التعاون بين مصر وكوريا الجنوبية يعد نموذجاً يُحتذى به فى كل القارة الأفريقية ومنذ 1998، تساند الوكالة الكورية للتعاون الدولى «كويكا» مصر بالتعاون الوثيق مع وزارة التعاون الدولى و هى الشريك الرسمى و الممثل للحكومة المصرية فى تنفيذ برامجها ذات الأولوية خاصة فى مجال التحول الإلكترونى ورقمنة الخدمات الحكومية والتنمية ودعم الشباب والمرأة والفئات الأكثر احتياجا.. وتمتد علاقة التعاون بين البلدين إلى أكثر من 25 عامًا، وتشهد السنوات الأخيرة زيادة واضحة فى حجم التعاون بين الجانبين.. «الأخبار» التقت كيم جين يونج أول مديرة امرأة يتم تعيينها لمكتب «كويكا» مصر والتي تعمل بجهد على تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع المستويات كما تلعب دورا كبيرا فى تطور العلاقات التنموية ونقل الخبرات التكنولوجية وبرنامج التطوع الكوري.
◄ ربط المدارس الفنية بسوق العمل لتأهيل القوى العاملة
◄ في البداية سألتها.. ما الدور الذي تلعبه «كويكا» في مصر؟
مصر واحدة من الدول الشريكة ذات الأولوية للحكومة الكورية فى التعاون الإنمائى ومنذ عام 2021 طورت الحكومة الكورية استراتيجية الشراكة التنموية لمصر بالتشاور مع الحكومة المصرية. ودعمت الحكومة الكورية التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمصر بما يتماشى مع استراتيجية التنمية المستدامة لرؤية مصر 2030 فى مجالات التعاون الخمسة وهى النقل والبيئة والطاقة والإدارة العامة والتعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
◄ كوريا الجنوبية واحدة من أهم دول العالم فى مجال الخدمات الالكترونية و التحول الرقمى.. ما هى سبل التعاون المشترك بين البلدين في هذا المجال؟
هناك تعاون كبير منذ سنوات يهدف الى نقل خبرات التكنولوجيا الكورية لمصر خاصة في مجال التحول الرقمى للخدمات الحكومية من أجل تقديم خدمات حكومية تتسم بالكفاءة والشفافية على وجه التحديد من خلال رقمنة النظام الذى يبسط العملية الإدارية بما يتماشى مع مبادرة مصر الرقمية حيث يتم تحويل الخدمات الحكومية الورقية المتعددة إلى خدمات عبر الإنترنت ، مما يوفر الوقت والتكلفة ويزيد من سهولة الوصول والشفافية. وتؤدى الخدمات الحكومية المُعززة إلى تحسين جودة حياة الناس ورفاهيتهم ، فضلا عن تحسين الإدارة الحكومية للمالية العامة حيث إن مصر تعمل بقوة فى هذا المجال
◄ ما أحدث برامج تكنولوجيا التحول الرقمي التي تم التعاون فيها مع مصر مؤخراً؟
فى إطار برنامج «التحول الرقمي للخدمات الحكومية» في مصر تم نقل خبرات وتكنولوجيا أنظمة الحوكمة الإلكترونية فى كوريا مثل نظام الخدمة الشاملة عبر الإنترنت لتسجيل براءات الاختراع والموافقة عليها وبالتعاون مع مكتب براءات الاختراع المصري.. ويقلل النظام الجديد من الوقت والجهد فى عمليات التسجيل وفى عام 2022 نجح النظام الجديد فى تنفيذ 2048 طلب براءة اختراع عبر الإنترنت. وتعكف الوكالة حاليا على وضع مشروع يتضمن خدمات متكاملة وشاملة لإدارة الحقوق الفكرية فى جميع المجالات مع اللجنة المعنية بالمشروع و التابعة لمجلس الوزراء.
وفي الوقت نفسه ، تعمل الوكالة الكورية للتعاون الدولى مع الهيئة العامة للخدمات الحكومية ، من أجل رقمنة نظام المشتريات الحكومية بميزانية قدرها 8 ملايين دولار. تم تصميم هذا النظام للتعامل مع العملية برمتها عبر الإنترنت بدءاً من تقديم العطاءات إلى التقييم ومن الفتح إلى الدفع التعاقدي. وتتمثل الميزة الرئيسية لهذا النظام فى ضمان سرية وثائق العطاءات حتى الافتتاح وبالتالى تعزيز شفافية ومصداقية دائرة المشتريات الحكومية. ونتطلع لأن نرى مصر من الدول الرائدة فى نقل المعرفة وتقنية التشغيل للمشتريات الإلكترونية العامة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
◄ اقرأ أيضًا | بعد اجتماع «ناسا» الأول | «الأخبار» تسأل الذكاء الاصطناعي: هل توجد كائنات فضائية؟
◄ ما أهم مشروعات التعاون العلمي التي تعمل كويكا على تنفيذها خلال الفترة القادمة؟
في إطار برنامج «التوظيف ومشاركة الشباب» ، تدعم الوكالة الكورية للتعاون الدولى وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى جهودها الرامية إلى نشر وتطوير التعليم التكنولوجى على المستوى الجامعى من خلال دعم إنشاء جامعة بنى سويف التكنولوجية وقد دعمت الوكالة الكورية للتعاون الدولى إنشاء كلية تكنولوجية تتضمن قسمى المعلومات والاتصالات والميكاترونيك فى عام 2019.
