دراسات متضاربة حول بديل السكر الشهير| «الأسبرتام».. متهم بـ«السرطنة»

لا يفضل تناوله مع المشروبات الساخنة
لا يفضل تناوله مع المشروبات الساخنة

تحذير أطلقته الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أعلنت فيه عن أن «الأسبرتام» وهو أحد المُحليات الاصطناعية شيوعاً فى العالم يعد مادة مسرطنة محتملة، الأمر الذى أثار قلق المستهلكين الذين يعتمدون عليه بشكل أساسى فى التحلية بدون الحصول على سعرات حرارية عالية، الأمر الذى وضع الوكالة الدولية فى مأزق لمواجهة شركات صناعة الأغذية والجهات التنظيمية. «آخرساعة» تناقش الخطورة المتوقعة جراء استخدام الأسبرتام ومصير المنتجات الغذائية المعتمدة عليه.

يوضح الدكتور أحمد رمزي، استشارى طب المناطق الحارة والأمراض المتوطنة بجامعة عين شمس، أن الأسبرتام هو مُحلى اصطناعى تصل قدرته على التحلية لأكثر من 200 مرة من السكر العادى، بالتالى يستخدم منه كميات قليلة جدا للتحلية بدون سعرات حرارية.

لذا فهو يدخل فى تصنيع آلاف المنتجات الغذائية حول العالم ولعل أشهرها المياه الغازية عديمة السكر بأنواعها المختلفة. وبدأ استخدام الأسبرتام لأول مرة فى عام 1974 بعد الحصول على موافقة هيئة الأغذية والدواء الأمريكية، لكنه تم سحبه من الأسواق فى عام  1980 ثم عاد مرة أخرى للتداول حتى أصبح أكثر انتشارا على مر السنوات.

وفى أوائل الألفية الحالية أُجريت دراسة على الفئران وأصدرت توصيات بأن الأسبرتام يمكن أن يسبب السرطان، حينها حدث كثير من الانتقادات، وتم إجراء العديد من الدراسات الأخرى التى نقضت نتائج الأولى ليعود الأسبرتام وينتشر بقوة وبشكل أوسع مما كان عليه، وظل المعروف عن الأسبرتام أنه آمن تماما ولا يوجد منه أى خطورة على الصحة.

ولكن مؤخرا وتحديدا فى 14 يوليو الجارى، أصدرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، بحثا فى أحد أشهر المجلات العلمية العالمية عن السرطان «لانست» صنفت فيه الأسبرتام بأنه محتمل أن يكون مسرطنًا للإنسان بناء على مراجعة ما يصل لـ1300 دراسة منشورة عنه.

وتباينت ردود الفعل تجاه هذه الأخبار ولكن أغلب منظمات الأغذية فى مختلف الدول أبدت اعتراضها على هذا التعديل، حيث إن هناك العديد والعديد من التجارب والأبحاث فى السنوات السابقة التى تثبت سلامة وأمان الأسبرتام عند استخدامه فى الحدود الطبيعية الآمنة.

ويحذر الدكتور رمزى: يجب العلم بأن كل ما هو مصنع من المواد الغذائية يحتوى على نسبة من الخطورة على صحة الإنسان، والمشروبات الغازية لها مخاطر كثيرة جدا متعلقة بارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام وخلل الأملاح المعدنية بالجسم وليس فقط مرض السكر أو السرطان، ويعد الابتعاد عن المحليات الاصطناعية مثل الأسبرتام وغيرها أفضل وأكثر أمانا لصحة الإنسان، وفى حالات الريجيم يفضل عدم الاستعانة بالمحليات الاصطناعية من الأصل مع تقليل كمية السكر والحلويات للتعود على طعم الأكل بدون تحلية، وهو الأفضل على المدى البعيد مما لا يسبب انتكاسات وعودة الوزن للارتفاع مرة أخرى، وأخيرا القاعدة الذهبية مع أى مادة غذائية هى الأكل والشرب بدون إسراف.

◄ لا داعى للقلق
فيما يؤكد الدكتور أحمد البسطويسي، أستاذ طب الأورام بالمعهد القومى للأورام بجامعة القاهرة، رئيس المؤسسة المتخصصة للأورام، أنه لا داعىٍ للقلق الزائد من استخدام الأسبرتام، خاصة أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان صنفته ضمن المجموعة 2- باء مما يعبر عن عدم خطورة الأسبرتام فى ذاته، وإنما يعبر عن مستوى الأدلة المتاحة التى لم تؤكد خطورته بأدلة قاطعة، كما أن الحد الآمن المسموح به يعد نسبة متناسبة جدا مع الاستخدام اليومى.

مشيرا إلى أن استخدام مصطلح مسرطن قد يتسبب فى تضليل كثير من المواطنين الذين قد يمتنعون عن تناول الأسبرتام ويستبدلونه بالسكر الطبيعى الذى قد يشكل خطورة أكبر على صحتهم ويجعلهم أكثر عرضة لأمراض أخرى. لذا يجب الاعتدال فى تناوله لتجنب أى أضرار مثله مثل بقية المنتجات والأطعمة.

◄ مشكلات أخرى
فى السياق، يُعرِّف الدكتور حمدى شعبان، أستاذ بقسم الكيمياء مكسبات الطعم والرائحة بالمركز القومى للبحوث، استشارى دولى نظم الجودة وسلامة الغذاء، أن الأسبرتام هو حمض أمينى يتم تصنيعه كيميائيا لإنتاج السكر بدون سعرات حرارية، وتكمن مشكلته عندما تتحلل مكوناته بالجسم فينتج عنه 3 مركبات رئيسية وهو الفينيل ألانين والأسبارتاميد والأسبارتيك أسيد، فالمادة الأولى لا يجب أن تعطى لمن يعانون من اضطراب الفينيل كيتون يوريا حيث من الممكن أن تؤدى إلى تلف الدماغ والجهاز العصبى، علما بأن الأسبرتام يتحلل بالحرارة مما يجعله غير مناسب للمشروبات الساخنة والطهى، كما أن هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من ردود فعل تحسسية تجاه الأسبرتام مثل الطفح الجلدى والصداع والغثيان.

وأوضح: جميع المحليات الاصطناعية لا تعد آمنة تماما ولا ضارة بالدرجة التى تثير القلق، لذا يجب الالتزام بالمعايير التى أقرتها المنظمات الدولية لتجنب أى ضرر منها، واستشارة الطبيب قبل الإقدام على تناولها لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة أولا.

◄ البدائل
وتابع: هناك محليات عدة بديلة للأسبرتام يمكن استخلاصها بشكل طبيعى لكنها لا تعد مناسبة لجميع الفئات نظرا لارتفاع أسعارها، فمن المتعارف عليه أن استخلاص المواد الغذائية من الأطعمة الطبيعية مكلف بنسبة أكبر وينتج كميات أقل، ومن أشهر هذه البدائل نبات الأستيفيا الذى يكثر انتشاره فى البرازيل ويتم استخلاص السكر الطبيعى من أوراقه بدون سعرات حرارية عالية.