أما قبل

بطولات من ع الدكة !

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

التتويج المبكر للأهلى ببطولة الدورى الممتاز الكروى؛ بقدر ما يحمل من جدارة كاملة، نتيجة الفوارق النقطية الواسعة بينه وأقرب منافسيه وحسم اللقب قبل خمس مباريات كاملة من انتهاء البطولة مع تفوق ملحوظ فيما سجله وما استقبله من أهداف، فإن هذه الجدارة تطرح سؤالا واضحا: لماذا هذا؟..

وكيف حدث؟
حتى تكون الفائدة عامة ويمكن أن تقدم الدرس لبقية أطراف الكرة المصرية خصوصا وهم مقبلون جميعا على موسم جديد كارثى بمعنى الكلمة نتيجة ما يشهده من ارتباطات مكثفة للمنتخبات والأندية داخليا وخارجيا بما يضع عامر حسين ومسئولى المسابقات فى مأزق حقيقى وصعب وهم يحاولون وضع جدول الموسم الجديد وأيضا للأندية التى تبحث عن وضع أفضل لها فى الموسم القادم..

الأهلى، ونتيجة لما حدث لفريقه فى الموسمين الأخيرين من إهلاك للاعبيه الذين تعرضوا لإجهاد كبير مع ضغط المباريات وتوالى المواسم، وهو ما كان جزءا من الأسباب التى أفقدته لقب البطولة التى يحمل أرقامها القياسية التاريخية، فطن لأصل المشكلة وكان القرار الصائب والمدروس من الكابتن محمود الخطيب رئيس النادى بوصفه المشرف على الكرة بمنح الفريق الأساسى راحة مبكرة مضحيا بعدد من مباريات الموسم الماضى بعدما فقد الأمل فى المنافسة على اللقب وأراح عضلات هؤلاء اللاعبين بفترة راحة كانوا قد اشتاقوا لها وحرموا منها طويلا.

واعتذر الأهلى بالتالى عن عدم المشاركة فى كأس رابطة الأندية والبطولة العربية فكان القرار الصائب كثيرا والذى جاءت نتيجته هذا الموسم واضحة تماما بما يبعث برسالة صريحة للجميع: العامل البدنى مهم جدا لتفعيل قوة أى فريق..

وبجانب هذا القرار الفارق كان لتعامل السويسرى مارسيل كولر دوره المؤثر فى استخدام أكبر عدد من لاعبى الفريق وتوزيع المجهود بينهم لدرجة لا يستطيع معها خبراء اللعبة تحديد من الأساسى ومن الاحتياطى فى فريق الأهلى طوال الموسم..

الأهلى وجد نفسه مضطرا دون تخطيط للمشاركة المفاجئة فى كأس العالم للأندية بالمغرب التى استضافت البطولة وهو ما أتاح للأهلى وصيف الوداد بطل أفريقيا فرصة المشاركة ونجح بطل مصر فى هذه المشاركة بدرجة جيدة لكنه ظل يخطط لدورى أبطال أفريقيا ليستعيد لقبه المعشوق لجماهيره وهو ما تمكن منه بعد تخطى كبار أندية القارة والعرب   تباعا: الرجاء والترجى والوداد ليستعيد بطل مصر لقب الأميرة بعد السوبر المحلى مرتين وليكمل كولر خماسيته هذا الموسم بالدورى مبكرا وعن جدارة واضحة.. ليه ؟!

كولر تمكن من استخدام معظم لاعبيه بوعى وحرص مدروس فكانت هذه البطولات من على دكة البدلاء وجاء إسهام كل اللاعبين واضحا ومؤثرا والجهد موزع بينهم بعدالة نسبيا..

بطولات من على الدكة تعطى لمدربى بقية الأندية درسا فى كيفية تفعيل قدرات جميع اللاعبين واستخدام البعض وفقا لطبيعة وظروف كل مباراة ومرحلة والمنافس فيها.. بل وكثيرا ما كان اللاعبون البدلاء بعد استدعائهم من على الدكة مؤثرين فى المباريات بل والبطولات..

استخدام الدكة ومن عليها. لم يكن اعتباطا لكنه مع هذا المدرب السويسرى الكفء والحاسم الباسم، جاء وفقا لقياسات علمية يتمكن بها ومن خلال شريحة توضع داخل ملابس كل لاعب أثناء المباريات والتدريبات تقيس ما يجريه من كيلومترات وما يبذله من جهد وما يفقده من طاقة وعرق ويؤشر هذا المقياس العلم لمدى وتوقيت استبدال اللاعب فى هذه المباراة بل وإراحته فى هذه الفترة..

قياسات علمية دقيقة. مكنت المدرب السويسرى بجانب كفاءته التكتيكية الواضحة وسماته الشخصية العادلة من استخدام كل لاعبيه دون تصنيف للاعب أساسى وآخر احتياطى أو كبير وصغير مع تمتع الفريق بأجواء داخلية فيها من الانضباط والحسم والعدل وفقا للائحة الفريق وإدارة سيد عبد الحفيظ مدير الكرة للدفة إداريا، فكان هذا التفوق الذى يحتاج للاستفادة منه.. لمن يريد!.