انفراد| الاعترافات الكاملة للمتهمات من نساء داعش بحيثيات «خلية المنيا الإرهابية»

المستشار محمد السعيد الشربينى رئيس المحكمة
المستشار محمد السعيد الشربينى رئيس المحكمة

تنفرد «بوابة أخبار اليوم» بنشر الاعترافات الكاملة للمتهمات من نساء داعش بتحقيقات النيابة العامة الواردة بحيثيات حكم محكمة جنايات القاهرة، الدائرة الأولى جنائي بدر، المنعقدة بمقر مأمورية استئناف بدر، بقضية «خلية المنيا الإرهابية»،  بالإعدام لـ4 إرهابيين والسجن المشدد 15 سنة لـ5 آخرين، والسجن 3 سنوات لأخرى وإدراج المتهمين وكيان داعش على قوائم الإرهابيين، وحل الجماعة الإرهابية، وإغلاق مقارها في الداخل والخارج.

صدرت حيثيات الحكم برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينـي، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين عصام علي أبو العلا ومحمود محمد زيدان، الرئيسين بمحكمة استئناف القاهرة، وبحضور حسين عامـر وكيل النيابة، وأمانة سر ممدوح عبد الرشيد.

تكفيرالنظام القائم بالبلاد

كشفت المحكمة في حيثيات حكمها عن الاعترافات الكاملة للمتهمات فأقرت المتهمة الخامسة / ياسمين أحمد محمد صبحي أنها انضمت للجماعة المسماة "ولاية سيناء" التابعة للجماعة المسماة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" والتي تعتنق الفكر القائم على تكفير النظام القائم بالبلاد وكذا أفراد القوات المسلحة والشرطة، وأنها بدعوى من المدعوة نجلاء محمود عفيفي (المتهمة السادسة) تسللت رفقتها ورفقة كل من أية حسن أبو السعود (المتهمة السابعة)، وأسماء عبد الباسط محمد (المتهمة الثامنة)، إلى دولة السودان حيث ألتقوا بمجموعة من أفراد هذه الجماعة، حينها تزوجت أحد أعضاء الجماعة وهو محمود جمال عبد المنعم المكنى "أبو البراء" (المتهم الثاني ــــ هارب)، وأن الأخير شارك في تنفيذ عمليات بالصحراء الغربية باستخدام سلاح ألي.

الديمقراطية حرام شرعاً

وفي تفصيلات ذلك قررت أنها تزوجت في سن الخامسة عشر ممن يدعى وجدي محمد وجدي الجندي وأنجبت منه أبنها أحمد، وأن سبب زواجها مبكراً أن والدها لم يكن على قناعة تامة بتعليم الفتايات فضلاً عن كونه كان محبوساً على ذمة القضية 423 لسنة 2014 أمن دولة بتهمة الانضمام إلى جماعة أنصار بيت المقدس، وحال مداومتهم على زيارة والدها بسجن العقرب تعرفت على نجلاء محمود عفيفي (المتهمة السادسة) التي كانت تتردد على نفس السجن لزيارة زوجها محمد عبد الحميد المحبوس على ذمة قضية سياسية، وبدأت العلاقة بينهما تتطور في الحديث عن الأمور الحياتية بما في ذلك خلافاتها الزوجية ــــ التي انتهت لاحقاً بالطلاق، وكانت المتهمة نجلاء عفيفي تسدي لها النصح والإرشاد حيث كان يبدو على مظهرها التدين والالتزام، وتطرق الحديث بينهما عن الوضع القائم في البلاد والتي وصفته نجلاء عفيفي بأنه لا يطبق الشريعة الإسلامية، ويسمح بعرض المسلسلات والعري، وأن الانتخابات والديمقراطية حرام شرعاً لأن الله سبحانه وتعالى هو مصدر السلطات وليس البشر.

وعقب طلاقها بدأت نجلاء عفيفي تحدثها عن أفكار جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، وتحاول أن تقنعها بأفكارهم وتوصفهم لها بأنهم موحدين لله وملتزمين بتعاليمه وأنهم على المنهج الصحيح ولابد للشباب جميعاً أن يحتذوا بحذوهم، كما كانت تنشر على حسابها على الفيس بوك المسمى "أم حسن سبانخ" بوستات تتضمن تلك الأفكار، ولأن نجلاء كانت عندها من الأصدقاء فقد كانت تشاهد ما تنشره من حسابها المسمى "ياسوا صبحي".

