«كاميليا» المكللة بالجائزتين:كلنا يلعب «الأستغماية» بشكل يومى

أستغماية
أستغماية

فوزها بإحدى جوائز ورشة قصص القاهرة القصيرة التى نظمها معهد «جوته» عام 2018 أدخلها من البوابة الواسعة إلى عالم الأدب المدهش، وقد تأكد انتسابها إلى دنيا الإبداع المذهلة بعد ذلك حين حصدت جائزة الدار المصرية اللبنانية فى الرواية التى انتظمت بالتعاون مع «ستوريتل» تحت عنوان «أصوات وخطوط: رواية الجريمة الأدبية»، وقد لفتت روايتها الفائزة الأنظار، ليس فقط بعنوانها الجذاب «أستغماية»، وإنما ببراعتها فى نسج حكايتها، لذلك جاء هذا الحوار مع كاميليا حسين.. الأديبة الواعدة جدًا..


بدءا من عنوان نصك المحير «أستغماية» تتبدى المراوغة، فهل كنت تقصدين التخفى واللعب مع القارئ؟
- أعتقد أن طبيعة الشخصية الرئيسية للرواية وحالتها الذهنية بشكل أو بآخر فرضت هذا النوع من التخفى والمراوغة، كنتيجة طبيعية لعدم قدرتها على مواجهة الماضى بكل ثقله وأعبائه، وتشعب علاقتها فى مساراتها المختلفة كابنة وأم وكاتبة غير متحققة، كلها أعباء تضعها فى حالة من المراوغة والتخفى وتفرض عليها هذا الصوت الذى يخفى أكثر مما يفصح، اختيار الشخصية الرئيسية وزاوية تناولها بطبيعة الحال يفرض صوت الكتابة، وهو ما أدى إلى أن تصبح لعبة التخفى أو «الاستغماية» هنا جزءاً أساسياَ من بناء النص، إخفاء بعض التفاصيل وإظهار البعض الآخر، مراوغة الذات قبل القارئ كلها جزء أساسى من لعبة «الأستغماية» التى أعتقد أن جميعنا نلعبها بدرجات متفاوتة وبشكل يومي، سواء فى وجود القارئ أو فى غيابه، الجميع لديه أعباؤه التى يختبئ منها ويلاعبها طوال الوقت.


 «الأستغماية» هى لعبة الأطفال المفضلة، لكنها آمنة داخل حدود البيت فقط، فهل تمرد المرأة وهروبها وتخليها عن مسئوليتها كزوجة وأم، مما تراه قهرا وفناء وحرمانا من أبسط حقوقها داخل البيت، يذهب بها الى الرعب النفسى والجنون؟
- لا أعتقد أن تمرد المرأة يذهب بها إلى الجنون أبدا، بل على العكس تماما استمرار أى إنسان فى العيش تحت شعور القهر أو الحرمان من حقوقه الأساسية قد يكون فى أحوال كثيرة أقصر طريق ممكن إلى فقدان العقل، أو فقدان الذات والشعور بالهوية، هذا الفقدان الذى يحول البشر إلى «زومبي» أو موتى أحياء كهؤلاء الذين نراهم فى أفلام الرعب، أعتقد أن من حق كل إنسان أن يسعى إلى تغيير حياته بالشكل الذى يناسبه، جميعنا نعاني، وإن كانت معاناة النساء، وتحديدا الأمهات ربما أقسى بسبب التأثيرات المباشرة لقراراتها وخياراتها المختلفة على حيوات أبنائها، ربما ذلك ما يجعل خيارات الأمومة المختلفة مصحوبة فى أوقات كثيرة بمشاعر الذنب، مصير البطلة الرئيسية لروايتى ليس به أى شكل من أشكال الحكم على النساء أو على خياراتهن المختلفة فى الحياة، بل على العكس، ولا أعتقد أن مصيرها مرتبط بتمردها أو بكونها أما، بقدر ارتباطه بها كابنة وبما مرت به فى علاقتها بوالديها.
هل تشعرين بالندم بعد الكتابة؟
- لا أشعر بالندم على الكتابة، على العكس، اكتسبت خبرة مهمة، وأعتقد أنى فعلت كل ما بوسعى لكى تخرج الرواية فى شكل أرضى عنه بما يناسب قدراتى وخبرتى فى الوقت الحالي.


بمن تأثرت كاميليا فى الأدب العالمى؟
- أعتقد لا يمكننى الاقتصار على اسم واحد بعينه، بشكل عام أعتقد أنى أحاول أن أتعلم من كل ما أقرأه.
وماذا عن مشروعاتك المقبلة؟
- أعمل حاليا على مجموعة قصصية، بعض قصصها كتبت بالفعل قبل الالتحاق بورشة أصوات وظلال، وأحاول أن أستغل الخبرات التى اكتسبتها خلال تجربة الورشة وتجربة كتابة رواية استغماية فى تطوير وتحرير هذه القصص، بالإضافة إلى كتابة المزيد من القصص.