نهار

عبلة الرويني تكتب: حلم السامر...

عبلة الرويني
عبلة الرويني

أخيراً عودة الروح لمسرح السامر،النافذة الوحيدة لمسارح الثقافة الجماهيرية وفرق المحافظات للعرض فى القاهرة.... افتتحت أول أمس وزيرة الثقافة، مسرح السامر،بعد تجديده وتطويره،أو إعادة بنائه من جديد.. بعد ٣١ سنة من الانتظار المعقد، والكثير من المشاكل والتنازع والإحباط واليأس، حتى أطلق المسرحيون عبارتهم الموجعة (المرحوم  السامر)!!

أنشئ السامر ١٩٧٠... مبنى بسيط مغطى بخيمة كبيرة، تصميم شبيه بتصميم خيمة مسرح البالون المجاور له...وفى ١٩٧٥حدث حريق ضخم، تسبب فى إغلاق المسرح!!.. ليفتتح مرة أخرى بعد ترميمه ١٩٧٨..ويأتى زلزال ١٩٩٢ ليتصدع مبنى المسرح كاملا ويتم إغلاقه!!..وفي٢٠٠٧ يتم هدمه تماما!!.. وطوال أكثر من ٣٠ عاما ،ظل المسرح جثة هامدة،لا أحد يفكر بشكل حقيقى فى إعادة بنائه،على العكس كانت هناك محاولات لنقله إلى أرض مطار إمبابة، واستثمار مكانه المميز على النيل بالعجوزة!!...

افتتاح مسرح حدث ثقافى واجتماعى مهم، لكن افتتاح مسرح السامر تحديدا، حدث أكثر أهمية، هو الرئة الرئيسية والتواصل والحوار والإطلالة الإعلامية لعروض فرق الثقافة الجماهيرية فى القاهرة..صحيح أن التصميم الجديد لمسرح السامر، هو الشكل التقليدى للمسرح (العلبة الإيطالية) وهو ما يتناقض مع مفهوم السامر وفنون الفرجة الشعبية، وما يحتاج بالضرورة لصيغ فنية وجمالية مبتكرة فى تقديم عروض مسرحية، تتناسب وهوية المسرح...ويحتاج المسرح بالضرورة لخطة عمل واستراتيجية تستعيد فلسفة المسرح الشعبي، ومسرح السامر،دوره وهدفه...لكن يشغلنا اليوم فرحة استعادة المسرح، والاحتفاء بحلم انتظرناه طويلاً.