قد تكون واحدة من أخطر الفترات في تاريخ البشرية| القوى الكبرى تتجه نحو حرب عالمية ثالثة

أوكرانيا البداية والهيمنة للأقوى
أوكرانيا البداية والهيمنة للأقوى

■ كتبت: دينا توفيق

حرب آخذة فى الاتساع.. ليست منطقة المحيطين الهندى والهادئ وأوكرانيا بؤرة التوتر الوحيدة التى تجمع القوى الكبرى فى العالم.. تتصاعد التوترات بين الغرب وخصومه، تهدد الحروب بالوكالة بالتطور إلى صراع مسلح أوسع.. والنخبة الأمريكية مستعدة للمخاطرة بحرب نووية؛ إذا لم تستطع قيادة العالم، فسوف تدمره.. لتثير التساؤلات هل بدأت الحرب العالمية الثالثة أم أنها استراتيجية وتلاعب أمريكى من أجل كسب مزيد من الوقت الذى تحتاجه لمحاصرة روسيا، ومواجهة الصين ومن ثم تحقق هدفها المتمثل فى الهيمنة أحادية القطب على كوكب الأرض.

■ فولوديمير زيلينسكي

في مايو 2022، ألقى ثعلب السياسة الخارجية الأمريكية «هنرى كيسنجر» خطابًا فى اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي فى دافوس بسويسرا، حيث حث إدارة الرئيس الأمريكى «جو بايدن» على السعى للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا يرضى الروس لأن مواصلة الحرب بعد هذه النقطة لن تكون متعلقة بحرية أوكرانيا ولكن حرب جديدة ضد روسيا نفسها. 

◄ كيسنجر: الصراع في أوكرانيا سيعيد هيكلة النظام العالمي

◄ موسكو وبكين في مرمى نيران إدارة بايدن

■ كيسنجر يتحدث فى المنتدى الاقتصادى العالمى

وعكس كيسنجر فى خطابه على تجربته فى التفاوض على الانفراج مع بكين فى السبعينيات القرن الماضي، مع الإشارة إلى أنه يجب التخفيف من حدة الجانب العدائى المحتمل للعلاقة بين الولايات المتحدة والصين ويجب متابعة المصالح المشتركة ودعمها. ويقول: «على الولايات المتحدة أن تدرك أن الكفاءة الاستراتيجية والتقنية للصين قد تطورت.

ويجب أن تكون المفاوضات الدبلوماسية حساسة ومستنيرة وتسعى إلى السلام». ولكن بعد الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكى «أنتوني بلينكين» إلى الصين، خرج بايدن عن أعصابه ووصف الرئيس الصينى «شى جين بينج» بأنه ديكتاتور. وبينما لاقى هذا استحسان المانحين الماليين الأمريكيين، فقد دمر مصداقية بلينكين مع الصينيين وأكد أسوأ شكوكهم بشأن نوايا الولايات المتحدة.

يحتاج القادة السياسيون الأمريكيون، بمن فيهم أولئك الموجودون فى إدارة بايدن والجمهـوريون، إلــى اتخـــــاذ خــــيـار تهـــــدئــة التعليقات الخطابية المليئة بالتهديد والوعيد أو الاستعداد لتدهور العلاقات مع الصين التى ستلحق أضرارًا جسيمة بالاقتصاد الأمريكى فى المستقبل المنظور. 

■ تخريب روسيا هدف أمريكى

كان كيسنجر من صقور الإدارات الأمريكية طوال حياته المهنية، حيث دعم تصعيد حربى كوريا وفيتنام، وفى عام 1957، نشر كتابًا برعاية مجلس العلاقات الخارجية بعنوان «الأسلحة النووية والسياسة الخارجية». وأثار كيسنجر سؤالاً فى ذلك الكتاب عما إذا كان الاتحاد السوفيتى «لم يكن لديه ما يخسره من حرب شاملة أكثر مما خسرناه».

