إنها مصر

كرم جبر يكتب: جذور الجحيم العربي !

كرم جبر
كرم جبر

قالها جورج واشنطن الأب ونفذها بوش الابن: «يجب أن يحملوا السلاح ضد بعضهم» وكأنها شفرة سرية للحرب العالمية الجديدة بقيادة أمريكا، وكان ذلك بعد الحادث الإرهابى الإجرامى فى 11 سبتمبر 2001 لإعادة رسم الخريطة فى المنطقة وتفكيك الدول التي جاء منها أهل الشر على حد تعبيره.

وهناك بعض الأحداث التاريخية تظل تنزف بمضى الزمن ولا تلتئم وفى صدارتها ضرب برجى التجارة فى أمريكا، ومازال العرب يدفعون الثمن ، فى موجاتٍ متتاليةٍ أشدها ما سُمى بالربيع العربي.

وكان بوش الابن هو الأشد غضباً ورغبة فى الانتقام، واحتاج الأمر سنواتٍ طويلة لتتحسن صورة العرب والمسلمين فى عيون الأمريكيين ، وكانوا يعتبرونهم سبباً لتدمير دولتهم ونشطت مؤلفات العداء التاريخية، مثل: كتاب دينيس سبيليرج «الإسلام والآباء المؤسسين لأمريكا» الذي يرجع كراهية الغرب للمسلمين لثلاثة أسباب: وحشية غزو الأندلس، والحروب الصليبية، وميراث الإمبراطورية العثمانية البغيض ضد شعوب الغرب.

وتم استدعاء مخزون الكراهية والتفتيش فى النوايا، واجتر بوش الابن آلام دولته الأعظم التى كادت أن تسقط، وهو يصرخ غاضباً «لم أكن أتخيل أبداً أن يستخدموا طائرة كصاروخٍ»، واستعاد عداء الرؤساء السابقين، ابتداء من جورج واشنطن أول رئيسٍ، الذي كان كارهاً للإسلام والمسلمين، وله عبارة شهيرة كاذبة «ولا يمكن أن يكون هناك سلام على الأرض بسبب أفكارهم المتطرفة، ويجب أن يحملوا السلاح ضد بعضهم البعض».

«يجب أن يحملوا السلاح ضد بعضهم» وكأنها شفرة سرية للحرب العالمية الجديدة بقيادة أمريكا، واستثمر الحادث الإرهابى الإجرامي، لإعادة ترسيم المنطقة بزعم أن دولها هى التى جاء منها أهل الشر.

وبعد تدمير العراق وإنهاء حكم صدام.. قال بوش الابن: «حتى لو كنت أعلم أنه لا يمتلك نووى أو كيماوي، كنت سأضربه، وأثبتت تقارير المخابرات الأمريكية ولجان الكونجرس، أكذوبة امتلاك صدام حسين للنووى والكيماوي، وهى التى أدت إلى غزو العراق وتدميره والإطاحة برئيسه».

كانت النية مبيتة لإشعال الحروب الدينية فى المنطقة، وكل الجراح تندمل بمرور الوقت، إلا هذا الجرح «11 سبتمبر» الذى يزداد نزفاً واتساعاً بمرور الوقت، فقد كانت أكبر دولة فى العالم على وشك الانهيار، وعُلقت الاتهامات في رقبة أشرار الشرق الأوسط .

سنوات طوية استغرقتها عملية إزالة آثار الكراهية وتصحيح صورة العرب والمسلمين فى عيون الغرب، ولكن ما زالت نيران سبتمبر تحرق دولاً وتشتت شعوباً ، لأن الإرهاب لا يفرق بين الأشياء ، وإذا لم يجد ما يحرقه وجه نيرانه صوب الأوطان وأطلق رصاص الغدر فى صدور أبناء الوطن.