بطعنة في القلب.. المدمن قتل صديقه

الضحية رفقة القاتل
الضحية رفقة القاتل

بورسعيد: أيمن عبد الهادي

  لم تكن زوجة قتيل محافظة بورسعيد تتخيل ذات يوم أنها سوف تتحمل مسئولية الـ 5 أطفال الصغار بمفردها، فلا تزال هذه السيدة لا تعرف شراء بعض مستلزمات أولادها بنفسها، فقد تعودت أن يكون زوجها برفقتها طول الوقت، وفي هذه السطور نروي تفاصيل الواقعة المؤلمة التي لا تزال حديث الشارع البورسعيدي.

الشاب محمد عثمان السيد 38 عاما، يقيم مع زوجته وابنائه الـ 5 في حي الزهور الشعبي بـ محافظة بورسعيد منذ 15 عاما، وقد رزقه الله بـ 5 من الأبناء، لذا فهو دائمًا يسعى على رزق أسرته من أجل أن يطعمهم من الحلال، يخرج من بيته يوميًا الساعة السابعة صباحًا، ولا يعود إلا في الثانية عشر من مساء اليوم، وعندما يحتاج المنزل للطلبات خلال اليوم تُرسل له زوجته أحدًا من الأبناء.

تروي زوجة القتيل قائلة؛ أنه في هذا اليوم خرج من المنزل في الثامنة صباحًا، وذهب إلى محل عمله وهو عبارة عن محلين في سوق خالد بن الوليد يبيع فيهما الشاي والقهوة، وقد أبلغها أن لديه يومًا صعبًا يقوم خلاله بدهان الدكان وتنظيم بعض المستلزمات، كما انه سيشترى ثلاجة لبيع المثلجات والحلوى والعصائر والمشروبات الغازية بها.

وعندما استيقظت الزوجة من نومها اتصلت بزوجها القتيل تليفونيا، طلبت منه أن يرسل لها ما تطلبه من الخضراوات، فطلب منها كعادته أن ترسل له طلباتها مكتوبة مع ابنتهما جومانا، لم يتردد الأب في شراء ما تطلبه زوجته من السوق لها ولأن الطلبات كثيرة ذهب مع ابنته الى البيت حاملا ما تطلبه زوجته، لتكون المرة الأخيرة التي تراه فيها الزوجة من شرفة المنزل ويشير لها بيديه، ثم يذهب لاستكمال يومه في العمل.

مكالمة قاتلة

وعندما صعدت جومانا للمنزل سألتها الأم عما حدث وروت لها أن والدها قد انتهى من أعمال دهان المحلين، وكان جالسًا مع «عمو إسلام» يتحدث معه بخصوص شراء ثلاجة، وقد ذهبا لشرائها من أحد المحلات، وانتظرته الصغيرة في المحل، حتى عاد وصديقه حاملين الثلاجة سويًا، وما أن شهدها صديق والدها حتى أعطاها 50 جنيهًا، وعندما رفضت تحدث لوالدها: قولها يا محمد تاخد الفلوس وعرفها أن أنا زي باباها.

وما هي إلا ساعات قليلة حكت فيها ابنتها هذه الحكاية؛ حتى تلقت الزوجة اتصالا هاتفيًا بتعرض زوجها للإصابة على يد شخص، فهرعت مسرعة إلى المستشفى لتجد زوجها وقد رفضت روحه أن تخرج إلا بين يديها، وما أن احتضنته حتى فاضت روحه لبارئها، لتصاب الزوجة بحالة إغماء ويحملها الأطباء يقدمون لها العلاج حتى تستطيع تحمل الصدمة.

جلست الزوجة تبكي على أبواب المشرحة لحين انتهاء إجراءات النيابة العامة وحتى يأتي تصريح الدفن، لم تكن في هذا الوقت تعرف من القاتل، ظلت تنتظر أن تعلم من هو الشخص الذي طعن زوجها هذه الطعنة الغادرة؟ وكيف قتله؟ وماذا حدث؟، كلها أسئلة بمثابة طعنات في قلبها، حتى جاء اليها أحد شهود العيان بالخبر المفزع؛ فمن قتل زوجها هو صديقه إسلام، وقتها نظرت الأم إلى ابنتها جومانا ووسط حالة من الانهيار دار بينهما حوار.

«يا جومانا هو بابا كانت متخانق مع إسلام وانت هناك»؟ لتجيب الابنة: لا والله يا ماما دا كان بيضحك وكانوا قاعدين مع بعض، وتسأل الأم: هو إسلام اللي اداك الـ 50 جنيهًا لتجيب الابنة: أيوه ياماما وبابا قالي خديهم وهو قاله عرفها ان أنا زي أبوها، وكمان كان بيشيل معاه التلاجة وماكنش في أي حاجة بينهم، لتصاب الأم بالذهول مما حدث.

