نقطة نظام

اقتراح.. لو يتبناه الأزهر

مديحة عزب
مديحة عزب

فى كل عام تهل فيه بشاير موسم الحج ويحظى فيه زوار البيت الحرام بأداء الفريضة، نجد على الجانب الآخر أضعافهم من المشتاقين الذين حُرموا من أدائها بسبب ضيق ذات اليد، فدخلهم الشهرى لا يمكنهم إلا من تلبية احتياجاتهم والتزاماتهم الأسرية بالكاد وليس أمامهم إلا الاستغراق فى مشاعر الحسرة والتمنى.. من أجل هؤلاء المشتاقين يقدم القارئ الأستاذ شريف عبد القادر محمد اقتراحا إيجابيا جدا لو حظى بموافقة مشيخة الأزهر ورعايتها سيستطيع كل راغبٍ فى أداء الفريضة الوفاء بها حتى ولو كانت ظروفه المادية الصعبة تحول دون ذلك..

يقول الأستاذ شريف فى رسالته «فى أحد أيام أوائل سبعينيات القرن الماضى، التقيت بوالدة صديق لى عائدة قبل أيام من رحلة الحج، وتجتر ذكريات سابقة عن الرحلة التعبدية، وذكرت أن المطوفين السعوديين كانوا يأتون لمصر ويعرضون مميزات خدماتهم فى الحج للفوز بأكبر عدد ممن ينتوون الحج، فى هذا الوقت كان المصريون هم الأغلبية العظمى على مستوى العالم ممن يؤدون الحج والعمرة سنوياً، ومع مرور السنين التحقت بالعمل فى شركة سياحة عريقة بقسم السياحة الدينية، وكانت نسبة راغبى العمرة والحج وخاصة أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات كبيرة جداً، وأيضا كانت الأسعار معقولة، فى هذا الوقت أيضا كان متاحاً ما يُعرف بتأشيرة وتذكرة حيث كان بعض المعتمرين والحجاج المصريين يفضلون السفر والإقامة والانتقالات هناك بمعرفتهم، وبعضهم لهم أقارب يعملون هناك ويستضيفونهم، ومع مرور السنين أصبحت رحلات العمرة والحج شاملة الإقامة، وتم إلغاء نظام «التأشيرة والتذكرة»، وظل المصريون يحرصون على أداء الحج والعمرة، ومنهم من كان يحرص على توفير المال بقصد أداء الفريضة سنوياً، ومن المعروف أن المصريين من أكثر الجاليات عدداً ولا يهابون السفر لأداء العمرة أو الحج فى أصعب الظروف حتى ولو كانت هناك نزاعات عسكرية أو أزمات سياسية فى دولة ما، مثلما حدث خلال حرب العراق وإيران أو غزو العراق للكويت أو حرب تحرير الكويت وغزو أمريكا للعراق، ففى تلك الفترات امتنع رعايا دول كثيرة فى العالم عن السفر لأداء الحج والعمرة فضلا عن رعايا هذه الدول بعينها والتى كانت مسرحاً للأحداث الدامية..

وسارت الأحوال بالمصريين على هذا النهج حتى السنوات الأخيرة فقط، فقد ارتفعت نفقات الحج والعمرة بشكل خيالى وفوق طاقة الملايين حتى من كان منهم من بإمكانه أداؤها فى الماضى بسهولة ويسر، ناهيك بطبيعة الحال عن النسبة الكبيرة من المصريين الذين فقدوا الأمل تماما فى أدائها، ولذلك أقترح فكرة تسهم فى تمكين هذه الفئة على وجه الخصوص من القيام بالفرض أو النافلة، والفكرة باختصار هى أن يُخصص حساب بنكى يتبع فضيلة شيخ الأزهر الشريف شخصياً ويضع فيه كل من يتمنى الحج مبلغا بسيطا محددا شهرياً طيلة حياته، ولو افترضنا مشاركة مليون مواطن فى هذا الحساب فسوف تكون لدينا الحصيلة الكافية لإعانة كثيرين على أداء الفريضة سنوياً شاملة كافة التكاليف من طيران وإقامة وإطعام وانتقالات داخلية، على أن يتم اختيارهم بإجراء قرعة علنية..

ويكون من ضمن البنود أيضا أن يلتزم من فاز فى القرعة بسداد المبلغ شهرياً طوال حياته دون تكرار مشاركته فى القرعة مستقبلاً لإتاحة الفرصة لغيره ممن لا يزال فى الانتظار..

وبطبيعة الحال لن تقوم للفكرة قائمة إلا إذا حظيت بقبول فضيلة شيخ الأزهر ووافق على أن يكون الحساب البنكى تحت إشرافه شخصيا وعددٍ من مساعديه ذوى الكفاءة، وفى هذا الصدد ليت السلطات المختصة فى المملكة السعودية الشقيقة تستثنى هذه التأشيرات الخاصة بهذا المقترح من العدد الإجمالى من التأشيرات الممنوحة لمصر سواء كانت تخص وزارة الداخلية أو السياحة أو التضامن..
ما قل ودل:

أى حد مستنى منى حاجة يستعوض ربنا فيها أنا يدوب شوية الطاقة اللى عندى على قد التنفس..