مصر لم تتخل يوما عن قارتها الأفريقية لأنها الامتداد الطبيعى لأرضها وأمنها القومى.. وساندت حركات التحرير الأفريقية للاستقلال وتواصلت مع دول القارة الأفريقية حتى تتحقق التنمية المستدامة فى كل دول القارة وزاد الاهتمام بالتعاون مع الدول الأفريقية بعد تولى الرئيس السيسى حكم البلاد وأكد دوما على ضرورة الدعم والتعاون المصرى الأفريقى مثلما يفعل مع الوطن العربى لأن مصر عربية أفريقية.
لذا عندما تستقبل وتحتضن مصر ٩ ملايين لاجئ على أرضها ولا تطلب دعما أو ثمنا لذلك خاصة وأن كل من يعيشون على أرض مصر يشاركون أبناءها السكن والعمل والحياة مثل المصريين تماما فالقادمون إلى مصر لا يشعرون بالغربة وهذا نهج مصرى على مر التاريخ.. أيضا عندما تغلق مصر منافذها أمام الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا لم تطلب مصر ثمنا لذلك بل هى تحمى أبناء القارة الأفريقية من الثمن الغالى الذى يمكن أن يواجهوه من الموت غرقا أو غير ذلك.
مصر تحافظ على كونها دولة أفريقية لذا أول من نادت بإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية أو الاتحاد الأفريقى ودعمت كافة المنظمات الأفريقية للقيام بدورها فى التنمية ودعم الشعوب الأفريقية حتى فى تغير المناخ والمطالب الخاصة بدعم الدول الأفريقية لتجاوز الآثار السلبية لتغير المناخ والتى تحتاج عشرات المليارات من الدولارات وأكدت مصر على ذلك فى مؤتمر المناخ كوب ٢٧ الذى عقد فى مصر وفى كل المؤتمرات الدولية اللاحقة.
مصر تساعد أفريقيا على تحقيق الاستقلال الأمثل لثرواتها الطبيعية من خلال تشجيع التصنيع وتحقيق قيمة مضافة للخدمات الأفريقية وتوفير فرص العمل لأبناء أفريقيا لمواجهة الفقر فى عدد من دول القارة وتحسين الحياة للشعوب الأفريقية التى تم امتصاص ثرواتها على مدى عقود سابقة.
مصر تدعم علاقاتها الثقافية والاجتماعية مع شعوب القارة لتحقيق التبادل الثقافى والفنى من أجل تقارب أكبر بين الشعوب الأفريقية إضافة للتعاون السياسى ودعم مطالب الدول الأفريقية فى كل المحافل الدولية وحل المشاكل التى تواجهها الدول الأفريقية من خلال الحوار دون اللجوء للقوة المسلحة والحروب بين الشعوب.
دول أفريقيا تنفض عن نفسها كل ما يعيق تقدمها الاقتصادى والاجتماعى والسياسى ودعم الاستقرار فى كل دول القارة وعدم التدخل فى الشأن الداخلى لأية دولة.
لاشك أن منظومة حل المنازعات الأفريقية تقوم بدور مهم من أجل حل أى نزاع بتدخل أفريقى وليس بتدخلات خارجية أعتقد أن اهتمام مصر بقارتها الأفريقية يأتى فى إطار دور مصر المحورى فى المنطقة والعالم والحكمة التى أرساها النظام المصرى فى التعامل مع كافة القضايا الأفريقية.
وتلعب مصر دورا مهما فى التعاون العربى الأفريقى خاصة وأنه يوجد عدد من الدول العربية الأفريقية التى تسعى لتحقيق تعاون أكبر على دول القارة مما جذب اهتمام الدول الكبرى مثل التعاون الأفريقى الأمريكى والتعاون الأفريقى الصينى والتعاون الأفريقى الروسى والتعاون الأفريقى اليابانى، كل هذا يصب فى مصلحة دول القارة الأفريقية ويدعم مسارات النمو فيها.