دخلت الزوجة على زوجها المقتول بالمشرحة لتجد في جسده طعنة نافذة من الظهر وضربة شديدة علمت انها بشومة هوت على رأس المجني عليه، وقد انتهت النيابة العامة من الإجراءات وصرحت بدفن الجثمان، وجرت الصلاة على المجني عليه وسط حضور المئات من زملائه وأصدقائه، وتم دفنه بمقابر الأسرة ببورسعيد.

مدمن مخدرات

انتهت الأسرة من مراسم الدفن ولم تعد الزوجة على المنزل وانما ذهبت إلى ديوان عام قسم الشرطة ظنًا منها أنه يمكنها أن تتحدث مع القاتل والذي استعان بآخرين وتم ضبطهم معه ايضًا، ولكن طلبها تم رفضه بسبب التحقيق الذي لم ينته بعد علاوة على أنه لا يحق لها أن تتقابل مع القاتل، هناتقول الزوجة: أنا كنت رايحة علشان أقوله: قتلته ليه يا اسلام؟ كنتم أصحاب، واستكملت: القاتل لم يرحم توسلاته وهو يقول له؛»بلاش تقتلني حرام عليك أنا عندي 5 عيال عاوز أربيهم».

وتوضح الزوجة؛ أن شهود العيان قالوا لها إن زوجها والقاتل قد قرأوا الفاتحة في صباح اليوم أن يعملا سويًا، وكان إسلام متواجدًا معه طوال اليوم، وساعده في دهان المحل، وحمل الثلاجة معه، ولا يعرف أحد ماذا حدث، إلا أنهم فوجئوا بـ إسلام وآخرين يدخلون المقهى يحملون الأسلحة البيضاء وشوم، وقيدوا حركة المجني عليه وطعنه إسلام صديقه طعنة بالظهر أودت بحياته، بعد أن ضربه بالشومة على رأسه حتى لا يستطيع مقاومتهم.

وتقول الزوجة؛ إنها لا تعرف حتى هذه اللحظة الأسباب التي من اجلها قتل زوجها، وتؤكد أنه لم يكن هناك ما يخفيه عليها، كان يروي لها أدق تفاصيل يومه وعمله، مؤكدة أنه إذا كان بينه و صديقه القاتل أي خلاف فمن المؤكد أنها كانت سوف تعلم به، وتؤكد كذلك أن زوجها لم يكن لديه الوقت للخلافات بل كل وقته باحثا عن لقمة العيش من أجل اسرته وأولاده الـ 5.

تضيف الزوجة؛ أن شهود العيان أبلغوها أن إسلام قاتل زوجها يتعاطى مخدر الأيس بكميات كبيرة، وكان قد تم حجزه بمصحة لعلاج الإدمان ورفض العلاج، وكان الأهالي يرون لون عينه الأحمر مثل الدم من كثرة تعاطي المخدرات الجديدة التي تذهب العقل، وتتسبب في ارتكابه الكثير من الجرائم.

وأنها منذ مقتل زوجها وهي تعيش حالة من الفزع الشديد جعلتها غير قادرة علي النوم ولا تتناول الطعام، ولا تعرف كيف ستواجه الحياة بعد وفاة زوجها الذي لم تخرج للعمل في حياته، ولم تتحمل أي مسئوليات سوى تربية الأبناء فقط، وتقول إنها تنظر إلى أبنائها «جومانا واحمد ومؤمن و يزن وسيلين» وهي لا تعرف من أين تنفق عليهم.

وتنتظر الزوجة أن يقتص لها القضاء من قتلة زوجها الذين جعلوها تعيش أرملة وهي لم تكمل الـ40، ويعيش أبناؤها الخمسة والتي تتراوح أعمارهم بين الـ13 عاما والعامين أيتامًا.

البلاغ

وكانت الأجهزة الأمنية بـ محافظة بورسعيد قد تلقت بلاغًا بالحادث، وجرى على الفور تشكيل فريق من إدارة البحث الجنائي للوقوف على الأسباب، تم تحرير محضر بالواقعة، وتستكمل النيابة العامة التحقيق بعد سماع شهود العيان ومناظرة الجثة بالمشرحة قبل التصريح بالدفن، ومعاينة مسرح الجريمة، وقد أمرت بحبس المتهمين 45 يومًا على ذمة التحقيقات. 

اقرأ أيضًا : قضايا الأسبوع بالقليوبية| إحالة المتهمين بقتل الطفل «زياد» بالقليوبية للمفتي


 

;