22 فاعلية بمشاركة 25 دار نشر مصرية وعربية | «مهرجان دواير».. يعيد وهج الثقافة إلى وسط البلد

مهرجان دواير الثقافي
مهرجان دواير الثقافي

تشهد منطقة وسط البلد بالقاهرة حدثا ثقافيا مبشرا، يشارك فيه القطاع المدنى ويبشر ببعث حركة ثقافية نشطة، تعيد الروح والحيوية إلى الحياة الثقافية المصرية، لتعود منطقة وسط البلد قلعة ثقافية بحضور مبهج ومؤثر يطرد خفافيش الظلام، وينشر ضياء الثقافة فى بلد عملته الأساسية هى البشر، هذا الحدث هو فعاليات مهرجان «دواير» الثقافى، الذى انطلق الخميس الماضي، ويستمر لمدة 10 أيام، برعاية مكتبتى تنمية وديوان، وهو حدث أول من نوعه يتوقع أن يتكرر سنويًا.

◄ رسالة اعتراف قوية بالقاهرة عاصمة للثقافة العربية

◄ مبادرة ثقافية لـ«تنمية» و«ديوان» تطلق مهرجانا سنويا

عرفت منطقة وسط البلد تاريخيا باعتبارها معقل النشاط الثقافى فى مصر والعالم العربى كله، حقيقة رسختها الكثير من الأنشطة والمسارح والمقاهى الثقافية والمكتبات ودور النشر، ومع تغير العصور وضعف الحياة الثقافية فى وسط البلد التى اكتسحها النشاط التجاري، دبت فى الفترة الأخيرة حياة ثقافية جديدة فى منطقة وسط البلد مع أعمال التطوير الجارية فى المنطقة، وتمثل ذلك فى افتتاح الكثير من المكتبات التى أعادت نشر التنوير والفكر فى منطقة وسط البلد وكانت مكتبة «تنمية» المملوكة للناشرين خالد لطفى ومحمود لطفي، أحد أهم المنابر الثقافية بما توفره من كتب فكرية وفلسفية وأدبية منذ 2011، وانضمت لها مكتبة ديوان، والتى افتتحت أحدث فروعها فى منطقة وسط البلد، ومعا اشتركت المكتبتان فى إطلاق تجربة ثقافية جديدة تمثلت فى مهرجان «دواير» الثقافى، الذى انطلقت دورته الأولى فى مقر سينما راديو بوسط البلد، 6 يوليو الجارى وينتهى يوم 15 من الشهر ذاته.

◄ اقرأ أيضًا | مهرجان دواير الثقافى على مسرح سينما راديو

واختير مسمى «دواير» عنوانا للمهرجان ليعبر عن فكرة التداخل بين العديد من الدوائر الثقافية والتى يهتم بها المهرجان الذى لا يكتفى بكونه معرضا للكتاب أو مساحة لمناقشة أمور الكتابة بشكل حصري، بل يعمل على معالجة قضايا ودوائر ثقافية بمعنى أكثر اتساعا وشمولا، وهو ما عبرت عنه نيهال شوقي، رئيس مجلس إدارة دار ديوان للنشر، بقولها، إن المهرجان يقدم فكرة الجمع بين الدوائر الثقافية المختلفة، والفعاليات المتنوعة، وأن هذه الفكرة لقيت الكثير من الدعم من الكتاب والمبدعين على اختلاف مشاربهم، والذين تحمسوا للمشاركة لإنجاح التجربة، بما فى ذلك عدم التوقف عند اختيار أسماء لمبدعين مصريين للمشاركة، بل تحول المهرجان إلى تظاهرة عربية بمشاركة مبدعين من عدة دول عربية أيضا.

من جهته، أوضح خالد لطفي، مؤسس مكتبة ودار نشر تنمية، بأن فكرة المهرجان بالشراكة مع مكتبة ديوان، جاءت لتعبر عن رغبة فى تقديم خدمة ثقافية متكاملة تعبر عن مفهوم شامل للثقافة لا يتوقف عند تنظيم معرض للكتاب، بل يقوم على تقديم مفهوم وأشار إلى أن الثقافة تضم دوائر مختلفة يجب التعبير عنها وتمثيلها ومن هنا ولدت فكرة مسمى «دواير» للتعبير عن تمثيل هذه الدوائر الثقافية المختلفة فى المهرجان الأول الذى تنظمه (تنمية) و(ديوان) معا، لذا تعبر فعاليات المهرجان عن فكرة أصلية وهى أن يشمل المهرجان فعاليات تغطى اهتمامات فئات عمرية مختلفة، ومشارب ثقافية مختلفة، لتكون الفعاليات معبرة بشكل واضح عن فكرة المهرجان الرئيسية وهى التعبير عن مدى الزخم الذى تعرفه الثقافة المصرية والعربية.

