..لا أريد أن أدخل في الجدل الدائر على السوشيال ميديا والبرامج الرياضية حول انتقال امام عاشور لاعب الزمالك السابق إلى صفوف النادي الأهلي ، فالقصة بأكملها من وجهة نظري لا تستحق هذه الضجة المفتعلة.
الأهلاوية يرون انضمامه لفريقهم نصرًا مبينًا ، والزملكاوية يرونه جاحدًا وناكرًا للجميل.
هذا اللاعب أو غيره لن يضيف للأهلي ولن يخصم من قيمة الزمالك ولدينا عشرات الأمثلة للاعبين انتقلوا من الاهلي إلى الزمالك والعكس دون أن يتركوا أي أثر يذكر باستثناء أسماء قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة مثل جمال عبد الحميد والتوأم حسام وابراهيم حسن.
كلماتي هنا أوجهها الى جمهور الناديين بعد حالة التراشق والاحتراب التي شاهدتها على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.
الجمهور هو العنصر النبيل في هذه المنظومة الفاسدة ، فالجمهور هو العنصر الوحيد في المنظومة الرياضية بأكملها الذي يدفع من جيبه ويقتطع من وقته ويسافر خلف فريقه المفضل في كل مكان داخل مصر وخارجها.
الجمهور هو العنصر الوفي الذي لا ينقلب على فريقه مهما ساءت نتائجه ولا يغير انتماءه مهما غابت عنه البطولات والانتصارات.
الكل يتغير ويتلون وفقا للمصلحة الشخصية واتجاه الريح ماعدا الجمهور الذي يظل راسخًا على مبدأه.
كل عناصر اللعبة من لاعبين ومدربين وإداريين وعمال يتقاضون اجورًا مقابل عملهم.
حتى الاعلاميين ومقدمي البرامج الرياضية ومعديها ومخرجيها يستفيدون من مواقعهم ووظائفهم.
وأيضا رؤساء الاندية وأعضاء مجالس الادارات الذين يزعمون انهم متطوعون يحصدون مكاسب هائلة من مناصبهم إن لم تكن مادية فهي معنوية في صورة بريق اجتماعي وهالة إعلامية تلاحقهم.
الجمهور فقط من يدفع ولا يأخذ لهذا أوجه كلماتي لهذا المشجع النبيل.
لا تحرق دمك وأعصابك على لاعب ذهب هنا أو جاء من هناك ، فلاعبي هذا الزمان لايعرفون إلا لغة واحدة هي لغة البنكنوت.
كل لاعب يتكلم ببجاحة لا يحسد عليها ويقول بالفم المليان « أنا هلعب للي يقدرني .. واللي عايزني يدفع».
اللاعب الذي يقبل شعار ناديه على الفانلة اليوم سيقبل غدا شعار النادي المنافس ، واللاعب الذي ينحني أمام جماهيره اليوم سيرقص غدا مع جماهير المنافس.
عزيزي المشجع النبيل .. لا تخسر صديقًا ولا تغضب حبيبًا من أجل لاعبين لا يعرفون معنى الولاء والانتماء.
لا تدخل في مناقشات وجدل للدفاع عن سلوك لاعب منفلت أو تبرير قرارات خاطئة لادارة ناديك المفضل.
فكل نفس بما كسبت رهينة ودع كل منهم يدفع ثمن سلوكه أو قراره.
شجع ناديك بحرارة واخلاص كما اعتدت دائما وكن خلف لاعبيك الذين يرتدون فانلة ناديك ويدافعون عن شعاره وألوانه ، ولا تلتفت الى الخيول الشاردة ، فإن عادت للقطيع فهي جزء منه ، وان استمرت في شرودها بعيدة عنه فدعها لمصيرها ولا تنشغل بها.
الكيانات تبقى والاشخاص زائلون ، فامنح حبك ومشاعرك كلها للكيان .