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬عادت‭ ‬للقطيع‭ ‬فهي‭ ‬جزء‭ ‬منه‭ ‬،‭ ‬وان‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬شرودها‭ ‬بعيدة‭ ‬عنه‭ ‬فدعها‭ ‬لمصيرها‭ ‬ولا‭ ‬تنشغل‭ ‬بها‭.‬

الكيانات‭ ‬تبقى‭ ‬والاشخاص‭ ‬زائلون‭ ‬،‭ ‬فامنح‭ ‬حبك‭ ‬ومشاعرك‭ ‬كلها‭ ‬للكيان‭ .  ‬


 

;