ورشحت لها المتهمة نجلاء زوجاً ملتزم دينياً وسيرعى لها أبنها وأنه يقيم في مدينة أسوان، وأخبرتها أن ولايتها أصبحت بيدها فلا حاجة لموافقة أهلها على الزواج كونها (سيب) سبق لها الزواج من قبل، فوافقت على ذلك رغم معارضة أمها التي رفضت الأمر، إلا أنها لم تعير لرفضها اهتمام وأصرت على قرارها.

وأضافت أن نجلاء عفيفي أخبرتها بأنها سيرافقها في السفر فتاتين أخريين للزواج في أسوان أيضاً، وأن ذلك بمثابة الخروج في سبيل الله، ثم أضافتها في جروب على التليجرام يضم هذه المجموعة التي تنتوي السفر، فتعرفت من خلال ذلك الجروب على أسماء عبد الباسط (المتهمة الثامنة)، وهي من مدينة بني سويف ولها شقيق يدعى حذيفة محبوس على ذمة أحد القضايا، وكانت ستسافر إلى أسوان للزواج من صديق شقيقها ويدعى محمود شعبان (المتهم الثالث)، أما الثانية فكانت أية حسين أبو السعود (المتهمة السابعة)، وهي من مدينة بني سويف أيضاً ولم يسبق لهما الزواج وسافرا بدون علم أهلهما.

الرؤية الشرعية للتعارف والتزاوج    

وتوجهوا جميعاً إلى مدينة كوم أمبو بأسوان مستقلين القطار المؤدي لذلك، وعند وصولهم فوجئوا بأن الأزواج يقيمون في السودان، فسافروا إليهم بواسطة أحدى السيارات نصف النقل عبر الدروب الصحراوية في رحلة استغرقت ثلاث ليال (أربعة أيام) بمعرفة دليل يدعى "حميدتي"، وقبل بدء الرحلة قام السائق ويدعى "أحمد" بتغير لوحات السيارة المعدنية، وظلوا هكذا حتى وصلوا قرية بربر السودانية ومنها إلى مدينة الخرطوم حيث منزل من يدعى "أحمد أبو هاجر" والذي تمت في بيته الرؤية الشرعية للتعارف والتزاوج، وأخبرتهم المتهمة نجلاء بان من سيتزوجون هم أعضاء في الدولة الإسلامية ويعملون فيما يُسمى "الحسبة" وهي أن يأمرون الناس بالمعروف وينهوهم عن المنكر.

وقد أسفرت الرؤية الشرعية ــــ التي تمت في جزء منها بنظام الاقتراع بين الأزواج فيمن وعلى من تبدء الرؤية ــــ بخلاف أسماء عبد الباسط (المتهمة الثامنة) والتي عقدت وجهتها على الزواج من محمود شعبان (المتهم الثالث) وعلمت أنه مصري الجنسية من محافظة بني سويف وكنيته "طلحة"، أما آية حسن (المتهمة السابعة) فتزوجت من شخص يُعرف باسم/ عثمان وكنيته "أبو محمد" والذي تبين أثناء التحقيقات أن أسمه الحقيقي "عزت" (المتهم الأول) ومن محافظة الشرقية، بينما وقع نصيب المتهمة الماثلة في الزواج من محمود جمال وكنيته "أبو البراء" (المتهم الثاني)، وتم الزواج بدون أوراق أو عقود رسمية، اكتفاء بالقول الشفهي وحضور الشهود.

يحملون الأسلحة الألية

وأضافت أنه منذ اليوم الأول للزواج أخبرها زوجها أبو البراء (المتهم الثاني) أنه عضو في مجموعة تابعة لولاية سيناء التابعة لدولة الإسلام في العراق والشام، ومعه عضو أخر يدعى عبد الرحمن، وأن أمير هذه المجموعة والذي يعطي الأوامر فيها هو عزت المكنى "أبو محمد" (المتهم الأول)، أما نائب المجموعة فهو محمود شعبان المكنى طلحة (المتهم الثالث)، وأن المجموعة يتم تمويلها بالمال من ولاية سيناء، وأعضاء المجموعة يحملون الأسلحة الألية، وأهدافها أنها تنفذ عمليات لصالح الولاية في الصحراء الغربية في مصر، وأن الدخول للمجموعة يكون عن طريق مبايعة أمير المجموعة "أبو محمد" ، وأمير الدولة الإسلامية في العراق والشام.

