بدون أقنعة

عظمة 30 يونيو

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

عايز تعرف عظمة وقيمة يوم 30 يونيو ارجع إلى الوراء 10 سنوات فقط واسترجع ذكريات ذلك اليوم العظيم فى تاريخ المصريين .. انظر إلى ميدان التحرير ومحيط الميدان وكوبرى قصر النيل لتعرف كيف خرج ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين ليسقطوا حكم المرشد ولينهوا سنة من الظلام فى هذا الوطن الغالى قامة وقيمة .


سيظل 30 يونيو يومًا محفورًا فى تاريخ مصر وقواتها المسلحة التى سارعت إلى الاستجابة لهتافات المصريين فى كل شبر على أرضها الطاهرة والدور الكبير الذى قام به الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أنقذ مصر حينما لبى نداء الوطن لم ترهبه حجم الضغوط الشديدة التى مورست من قوى خارجية وسيذكر التاريخ أن قواتنا المسلحة كانت مع نبض المصريين لحظة بلحظة فكانت ثورة شعب على حكم الطغاة الإرهابيين الذين أرادوا حكمنا بالقوة أو قتلنا . مشهد لن ينساه المصريون والعالم كله تلك الحشود الضخمة التى نزلت إلى الشوارع بشكل فاق كل التوقعات . ذهبت إلى ميدان التحرير فى يناير 2011 وشاهدت المظاهرات كما ذهبت إلى الميدان فى 30 يونيو وشاهدت الحشود الغفيرة واستطيع أن أدلى بشهادتى وضميرى مرتاح أن مظاهرات 30 يونيو وما تلاها فى شهر يوليو 2013 كانت الأكثر حشدًا وحرصًا على مستقبل الوطن حيث شعر المصريون بأن البلاد مقبلة على كارثة بكل المقاييس وأنه لا سبيل لاستعادتها من قوى الشر الإخوانية إلا بالنزول إلى الشوارع والبقاء فيها حتى ترحل  الجماعة الإرهابية عن مصر .

كانت المؤامرة واضحة على مصر ولا يخفى على كل من تابع هذه الفترة أن بلادنا كانت فى طريقها إلى التقسيم على أيدى هذه الجماعة الإرهابية وكنا جميعا نشعر بالخوف على الوطن بمختلف طوائفنا .. ووصولاً إلى اعتصامى رابعة والنهضة ومحاولات إحراق مصر وقتل المصريين رأيت بعينى منتسبى جماعة الإخوان وهم يدفعون الأموال يوميًا للبلطجية واللصوص وكل من هو خارج على القانون للتظاهر وإحراق المنشآت الحكومية ..

رأيت جارنا الذى أتى بالصبية الصغار لإحراق حى مصر القديمة وقد حدث بالفعل وعطلوا شارع صلاح سالم بوضع الإطارات المشتعلة ثم هاجموا الحى وأشعلوا فيه النيران وجاءوا بعد المغرب ليحصلوا على الأموال منه وللعلم فقد أبلغت صديق لى يعمل فى الأمن الوطنى وقتها بكل هذه التفاصيل .. كانت مصر تتعرض بالفعل لمؤامرة الهدف منها إسقاط مؤسسات الدولة وكانت الجماعة الإرهابية تريد «تركيع» الشعب الذى تجرأ وثار عليها وكانوا يريدون تكرار حريق القاهرة 1952 الذى قاموا به بالاتفاق مع الإنجليز ..

وقبل اعتصام رابعة اتصل بى صديق عزيز من أصدقاء الطفولة يسكن فى حى عين شمس وروى لى أن الإخوان هناك جلبوا أسلحة كثيرة وأن جماعة يرتدون ملابس البدو يأتون كل ليلة بالعشرات ويجتمعون فى مخزن كبير يقع خلف منزل هذا الصديق وأنه يسمعهم أحيانًا من شباك مطبخه وقال لى إن كميات الأسلحة كبيرة كأنهم يستعدون لمحاربة جيش وطلب منى مساعدته فى إبلاغ أى مسئول بالدولة وبالفعل تم ترتيب لقاء مع أحد ضباط الأمن الوطنى بمكتبه واستمع منه للحكاية كاملة .. عشت وسمعت حكايات كثيرة عن مؤامرة الإخوان على وطنى ..

دفعوا أموالاً طائلة فى كل أحياء مصر الفقيرة لزعزعة الأمن فى تلك الفترة التى سبقت الاعتصام وما بعده .. أموال لدفع البسطاء إلى تفجير بلدهم تمهيدًا لتقسيمه وهذا البلطجى الذى يسكن فى إحدى مناطق شبرا الخيمة الذى تحول إلى شيخ وأطلق لحيته وأصبح مالكًا لعدة سيارات اشتراها بفلوس الإخوان وتحول لمعلم كبير صاحب عزوة ونفس الشئ فى الجيارة أحد أحياء مصر القديمة الفقيرة نسخة طبق الأصل من سائق لصاحب سيارات إلى صاحب أملاك ولحية لزوم اكتمال « النصباية» .. كل هؤلاء البلطجية كانوا يعملون لحساب الإخوان الإرهابيين فى تلك الفترة العصيبة التى لن تمحى من ذاكرة الشعب المصرى .
30 يونيو من أعظم أيام تاريخ مصر .. عودوا 10 سنوات فقط لتعرفوا الفرق .