إنها مصر

ماذا يريدون ؟

كرم جبر
كرم جبر

كان رحمه الله من أشهر أطباء القلب فى قصر العيني، وأثناء عودته عصراً لمنزله فى الرحاب، قطع طريقه بلطجية ورفضوا أن يأخذوا سيارته المرسيدس ويتركوه، فأخذوه رهينة حتى يدفع أهله فدية قدرها 2 مليون جنيه.

توسل إلى المختطفين أن يتركوه لأنه زارع كلى، ويحتاج دواء المناعة مرتين فى اليوم، ولم يستجيبوا حتى مات بين أيديهم فألقوا بجثته فى الطريق العام وأفلتوا بجريمتهم.

كان هذا هو الحال أيام الإخوان، لا أمن ولا طمأنينة وسيطر البلطجية والفتوات على الشوارع، وارتكبوا كل الجرائم من المخدرات حتى القتل والاغتصاب وسرقة السيارات، وكان السبيل الوحيد هو دفع الفدية.

ماذا يريدون الآن وهم ينتهكون سمعة البلاد، ويسخرون كتائبهم الالكترونية لبث الشائعات والتشكيك وتعكير صفو الحياة.

انظروا - فقط - العلمين الجديدة التى تشهد أكبر مهرجان ترفيهى فى الشرق الأوسط، يستعد لاستقبال مليون زائر، ويتمتعون بأقصى درجات الأمان، ويبشرون بأعلى عائد سياحى فى تاريخ مصر يتحقق هذا العام.

ماذا يريدون؟.. الخراب والدمار وقطع الطرق وسوء الأحوال المعيشية، ونشر الذعر والخوف بين الناس.

حكاية طبيب القلب الشهير مجرد قصة واحدة من آلاف الجرائم التى كانت تحدث فى البلاد ليل نهار، دون أن يجد الناس من يحميهم أو يدرأ الخطر عنهم.

وكانت العبارة الشهيرة إذا سُرقت سيارتك خد أصحابك ودور عليها أو ادفع وخلص نفسك".

وأتذكر - أيضاً - شاب مريض نفسى نزل لشراء الدواء فأعجبته سيارة فأخذ يمسحها بقطعة قماش، فإلتف حوله المارة "حرامي.. حرامي"، فخاف منهم فتتبعوه حتى ألقى بنفسه فى إحدى الترع، فرجموه بالطوب والحجارة حتى مات غرقاً وقذفاً.

وكانوا يعلقون من يختلفون معهم على جذوع النخيل ويجلدونهم بالسياط بعد أن أخذ فتوى بذلك، ثم يتضح أنهم ضحايا أبرياء.

لا يهمنى كثيراً أن استعرض أحوال مصر فى كل المجالات، فقد عشنا كل الأزمات ونعرف تفاصيلها.. والآن فلينظروا لهذا البلد الذى امتدت إليه يد البناء والتشييد والعمران.

انظروا إلى مصر الشوارع والطرق والكبارى والمزارع والمصانع والمدن الجديدة والحدائق والمنتزهات والشواطئ والأسواق وغيرها.. بلد غير البلد.

نشكو من ارتفاع الأسعار، وكنا قبل ذلك لا نجد السلع وتقف الطوابير عشرات الأمتار للحصول على دجاجة أو زجاجة زيت أو كيلو سكر، وكان البعض يتاجر بمشاكلنا، وكم كنا نتألم ونحن نرى سخرية الفضائيات وهى تبث فيديوهات شهداء الخبز وشهداء البوتاجاز وشهداء المياه، هل نسينا طوابير النساء أمام الحنفيات العمومية للحصول على المياه؟

ماذا يريدون؟ وهل تنخفض الأسعار بالإضرابات والاعتصامات ومن يسمح لهم بذلك بعد عودة الدولة القوية، يساندها شعب عاش المأساة بفصولها، واستطاع أن ينجو ببلاده من الكوارث والنكبات.

انظروا أمامكم وخلفكم وعن يمينكم ويساركم، وارصدوا نظرات الإعجاب فى عيون شعوب شقيقة، يتمنون أن تصل بلادهم إلى ما وصلت إليه مصر.. وأهم هدف تحقق هو: الاستقرار.