 واسترسلت بأن زوجها "أبو البراء" حكى لها قصته منذ بدايتها بأنه كان ضمن أربعة أصدقاء من الشرقية حيث أقنعهم أحدهم ويدعى "أبو حفص" بفكر ولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية ــــ داعش ــــ الذي يُكفر النظام في مصر وكذا الجيش والشرطة، وأن لازم ذلك هو قتالهم، وبعد اقتناعهم بفكر الولاية قام بضمهم لمجموعة مكونة من ثمانية وعشرون شخصاً في الصحراء الغربية للقيام بعمليات ضد الجيش والشرطة، إلا أنه قد حصل قصف عليهم من الجيش فماتوا جميعهم إلا هو وطلحة (المتهم الثالث) وأبو محمد (المتهم الأول)، وأنهم منذ ذلك الحين كونوا مجموعتهم وظلوا فترة في الصحراء الغربية بعدها هربوا إلى السودان، وأضافت أن أبو البراء أخبرها بقيامهم بارتكاب عمليتين نفذوها قبل هروبهم للسودان، الأولى:- هي قيام أبو طلحة (المتهم الثالث) بقتل حارس أحد المزارع في الصحراء الغربية كونه كان فرداً أو ضابطاً متقاعداً في الجيش المصري، وإن كان ذلك قد جرى على خلاف رأي زوجها أبو البراء الذي أنكر عليه هذا التصرف بدعوى أن هذا الشخص قد ترك الخدمة بالجيش، الثانية:- قيامهم باستيقاف أتوبيس يقل مسيحيين وسرقة أغراضهم.

وأضافت أنه بعد زواجها من أبو البراء اعتبرت نفسها منضمة لولاية سيناء من خلال زوجها، كذلك الحال بالنسبة لأسماء عبد الباسط وآية حسن، وخلال فترة الزواج كان الأمير أبو محمد (المتهم الأول)هو المكلف بإحضار الأموال التي ينفقوها على أنفسهم وكان يجلبها من ولاية سيناء.

وخرج كل من زوجها وطلحة وأبو محمد وعبد الرحمن في عملية بالصحراء الغربية في مصر حيث كان يحمل زوجها وطلحة بنادق ألية، بينما حمل أبو محمد سلاح رشاش له ثلاث أرجل يثبت عليهم، وكان كل منهم يحمل سلاحه في بيته مثل زوجها أبو البراء الذي كان يضع سلاحه الألي في غرفة النوم أعلى الدولاب، وفي تلك الأثناء حضرت المتهمة نجلاء محمود للإقامة معهم لأنها تزوجت من عبد الرحمن عضو المجموعة (المتهم الرابع) قبل خمسة عشر يوماً من خروجهم لهذه العملية التي ظلوا فيها ما يقرب من شهر، بعدها عادوا بدون عبد الرحمن حيث عللوا ذلك بأنه تم أسره من الأمن المصري.

واستطردت بأن هذه الفترة شهدت مشاكل في التمويل الذي كانت ترسله لهم ولاية سيناء وقلت قيمته مما دعا زوجها أن يعمل في نقل من يرغب الانضمام للتنظيم من السودان إلى دولة ليبيا حتى قام بنقض البيعة وترك المجموعة.

وأضافت أنها عادت للتواصل مع والدتها وشقيقتها حبيبة لأن صديق زوجها وأبن صاحب العقار الذي انتقلوا للإقامة به عرض عليها الزواج من شقيقتها حبيبة (المتهمة العاشرة) التي تواصلت معه ويدعى محمد أسامة حتى قررا الارتباط، عندئذاً وافقت والدتها أن تحضر هي وأشقائها جميعاً للعيش في السودان، وبالفعل تمكنوا بمساعدة البعض من الوصول عبر الطريق البري، وأتمت شقيقتها حبيبة الزواج، وظلوا كذلك حتى تم القبض عليهم.

