تغييرات مناخية قاسية تجتاح كوكب الأرض هذا الشهر متسببة فى عدة ظواهر متطرفة ما بين موجات حر شديدة وحرائق وامطار عنيفة.
ووفقاً للخبراء تمر الأرض بأكثر الشهور سخونة فى تاريخ البشرية، حيث قال كبير علماء المناخ فى وكالة ناسا الأمريكية إن شهر يوليو 2023 سيكون على الأرجح الأكثر سخونة فى العالم منذ «مئات، إن لم يكن آلاف السنين»..
وأضاف العالم جافين شميدت: «نحن نشهد تغييرات غير مسبوقة فى جميع أنحاء العالم.. موجات الحر فى أمريكا وأوروبا والصين تحطم الأرقام القياسية» وهذه التأثيرات لا يمكن أن تُعزى فقط إلى ظاهرة النينو.
ووفق حسابات شميدت هناك احتمال من 50 إلى 50% أن يكون عام 2023 الأكثر سخونة على الإطلاق.. وتابع «لكننا نتوقع أن يكون عام 2024 أكثر سخونة، لأننا سنبدأ مع ظاهرة النينو التى تتنامى الآن، وستبلغ ذروتها فى نهاية هذا العام».
وتأتى تحذيرات شميدت بينما يستمر الحر الشديد فى الهيمنة على أجزاء كبيرة من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية حيث تسببت درجات الحرارة القصوى جدا بحرائق غابات عنيفة فى الأيام الأخيرة.
وزادت الحرارة فى نصف الكرة الشمالى، وسخنت الأرض أسرع من المياه على سطح الكوكب، فيما يتوقع أن تشهد درجات الحرارة سلسلة من الارتفاعات خلال وقت لاحق.
ولفت الخبراء إلى أن هذه التغيرات تعد خطراً يهدد أنماط الحياة للبشر والحيوانات على السواء، بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة. وأوضحوا أنه من المرجح أن تتفاقم الحرارة فى الأشهر المقبلة بسبب ظاهرة «النينيو» المستمرة.. وفيما يخص الحرائق التى نجمت عن الارتفاع القياسى فى درجات الحرارة أعلنت السلطات اليونانية حالة الطوارئ فى 3 مناطق بجزيرة رودس بشرق بحر إيجة، مما سمح لها بحشد كل أفراد الإنقاذ والقوات لمكافحة اندلاع حرائق الغابات المستمرة هناك.
فى الوقت نفسه، واصلت فرق الإطفاء التونسية فى منطقة ملولة الحدودية مع الجزائر جهودها الرامية لإخماد حريق غابات مستعر منذ يومين، بحسب ما أفادت الحماية المدنية.. وقال المدير الجهوى للحماية المدنية إنّ النيران أتت على نحو 470 هكتارا من الغابات.. كما «تمّ إجلاء 12 عائلة مكوّنة من 24 فرداً».
فى المقابل تتعرض المملكة المتحدة لمناخ عاصف وأمطار شديدة ورياح عاتية، فى الوقت الذى تعانى فيه الدول الأوروبية من موجة حر شديدة تستمر لمدة 10 أيام. وستشهد أجزاء من المملكة المتحدة خمسة ملليمترات من الأمطار فى الساعة وسرعات رياح تصل إلى 40 ميلاً.
