«اقتلهُ لتحيا» قصة قصيرة للكاتب عمرو صلاح الغندقلي‎

عمرو صلاح الغندقلي
عمرو صلاح الغندقلي

نمت قبيل الفجر واستيقظت بعده، الأرق الأحمق يتسرب إلى أطراف أصابعي، توجهت يداى نحو سجائري، أشعلت سيجارة، نفثت دخان محمل بذرات الأرق، ونظرته يتراقص كطائر مذبوح في آخر رمق.

حرٌ خانق، ونسيم فجرا مهاجر، أنبت علي جسدي حبات من عرق.

أبصرت تحت باب شقتي رسالة لونها أحمر داكن ، سحبتها فوجدت مكتوب عليها كلمة ( اقتله لتحيا ).!

تعجبت وأخذت أتفحص المكتوب واقلب الورقة لعلي أجد من أرسلها ، لكن لا شئ، أنا أقتل ؟

أقتل من  ؟

ولما ؟

وما معنى هذا ؟

ومن أرسله لي ؟

تدافعت أسئلة تبحث عن جواب، ولا أجد إجابة واحدة .

ارتكن علي الأريكة دون وعي ، أنظر إلى الساعة ، الخامسة صباحاً ولم يأت صباح قط، أغرق في تفكير مرير، نبضات قلبي تتسارع في جنون، أتوه في دروب الخوف، أبحث عن بيت السكينة، انهض ، أذهب إلى الحمام، انظر في المرآة ، أفتح صنبور الماء ، اغسل وجهي القديم ، أتذكر جاري الحكيم ، اندفع نحو الباب ، أخرج إليه ، أطرق بابه برقة ، هكذا كنت أظن حتى رأيته يفتح وعلى وجهه أثر الفزع من قسوة الطرق ، بدا علي وجهه علامات استفهام كثيرة ، أجلسني ، وقد لاحظت أنه يرتدي مثل ملابسي ، حدثته عن الرسالة ، تعجب وقال أي رسالة ؟

أعطيته إياها ، أخذها وقراء ما فيها بصوت مسموع ... اقتله لتحيا ...

بدا علي وجهه ابتسامة ، ثم جلس أمامي وهو يقول : اقتله لتحيا

اقتل وهمك القديم ، وفهمك القديم ، وأوجاعك وكل تصور أدى بك إلى ما أنت عليه الآن ، اقتله لتحيا ...