يهاجرن في سبيل الله

وأضافت الحيثيات أن المتهمة السابعة / آية حسن عبد السلام أبو السعود أقرت بالتحقيقات أنها انضمت إلى ولاية سيناء واعتنقت فكرهم، وهو الجهاد في سبيل الله ومحاربة الكفار غير المسلمين والجيش والشرطة، ابتغاء وجه الله وتطبيق شرعه، كما إن شقيقها إبراهيم حسن عبد السلام كان يعتنق ذات الفكر وتم القبض عليه على ذمة قضية انضمام إلى داعش، وبدأت تدخل على مواقع الإنترنت ومشاهدة فيديوهات لتنظيم الدولة الإسلامية، كما دخلت على تطبيق التليجرام للتعرف على أناس تعتنق ذات الفكر، حيث تعرفت على نجلاء محمود عفيفي وشهرتها أم مصطفى (المتهمة السادسة) والتي أخبرتها بأن لديها ولدين محبوسينعلى ذمة قضية انضمام لداعش، كم تعرفت أيضاً على أسماء عبد الباسط محمد وشهرتها أم حور (المتهمة الثامنة)، وكذا ياسمين أحمد محمد صبحي وشهرتها أم البراء (المتهمة الخامسة)، وبدأن يتبادلن أفكار التنظيم، حتى طرحت عليهن نجلاء (المتهمة السادسة) فكرة "الخروج" ومعناها أنهن يهاجرن في سبيل الله وينتقلن للعيش مع المجاهدين والزواج منهم، وكانت حجتها أنهن يتوجهن إلى مكان يحمل قاطنيه نفس الفكر حتى يرضى الله عليهن، وكانت نجلاء تحكي لهن أن هناك صديق لولديها كان محبوساً معهما وخرج من محبسه يدعى محمود شعبان حركي طلخة (المتهم الثالث) وهو منضم لولاية سيناء، وبعد خروجه كان يتواصل معها على التليجرام، وهو صاحب فكرة الخروج، وأنه أخبرها أيضا بأن شقيق المتهمة أسماء ويدعى حذيفة قد أوصى قبل موته (من قصف القوات المصرية له ولأخرين في الصحراء) أن يتزوج من أسماء عبد الباسط.

وأضافت أنهن قررن السفر بدون علم أهلهن، حيث توجت بصحبة كل من أسماء عبد الباسط ونجلاء محمود عفيفي إلى بيت ياسمين صبحي (المتهمة الخامسة) بمدينة العبور، حيث التقين بوالدة ياسمين وتدعى فاطمة حمدي محمد (المتهمة التاسعة) والتي تعتنق هي ونجلتها ياسمين نفس الفكر، وبعد قضاء ليلة واحدة اصطحبتهن فاطمة حمدي إلى محطة أتوبيس العبور وتركتهم، ثم توجهن هن إلى القطار الذي أقلهن إلى مدينة أسوان ومن بعده إلى منزل المهرب ويدعى حميدة الذي جهز لهن سيارة نصف نقل ليستقلوها إلى دولة السودان التي استغرق السفر إليها ثلاثة أيام قضوها عبر الدروب الصحراوية  حتى وصلوا إلى مدينة بربر السودانية، ثم إلى منطقة جبرة بمدينة الخرطوم.

واستطردت بأن القرعة أوقعت نصيبها في الزواج من أبو محمد (المتهم الأول)، وأقاموا في عقار مملوك لحمادة أسامة وزوجته حبيبة أحمد محمد (المتهمة العاشرة) ولها نفس الفكر، أما أم مصطفى (المتهمة نجلاء محمود عفيفي) فبعد طلاقها من زوجها المحبوس تزوجت من أحد المجاهدين يدعى عبد الرحمن (المتهم الرابع)، وظلت مقيمة معه في الخرطوم حتى تم القبض عليه من الأمن المصري، بعدها سافرت إلى دولة ليبيا للزواج من مجاهد أخر يدعى أبو عبد الله، وعندما توفى من جراء قصفه من الأمن الليبي تم القبض على أم مصطفى، وعلموا ذلك من خلال نشر جواز سفرها على النت.

يستخدمون فيها الأسلحة النارية

وأضافت أنها بعد زواجها علمت أن صحة أسم زوجها هو عزت محمد حسن وشهرته عزت الأحمر (المتهم الأول)، وهو أمير مجموعة تابعة لولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، وهذه المجموعة مكونة من مجموعة من المصريين وهم محمود جمال حركي أبو البراء (المتهم الثاني)، ومحمود شعبان حركي طلحة (المتهم الثالث)، وعبد الرحمن (المتهم الرابع) زوج أم مصطفى (المتهمة السادسة)، وشخص صومالي الجنسية يدعى عثمان وأخرين، وأن هدفهم هو الجهاد لتطبيق شرع الله، لذا فإنهم يقومون بتنفيذ عمليات ضد القوات المصرية والليبية يستخدمون فيها الأسلحة النارية عبارة عن البنادق الألية والمسدسات والأحزمة الناسفة، وأضافت أنها شاهدت بندقية ألية وحزام ناسف مع زوجها وكان يحتفظ بهما في المنزل، وخلال الفترة من 2019 وحتى تم القبض عليها في 28/ 9/ 2021 لاحظت أنهم نفذوا ما يقرب من خمس عمليات جميعها في ليبيا عدا واحدة كانت في مصر حيث تم إلقاء القبض على عبد الرحمن من الأمن المصري غير أنها علمت بعد القبض عليها أن زوجها نفذ العديد من العمليات في مصر.