مع التركيز القوى على التعاون بين الجامعة والصناعة والمدارس الفنية و المصانع ، وتساهم كويكا بميزانية قدرها 8 ملايين دولار لاستكمال المشروع وإنشاء قسم تكنولوجيا السكك الحديدية ، وهى واحدة من أكثر المجالات المطلوبة للتعليم التكنولوجى المتقدم حاليا فى مصر. وفى الوقت نفسه ، شاركت كويكا منذ فترة طويلة فى مساعدة التعليم الفنى للسيارات على المستوى الثانوى بالتعاون مع مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهنى التابعة لوزارة التجارة والصناعة منذ عام 2000. كما نعمل على إدخال منهج صيانة التكنولوجيا الفائقة للسيارات الصديقة للبيئة والكهربائية التى تتزايد بسرعة فى المناطق الحضرية المصرية حيث من المتوقع إطلاق المشروع فى عام 2024.
◄ كيف تقومون بترتيب أولويات أعمالكم في مصر؟
وضع مكتب الوكالة الكورية للتعاون الدولى فى مصر بالتنسيق مع وزارة التعاون الدولى المصرية خطة تنموية تتماشى مع الأولويات الوطنية للحكومة المصرية..وهناك تعاون لتنفيذ مشاريع البنية التحتية والمساعدة التقنية ، وبرامج التدريب على بناء القدرات للمسئولين الحكوميين ، وإرسال برنامج الخبراء المتطوعين إلى الكيانات الحكومية العامة وكيانات الأمم المتحدة بطريقة مترابطة من أجل تحقيق هدف كل برنامج تنموي.كما يعد مكافحة تغير المناخ ضمن جدول الأعمال الذى تحرص الوكالة الكورية للتعاون الدولى على المساهمة بجهودها فيه مع مصر فى إطار البرنامج المخطط له
◄ ما البرامج التي تقدمونها لتنمية مهارات الشباب وبرامج التوظيف في مصر؟
يركز برنامج «التوظيف ومشاركة الشباب فى كويكا» على تطوير المهارات التقنية الموجهة نحو سوق العمل وزيادة مشاركتهم النشطة فى المجتمع. ونركز على أهمية استدامة التدريبات بحيث يتم تزويد المتدربين الشباب بالقدرة على التوظيف أو تأهيل ريادة الأعمال اللازمة فى السوق. ويجرى أيضا تعزيز المنظمات الشريكة فى وضع استراتيجيات طويلة الأجل ، وتنفيذ خطط العمل ، واستدامة مرافق التدريب والموارد البشرية. والتعاون على ربط المدارس الفنية بسوق العمل
◄ كيف يتم التعاون مع الجانب المصري في مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة؟
تدعم كويكا تعزيز المساواة بين الجنسين والاندماج الاجتماعى بالتزامن مع مبادرة» حياة كريمة « من حيث المبدأ ويستهدف الفئات التى تعانى من التمييز والمحرومة و الأكثر احتياجا فى المجتمع مثل: النساء واللاجئين. وهى أحد أهداف التنمية المستدامة فى مصر ونعمل على تعزيز التمكين الاقتصادى للمرأة و هو أحد الأهداف الرئيسية للوكالة. وتتعاون كويكا مع المجلس القومى للمرأة للقضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعى وتمكين المرأة اقتصاديا، كما تتعاون كويكا مع شركاء الأمم المتحدة مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان على اطلاق مبادرات مجتمعية لزيادة الوعى بين أفراد المجتمع والقطاع الخاص وبناء قدرات الفتيات والنساء كعامل للتغيير وهى عناصر رئيسية تجعل التقدم ممكناً.
وتوسعت الوكالة هذا العام فى أنشطتها لتشمل دعمها للاجئين والمجتمع المضيف بالاشتراك مع برنامج الأغذية العالمي ومن المتوقع أن يعزز اللاجئون والمقيمون فى المجتمعات المحلية مهاراتهم فى كسب العيش وأن يحصلوا على الخدمات الاجتماعية والطبية الأساسية.
