الجيش السودانى: منفتحون على أى مبادرة جادة لوقف الحرب

جدة تستضيف طرفى الصراع..والبرهان يحدد شروطًا للتهدئة

نازحون سودانيون  بتشاد ينتظرون توزيع المساعدات الإغاثية
نازحون سودانيون بتشاد ينتظرون توزيع المساعدات الإغاثية

الخرطوم - وكالات الانباء:
أكد الجيش السودانى أمس انفتاحه على أى مبادرة جادة لوقف الحرب تضمن الحفاظ على السيادة الوطنية. جاء ذلك فى الوقت الذى عاد فيه طرفى النزاع فى السودان إلى جدة بالسعودية لاستئناف المحادثات، بعد تعليقها لشهر ونصف الشهر، مع دخول القتال بين الطرفين شهره الرابع. يأتى ذلك مع بدء وساطة أخرى أطلقتها مصر الخميس الماضى ورحب بها الجيش السوداني، الذى تربطه علاقات وثيقة بالقاهرة، وكذلك قوات الدعم السريع.


وقال نائب قائد الجيش السودانى شمس الدين كباشى أن الجيش منفتح على أى مبادرة جادة لوقف الحرب تضمن الحفاظ على السيادة الوطنية. وأكد كباشى أن التآمر على البلاد كبير والقوات المسلحة تقوم بواجبها الدستوري.وأضاف «ندعم الحوار السياسى الموسع والشامل والمبادرة السعودية الأمريكية متقدمة «. وأشار إلى أن الجيش يدعم الحوار الذى يفضى لتشكيل حكومة مدنية تقود المرحلة الانتقالية تهيئة للانتخابات. وشدد على أن السودان يحتاج إلى جهود وطنية ومساندة خارجية لإعمار ما دمرته الحرب.


قالت مصادر بالحكومة السودانية لرويترز أمس إن ممثلين عن الحكومة وصلوا إلى مدينة جدة السعودية لاستئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع.
وعلقت السعودية والولايات المتحدة فى أوائل يونيو الماضى محادثات سابقة بين الجانبين السودانيين فى جدة بعد انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار. ولم تؤكد الرياض أو واشنطن بعد استئناف المحادثات.


من جانبه، وضع رئيس مجلس السيادة السودانى الفريق أول عبدالفتاح البرهان، شروطا للتهدئة، قائلا إن الحكومة السودانية مستعدة لوقف إطلاق النار متى ما استجابت قوات الدعم السريع لمطالب إخلاء مساكن المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء والطاقة والمستشفيات والأعيان المدنية والمقرات الحكومية من عناصرها، وذلك خلال اتصال هاتفى تلقاه رئيس مجلس السيادة السودانى من الرئيس الكينى وليم روتو، بعد أيام من اعتراض الخرطوم على رئاسة نيروبى للجنة الرباعية المكلفة من قبل «إيجاد» لمعالجة الأزمة فى السودان.
ونقل البرهان للرئيس الكينى أسباب تحفظ حكومة السودان على رئاسة كينيا للجنة، ورفضه مخرجات القمة التى كانت قد عقدت فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مؤخرا، مؤكداً سيادة السودان على أراضيه حيث لا يمكن إدخال قوات شرق إفريقيا (إيساف) دون موافقة حكومة السودان.


وحول مفاوضات جدة، أكد رئيس مجلس السيادة أهمية منبر جدة، شاكرا الحكومة السعودية والأمريكية لتسهيل عملية التفاوض.
فى المقابل، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ»حميدتي»، مساء امس الاول ، تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية وحركات مسلحة «للتوصل إلى حل سياسى شامل» للأزمة فى البلاد، فى بيان نشره عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك.
ووفقا لحميدتي، فإن قراره يأتى التزاما بمبدأ  الحوار كضرورة أساسية للتوصل لحل سياسى شامل، ونظرا إلى التطورات التى تشهدها البلاد بسبب الحرب والتى يقتضى إنهاؤها إجراء مشاورات واسعة النطاق بهدف معالجة جذور الأزمة الوطنية المتراكمة.


وساد الهدوء الحذر الأجواء فى العاصمة السودانية، فيما يجرى الطيران الحربى التابع للجيش السودانى طلعات استطلاعية بالخرطوم.جاء ذلك غداة تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، خاصة فى محيط منطقة المهندسين العسكرية. وذكرت مصادر أن الجيش أصدر بيانا مساء أمس الاول تحدث فيه عن قصف مسيرات تابعة للدعم السريع لمواقع تابعة للسلاح الطبي، وهى المستشفى العسكرى التابعة للجيش، فى أم درمان، كما سقطت قذائف على منازل المواطنين فى أم درمان.وأوضحت أن الجيش السوداني، باعتباره جيشا نظاميا، لديه قواعد ومعسكرات يتمركز بها، بينما قوات الدعم السريع التى تدفقت إلى الخرطوم منذ بداية الصراع فى أبريل الماضى لا تمتلك مواقع محددة للتمركز، لكنها تنتشر بشكل كبير فى المدن وبين السكان، لذا كثيرا ما تلجأ  وفقا لشهود العيان، للإقامة فى منازل المواطنين، خاصة التى تركها أصحابها جراء الصراع.