وأضافت أنه في عام 2020 حضرت فاطمة حمدي محمد (المتهمة التاسعة) والدة ياسمين عن طريق التهريب من البحر، وأقامت في نفس العقار.

وأنهت قولها بأنه تم القبض عليها في 28/ 9/ 2021 وفي ذلك اليوم حضر لها زوجها وقرر لها أن محمود جمال انفصل عن المجموعة لخلافات مع محمود شعبان "طلحة" وذلك بسبب الماديات، لأن تمويل المجموعة كان يأتي من قيادات ولاية سيناء، وكان المسئول عنها زوجها عزت الأحمر، وكانت هناك مبالغ مالية شهرية كان يقوم بدفعها هو لأعضاء المجموعة، لذا كان من الضروري تغيير محل الإقامة، خاصة بعد قيام المخابرات السودانية بالقبض على أبو هاجر (أحد المقربين والمتواصلين مع المجموعة)، إلا أنه وحال الاستعداد للرحيل فوجئوا بحضر الأمن السوداني للشقة سكنهم قبل تركها، فقام كل من عزت ومحمود شعبان باستخدام السلاح الناري خاصتهما وأسفر عن قتل الأمن السوداني، وهرعوا جميعاً مستقلين سيارة ميكروباص إلا أنه تم القبض عليها وأسماء عبد الباسط وتمكن أزواجهما من الهرب.

وأكدت الحيثيات أن المتهمة الثامنة / أسماء عبد الباسط محمد أحمد أقرت أنها تعتنق فكر تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم داعش، القائم على الجهاد في سبيل الله ومحاربة الكفار غير المسلمين والجيش والشرطة وتطبيق شرع الله، عندما بدأت تتواصل مع نجلاء عفيفي "أم مصطفى" (المتهمة السادسة) وهي منضمة لتنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم داعش، والتي تعرفت عليها عن طريق شقيقها حذيفة عبد الباسط الذي يعتنق هو الأخر نفس الفكر، وكان لها ولدين محبوسين مع شقيقها في نفس السجن. وأضافت أنه كان يتم التحاور بينها وبين أم مصطفى من خلال برنامج التليجرام الأكثر أماناً، وأخبرتها أن شقيقها قبل موته في الصحراء (وكان ذلك بعد خروجه من محبسه) كان قد أوصى بضرورة زواجها من صديقه محمود شعبان (المتهم الثالث) المنضم لتنظيم داعش والذي كان محبوساً معه في نفس السجن، والذي يقيم خارج مصر دون أن تذكر لها البلدة محل إقامته.

وأضافت أنها توجهت لتحكي ذلك لقريبتها آية حسن عبد السلام (المتهمة السابعة) والتي تعتنق فكر تنظيم داعش، وأن بيتها جميعه يعتنق ذات الفكر، وأن شقيقها إبراهيم محبوس على ذمة قضية سياسية، وبعد قرابة أسبوع عندما بدأت تقتنع بالفكرة طلبت من أم مصطفى أن تأخذ قريبتها آية عبد السلام معها، فقامت أم مصطفى بإنشاء جروب على التليجرام باسم "رفقاء الدرب" ضمتها فيه هي وآية عبد السلام وأخرى تدعى ياسمين أحمد محمد صبحي (المتهمة الخامسة)، وبدأت نجلاء عفيفي "أم مصطفى"  تقنعهم بأفكار التنظيم وطرحت عليهم فكرة "الخروج"، ومعناها الهجرة في سبيل الله والانتقال للعيش مع المجاهدين والزواج منهم، وأخبرتها على الخاص بأنها ستتزوج من محمود شعبان حركي طلحة (المتهم الثالث) امتثالاً للوصية التي أوصى بها شقيقي.