المهرجان تحول إلى تظاهرة ثقافية مصرية وعربية من طراز رفيع، إذ تشارك فيه 25 دار نشر مصرية وعربية، وذلك من خلال معرض للكتاب يستمر طوال أيام المهرجان، ويركز الأخير على الفعاليات الثقافية إذ تزيد عن 22 فعالية ثقافية، منها أربع ورش عن الكتابة الإبداعية والسينمائية، إذ لا تقتصر الندوات على شئون الكتابة والكتب بل تتعاطى مع مفهوم الثقافة عمومًا، كذلك يشهد المهرجان 18 ندوة تتنوع بين مناقشات الكتب واللقاءات المفتوحة والندوات المتخصصة بمشاركة طيف واسع من المثقفين المصريين والعرب، إذ يركز المهرجان على بعث رسالة قوية بأن القاهرة لا تزال عاصمة للثقافة العربية.

التأكيد على مركزية القاهرة فى الثقافة العربية كرسالة لمهرجان «دواير»، تجلى بوضوح فى مشاركة عدد كبير من المبدعين العرب فى الفعاليات، إذ يدشن الروائى العراقى سنان أنطون روايته الجديدة (خزامي) فى إحدى فعاليات المهرجان من قلب القاهرة، بينما تشارك الكاتبة الكويتية بثينة العيسى، بسمينار الكتابة الإبداعية الذى تقدمه لأول مرة فى مصر.

أما المفكر والروائي المغربي عبدالإله بن عرفة، فيشارك بندوة عن تحقيقه ودراسته لـ(الديوان الكبير) لابن العربى الحاتمي، كما نجد حضورا للروائى السودانى حمور زيادة، والمخرج السعودى على سعيد، والمبدع السعودى طارق الخواجي.

حضور الأسماء الكبيرة لم يتوقف عند المبدعين العرب، بل إن المهرجان استند إلى مجموعة من المبدعين المصريين الكبار، فنجد تمثيلا لأجيال أدبية من الروائيين والمبدعين واضحا فى أيام المهرجان، من أمثال إبراهيم عبدالمجيد، وعزت القمحاوي، وحمدى الجزار، وعبلة الرويني، وإيمان مرسال، وميرال الطحاوي، ومحمد عبد رب النبي وفيروز كراوية وكريم جمال، كما تتضمن فعاليات المهرجان، سمينار (كتابة السيناريو) مع السيناريست محمد أمين راضي، وسمينار (كتابة المسلسلات القصيرة) مع السيناريست محمد هشام عبية، وورشة (من الكتابة للتطبيق) مع إيمان رفعت، كما يخصص المهرجان جزءا من نشاطه للطفل، عبر تخصيص ركن خاص لكتب الطفل، ومجموعات حكى وورش ونشاطات الأطفال، فضلا عن تنظيم ندوة (تربية الأطفال فى عصر الشاشات) مع الدكتورة نردين العطروزي، المتخصصة فى مجال الأمومة والطفولة.

من جهته، قال عمرو خفاجي، الصحفي والإعلامى، إن مهرجان (دواير) يأتى فى إطار تاريخ طويل من حضور منطقة وسط القاهرة فى المشهد الثقافى المصرى والعربي، واستعرض دور العديد من المؤسسات التى لعبت دورا فى إحياء الثقافة فى منطقة وسط البلد، مثل أتيليه القاهرة ولقاءات المثقفين فيه، ومذكرا بدور العديد من المكتبات فى مد الحياة الثقافية بمداد الكتب ضاربا المثل بدور مكتبة مدبولى وعلاقتها بالمثقفين عبر توفير الكتب المطبوعة خارج مصر للمثقفين فى أوقات لم يكن الحصول على مثل هذه الكتب ممكنا ولا سهلا، وأشاد خفاجى بفكرة المهرجان التى تؤكد أن منطقة وسط البلد ستظل مركزا لتحرك الدوائر الثقافية المختلفة فى مصر، والتى ستظل تستقبل المبدعين من مختلف المشارب ومن مختلف البلدات كمركز حقيقى لصناعة الثقافة فى مصر والعالم العربي كله.