وقال: «إن إحجام الولايات المتحدة المعلن عن المشاركة فى حرب شاملة أعطى الكتلة السوفيتية ميزة نفسية». وفى مقابلة أجراها كيسنجر مع مجلة «الإيكونوميست» البريطانية، أعرب عن قلقه العميق بشأن الوضع العالمى الحالي، وبشكل أكثر تحديدًا المواجهة المحتملة بين القوتين العظميين الحاليتين: الولايات المتحدة والصين. يعتقد كيسنجر أن «كلا الجانبين أقنع نفسه بأن الآخر يمثل خطرًا استراتيجيًا». توصلت بكين إلى استنتاج مفاده أن الولايات المتحدة ستفعل أى شيء لإبقاء الصين فى حالة هبوط ولن تعاملها أبدًا على قدم المساواة. وفى واشنطن، هناك اعتقاد بأن بكين تريد أن تحل محل الولايات المتحدة كزعيم عالمي. ينزعج كيسنجر بشكل خاص من المنافسة المتزايدة بين القوتين العظميين لكسب التفوق التكنولوجى والاقتصادي، ويخشى أن هذا التنافس سيغذيه الذكاء الاصطناعي. ويعتمد مصير البشرية على التعايش بين الولايات المتحدة والصين، وليس هناك الكثير من الوقت. نظرًا للتقدم السريع فى الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته العسكرية المحتملة، يقول إنه ليس أمامنا سوى خمس إلى عشر سنوات لإيجاد طريقة للتصالح مع بعضنا البعض.

■الأسلحة النووية والسياسة الخارجية

يرى كيسنجر أن الدبلوماسية الحازمة هى الطريقة الوحيدة لتجنب الصراع المدمر، وفقًا للمجلة البريطانية. ويعتقد كيسنجر أن بإمكانية إنشاء نظام عالمى على أساس القواعد التى يمكن أن تصادق عليها أوروبا والصين والهند. يمكن للمفاوضات بين القوتين العظميين أن تساعد فى بناء الثقة المتبادلة. ستؤدى هذه الثقة بعد ذلك إلى ضبط النفس من كلا الجانبين. 

ويعتقد كيسنجر أن التحريض الأمريكى على تايوان أمر غير حكيم لأن حربًا مثل حرب اليوم فى أوكرانيا ستدمر الجزيرة وتدمر الاقتصاد العالمي. ووفقًا لما نشره الصحفى الأمريكى «توماس ماهنكن» فى مقاله بعنوان «هل يمكن لأمريكا أن تنتصر فى حرب عالمية جديدة؟ ما الذى تتطلبه لهزيمة كل من الصين وروسيا» الصادر عن مجلة «فورين أفيرز». وأوضح ماهنكن فى مقاله قائلًا «يجب على الولايات المتحدة وحلفائها التخطيط لكيفية كسب الحروب فى وقت واحد فى آسيا وأوروبا، على الرغم من أن الاحتمال قد يبدو غير ممكن».

فيما يرى المحلل الجيوسياسى والخبير الاقتصادى السابق فى البنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية «بيتر كونيج»، أن واشنطن تريد تايوان لأسباب استراتيجية، للقواعد العسكرية الأمريكية التى يمكنهم بناؤها مباشرة أمام البر الرئيسى للصين ولأسباب تكنولوجية، وخاصة تكنولوجيا المعلومات. وأضاف قائلًا إنه لا يمكن لواشنطن أن تتحمل حرباً أخرى، لا مع الصين، لكن يمكنهم استفزازها، كما يفعلون مع روسيا عبر أوكرانيا. كل ما يحدث يرتبط بالمنتدى الاقتصادى العالمى (WEF) وجدول أعمال الأمم المتحدة 2030، والتى تتطابق بشكل أساسى مع إعادة التعيين الكبرى، هذه التى تحاول السيطرة على العالم فى حكومة نظام عالمى واحد، وتحقيق الأهداف وهى انخفاض كبير فى عدد السكان، والتحكم الكامل؛ من خلال رقمنة كل شيء، وما يسمى بالعملة الرقمية للبنك المركزى (CBDC) والتى من شأنها أن تضع قيودًا على جميع البشر من غير النخبة.

■ بيتر كونيج

وبحسب الصحفى والمحلل البرتغالى «دراجو بوسنيك»، لأكثر من عام، دأبت واشنطن العاصمة على ترديد الاتهامات بأن روسيا من المفترض أنها تخطط لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية فى أوكرانيا، الذى سيكون ذريعة مثالية لإيصال جهاز نووى إلى نظام كييف. لقد حاولت واشنطن تقويض قدرات الردع الاستراتيجى لموسكو وأظهرت أيضًا استعدادًا باردًا للتضحية بأتباعها والدول التابعة لها من خلال منحهم دورًا استراتيجيًا أكبر مما يمكنهم التعامل معه. 

لقد أدى جنون واشنطن فى شن حرب نووية إلى وصول الناتو إلى حدود روسيا، وأدى إلى الإطاحة بحكومات الأراضى السوفيتية السابقة واستخدامها ضد روسيا كما فى حالة أوكرانيا، وفى مجموعة متنوعة من الأعمال الاستفزازية والدعاية الحربية ضد روسيا ورئيسها. كما أن مستوى الدعاية الحربية ضد روسيا اليوم هو مستوى الدعاية ضد ألمانيا واليابان خلال الحرب العالمية الثانية.