واسترسلت أنها اتفقت مع آية حسن على السفر بدون علم أهلهما، فخرجا وكانت أم مصطفى تنتظرهما في أخر محطة في مترو رمسيس، ثم توجهوا لمنزل ياسمين أحمد مصطفى في العبور وهناك التقين بأم ياسمين وتدعى فاطمة (المتهمة التاسعة) والتي تقتنع نفس الفكر وأن زوجها (والد المتهمة ياسمين) محبوس على ذمة قضية انضمام إلى داعش، وقضين ليلة واحدة بعدها اصطحبتهن فاطمة (هي ونجلاء وياسمين وآية) إلى محطة أتوبيس العبور ليركبن منها القطار المسافر إلى أسوان، وعقب وصولهن مدينة أسوان توجهن إلى بيت أحد المهربين ويدعى حميدة والذي جهز لهن سيارة نصف نقل للسفر إلى منطقة غير معلومة، وحال سيرهم رفقة المهرب وسائق السيارة في الصحراء لمدة ثلاثة أيام أخبرتها أم مصطفى أنهم متجهين إلى السودان، حيث وصلوا إلى مدينة أسمها حلفة السودانية ثم إلى مدينة الخرطوم ومنها إلى بيت شخص أسمه الحركي أبو هاجر في منطقة "جبرة" بالخرطوم، واستقروا عنده حتى حضر المجاهدين للزواج من ياسمين صبحي وآية حسن، أما هي فكان أمرها محسوم للزواج من محمود شعبان (المتهم الثالث).

وبعد إجراء القرعة وقعت آية من نصيب عزت محمد حسن حركي أبو محمد وعزت الأحمر (المتهم الأول)، بينما وقعت ياسمين من نصيب محمود جمال حركي أبو البراء (المتهم الثاني) وتم الزواج بدون أية أوراق رسمية ولكن كان في حضرة شهود، وبعد الزواج توجهوا جميعاً للإقامة في عقار يملكه شخص يدعى محمد أسامة سوداني الجنسية والذي تزوج من حبيبة أحمد محمد صبحي (المتهمة العاشرة) وهي شقيقة ياسمين صبحي، أما أم صبحي فتوجهت للإقامة في مكان أخر حتى انفصلت عن زوجها المحبوس وتزوجت من أحد المجاهدين ويدعى عبد الرحمن (المتهم الرابع) وظلت معه حتى تم القبض عليه من الأمن المصري، فسافرت إلى ليبيا للزواج من أحد المجاهدين، وتناهى إلى سمعها أنه تم القبض على أم مصطفى في دولة ليبيا.

وأضافت بأنها علمت من زوجها محمود شعبان (المتهم الثالث) أنه منضم لتنظيم ولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأنه منضم إلى مجموعة أميرها عزت الأحمر، والمجموعة تضم بعضاً من المصريين وهم عبد الرحمن زوج أم مصطفى، وأبو البراء (زوجها)، وأبو فاطمة، وصلاح محمد حسن، وأخر صومالي الجنسية أسمه عثمان، وهذه المجموعة تهدف إلى تطبيق شرع الله عن طريق الجهاد في سبيله، وتنفيذ عمليات ضد الجيش والشرطة المصرية والليبية مستخدمين في ذلك البنادق الألية والمسدسات والأحزمة الناسفة، وأضافت أنها شاهدت مع حزام ناسف كان مع عزت الأحمر عندما كان عندهم في منزلهم، وشاهدت أسلحة كثيرة في شقة "آية" عبارة عن بنادق ألية.

وخلال فترة إقامتها مع زوجها وحتى تاريخ القبض عليها قام زوجها والمجموعة التي ينتمي إليها بتنفيذ ما يقرب من خمسة عمليات، حيث كان يخبرها زوجها أنه عنده "طالعة" وهي تعني أنه خرج ليجاهد في سبيل الله ضد القوات المصرية أو الليبية، وكانت تستمر فترة الخروج الواحدة ما يقرب من شهر أو أكثر، ولم يخبرها زوجها عن أحداث ذلك أو مكان التنفيذ، سوى مرة واحدة علمت أن العملية تم تنفيذها في مصر وذلك عندما علمت أن عبد الرحمن زوج أم مصطفى تم أسره على يد الأمن المصري، وأنه حضرت فاطمة حمدي محمد (المتهمة التاسعة) والدة ياسمين عن طريق التهريب من البحر، وأقامت في شقة في نفس العقار.

وأوضحت الحيثيات أن المتهمة التاسعة فاطمة حمدي محمد رفاعي أنكرت ما نسب إليها من إتهام، وقررت أنها تزوجت من أحمد محمد صبحي فرحات في سن أربعة عشر عاماً، وقد تم القبض على زوجها نظراً لكون أبناء شقيقه كانوا متهمين بالانضمام إلى جماعة إرهابية أسمها "أنصار بيت المقدس" ومنذ ذلك الحين وهو محبوس على ذمة القضية حتى صدر ضده حكم بالسجن لمدة عشر سنوات.

