قلم على ورق

محمد قناوي يكتب: نصر الله.. والقومي للسينما

محمد قناوي
محمد قناوي

اختيار المخرج يسري نصر الله لرئاسة المهرجان القومي للسينما المصرية فى دورة اليوبيل الفضي، يُعد من أهم القرارات التى اتخذتها وزيرة الثقافة منذ توليها منصبها، فهو اختيار لاقى قبولا كبيرا بين السينمائيين المصريين، لما يتمتع به المخرج الكبير من أهمية فى صناعة السينما المصرية وتاريخه السينمائي المشرف وقد وصف البعض هذا الاختيار بمثابة إعلاء لقيمة المهرجان وعودة الروح إليه بعد أن قاطعته بعض شركات الإنتاج فكانت ترفض المشاركة فى مسابقاته، ويأتى هذا الاختيار فى الوقت الذى قرر مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الجديدة منحه جائزة الهرم الذهبى التقديرية لإنجاز العمر تقديرا لمشواره.

يسري نصر الله هو أحد أكبر المخرجين المصريين الذين حققوا علامات سينمائية شهدت نجاحًا عالميًا كبيرًا ومن المخرجين المجددين الذين حملت أفلامهم لغة سينمائية خاصة جدًا وتجريبًا جريئًا فى مفردات السينما المصرية ساهم فى التأثير على عدد كبير من شباب المخرجين.

بدأ مسيرته الفنية 1985 ضمن فريق «تلاميذ يوسف شاهين»، كمساعد مخرج فى فيلم» الوداع يا بونابرت»، وشارك فى كتابة سيناريو الفيلم، وهى واحدة من مواهبة التى لازمته طوال مسيرته الفنية، حيث قام بتأليف 11 فيلما من أصل 13 عملا فنيا قدمها للسينما، افتتح فيلمه الأول «سرقات صيفية» تظاهرة نصف شهر المخرجين فى مهرجان كان 1988، ومن ثم انطلق إلى بقية المهرجانات الدولية، وحصل على الكثير من الجوائز، بعدها عاد للعمل كمخرج منفذ وسيناريست فى فيلم «اسكندرية كمان وكمان» 

أول محاولة لطرح فيلم جماهيرى جاءت عام 1993عندما قام بتأليف وإخراج فيلمه الثاني «مرسيدس»، وعام 1995 قدم أول أفلامه الوثائقية «صبيان وبنات» من تأليفه وإخراجه، وبعدها بخمس سنوات، قدم عمله الأشهر «المدينة».

العمل الجماهيرى الأشهر له هو ثنائية «باب الشمس»، وتم اختيار الفيلم من قبل مجلة Time فى قائمة أفضل عشرة أفلام عرضت فى عام 2004، كما حصل الفيلم على المرتبة 42 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم فى السينما العربية.

اقترب يسري نصر الله مجددا من شباك الجماهير، مع فيلم «جنينة الأسماك» وبعده فيلم «احكى يا شهرزاد»، وعام 2011 شارك بإخراج حكاية «داخلى خارجي» ضمن حكايات فيلم «18 يوم»، ولان توثيق الثورة شغله قدم لاحقا فيلمه المثير للجدل «بعد الموقعة» وحاول فيه توثيق كواليس معركة شهيرة حدثت وقتها واشتهرت اعلاميا باسم «موقعة الجمل»، و شارك الفيلم فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الـ 65، أما آخر أفلامه «الماء والخضرة والوجه الحسن» 2016 وكان العرض الأول له بمهرجان كان أيضا.