وأضافت أنها تعرفت على نجلاء عفيفي (المتهمة السادسة الهاربة) حيث تزامن محاكمة زوجها مع محاكمة زوج نجلاء عفيفي على ذمة قضية باسم "أنصار الشريعة" ، عندئذاً قالت لنجلتها ياسمين (المتهمة الخامسة) أن لديها عريس يرغب في الزواج من سيدة متدينة، وهو مقيم في أسوان، وبالفعل سافرت وانقطعت أخبارها لمدة ستة أيام حتى قامت بالاتصال بها عبر الماسنجر وأخبرتها أنها سافرت إلى دولة السودان تهريب عن طريق الحدود وأنها تزوجت من محمود جمال وشهرته أبو البراء (المتهم الثاني).

وأضافت أنها تكلمت مع محمود جمال لتعاتبه، فقرر لها أنه بالفعل من محافظة الشرقية، وأنه سافر إلى السودان للعمل هناك إلا أنه عند وصوله تعرف على مجموعة من الشباب يقودهم شخص يدعى عزت وشهرته أبو محمد (المتهم الأول)، وأخر يدعى طلحة (المتهم الثالث)، وباقي أعضاء المجموعة لا يعرفهم ولا يعرف جنسياتهم أو عددهم، وكانوا جميعاً يعتنقون أفكار تكفيرية وهاربين في السودان، وكانوا يقومون بتنفيذ عمليات إرهابية في مصر ويعودون إلى السودان مرة أخرى، إلا أنه في شهر رمضان عام 2021 أنفصل عن المجموعة واستقل بزوجته في الإقامة في مكان أخر بالسودان.

وأضافت أنه بالنسبة لنجلتها حبيبة (المتهمة العاشرة) فقد شاهدها المدعو محمد أسامة نجل صاحب العقار الذي تقيم فيه شقيقتها ياسمين وزوجها عندما كانت تحدثها عبر الماسنجر وأعجب بها وطلب محمد أسامة. الزواج منها، فقامت بتوكيل محمود جمال (المتهم الثاني) لإتمام الزواج.

واستطردت أن سبب القبض عليها هو أنها سافرت إلى دولة السودان بطريق غير مشروع، وأرادت أن تزور ابنتها ياسمين (المتهمة الخامسة) بالسودان وتحدثت مع محمد أسامة زوج نجلتها حبيبة عبر الماسنجر، فأرسل لها رقم هاتف شخص يدعى إبراهيم مقيم في أسوان سيتولى أمر سفرها، وبالفعل تواصلت معه وسافرت هي وأبنائها إلي أسوان والتقوه، حيث جهز لهم سيارة أقلتهم عبر الدروب الصحراوية حتى وصلت فجراٍ إلى منطقة على شاطئ نهر النيل، وأحضر لهم مركب صغير بماتور ظل يسير في النهر قرابة التسع ساعات، ثم استبدلوه بمركب أخر بعرض النهر حتى وصلوا إلى مدينة حلفا بالسودان ومنها إلى الخرطوم، والتقوا نجلتها ياسمين وزوجها محمد جمال، وأقاموا في ذات العقار المملوك لوالد محمد أسامة في مدينة الجبرة، وظلت في الشقة قرابة التسعة أشهر منذ يناير 2021 وحتى سبتمبر 2021، وعرفت خلال هذه الفترة أن محمود جمال انفصل عن عزت الأحمر وطلحة دون أن تعرف تفاصيل ذلك.

وبتاريخ 27/ 9/ 2021 وحال سيرها هي وأبنائها للتنزه أعترض طريقهم رجال الشرطة السودانيين وعرفوا أنهم قد دخلوا السودان بطريق غير مشروع، وتم ترحيلهم إلى مصر.

وأشارت الحيثيات إلى أن المتهمة العاشرة حبيبة أحمد محمد صبحي أنكرت ما نُسب إليها من إتهام، وقررت أن والدها تم القبض عليه على ذمة قضية تعرف باسم "أنصار بيت المقدس" وكانت تبلغ من لعمر في ذلك الوقت عشر سنوات، وقد صدر الحكم بسجنه لمدة عشر سنوات. أما شقيقتها ياسمين (المتهمة الخامسة) فكان قد سبق لها الزواج والإنجاب قبل الانفصال عنه، وبتاريخ 2018 تزوجت من أخر يدعى محمود جمال وشهرته أبو البراء (المتهم الثاني) وقد تعرفت عليه عن طريق نجلاء عفيفي (المتهمة السادسة) وأخبرتهم أنه مقيم في أسوان، وعليه سافرت ياسمين للزواج منه بناء على اتفاق أمها فاطمة حمدي (المتهمة التاسعة) مع نجلاء عفيفي (المتهمة السادسة)  إلا أنها عقب وصولها مدينة أسوان انقطع هاتفها لمدة ستة أيام بعدها حدثتهم من خلال هاتف يحمل رقم سوداني وقررت لهم أنها سافرت إلى دولة السودان تهريب عن طريق الحدود، وأنها تزوجت بالفعل من محمود جمال وشهرته أبو البراء (المتهم الثاني)، ومنذ ذلك الحين وهي مقيمة بمدينة جبرة السودانية، وكان التواصل بينهم يتم من خلال الواتساب أو برنامج أسمه "إيمو"، وخلال هذه الاتصالات علمت أن زوج شقيقتها محمود جمال منضم إلى مجموعة من الشباب تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية، وأن ذلك هو مصدر دخله، وعلمت بعد القبض عليها أن من ضمن هذه المجموعة من يدعى عزت الأحمر وشهرته أبو محمد (المتهم الأول)، وأخر يدعى طلحة (المتهم الثالث)، غير أنه وفي شهر رمضان من عام 2021 انفصل محمود جمال عن المجموعة لخلافات بينهم وأشتغل سائق توك توك.

وأضافت أنها تزوجت من شخص سوداني الجنسية يدعى محمد أسامة وهو نجل صاحب العقار الذي تقيم فيه شقيقتها ياسمين بالسودان، وقد تعرفت عليه من خلال زوج شقيقتها محمود جمال، حيث تواصلت معه عبر الواتساب وتم القبول بينهما وسافرت السودان بطريق غير مشروع وتزوجت ، وفي تفصيلات سفرها قالت أنها طلبت منهم شقيقتها ياسمين أن يقوموا بزيارتها في السودان، فوافقت أمها على الزيارة فضلاً عن إتمام زواج الماثلة (حبيبة)، فطلب منهم محمد أسامة أن يتواصلوا مع من يدعى إبراهيم المقيم بمحافظة أسوان والذي سيتولى تسفيرنا للسودان عن طريق البر، وسافرت وأمها وأشقائها شيماء وخديجة ومصعب بالقطار إلى أسوان والتقوا إبراهيم الذي أخبرهم بأنه سيهربهم إلى السودان ويدخلهم لها بدون تأشيرة دخول، وقد هيآ لهم سيارة نصف نقل أقلتهم حتى بقعة صحراوية معينة عند شاطئ النهر، انتظروا عندها حتى حضر مركب صغير بماتور أقلهم عبر النيل وسار بهم قرابة التسع ساعات، حتى التقوا مركب أخر فاستبدلوه في عرض النهر وأوصلهم إلى مدينة حلفا في السودان ثم إلى مدينة الخرطوم، وكان في استقبالهم شقيقتها ياسمين وزوجها محمود جمال وأيضاً محمد أسامة وضابط سوداني يدعى أحمد حيدر، حيث أقاموا في بادئ الأمر طرف إخوات هذا الضابط لمدة خمسة وعشرين يوما لحين تدبير مكان أخر، وأنهم تنقلوا ما بين ثلاث شقق حتى استقر بهم الحال في شقة ببيت والد محمد أسامة وقضوا بها تسعة أشهر منذ يناير 2021 وحتى سبتمبر 2021 .

وفي يوم 27/ 9/ 2021 توجهت للتنزههي ووالدتها وأشقائها (ياسمين ومصعب وخديجة وشيماء) حيث علمت والدتها عن طريق الهاتف أن الشرطة السودانية توجهت للقبض على عزت الأحمر وطلحة، إلا أنهما أصابا الكثير من رجال الشرطة في الاشتباك معهم، فاتصلت على الضابط أحمد حيدر للاختباء عنده والذي حضر واصطحبهم معه، إلا أنه تم القبض عليهم في أحد الأكمنة السودانية بما فيهم الضابط أحمد حيدر، وتم التحقيق معهم بمعرفة المخابرات السودانية و تم ترحيلهم إلى مصر بناء على طلب فاطمة حمدي محمد (المتهمة التاسعة).